أزمة وقود خانقة في سوريا

الازدحام مجددا في محطات الوقود في سوريا

ساعات طويلة يقضيها السوريون في انتظار الحصول على حاجتهم من المحروقات (الجزيرة-أرشيف)

الجزيرة نت-دمشق

يعاني السوريون في الفترة الأخيرة من أزمة خانقة في الوقود بسبب دخول فصل الشتاء باكرا هذا العام، وانخفاض درجات الحرارة أكثر من معدلاتها، وتزامن ذلك مع تصاعد الأزمة السياسية في البلاد.

وقد أصبح مشهد الطوابير الطويلة أمام محطات تزويد الوقود في سوريا أمرا اعتياديا، ففي الشهور الماضية كانت أعداد كبيرة من السيارات والشاحنات تنتظر طويلا من أجل التزود بالمازوت، ويتعطل سائقو الحافلات منذ بداية الاحتجاجات يوما كاملا عن العمل من أجل ملء خزاناتهم بالوقود.  

صعوبة الحصول على المازوت دفعت السوريين إلى الاعتماد على الغاز والكهرباء من أجل التدفئة، رغم أن الغاز ليس أكثر توفرا من المازوت، كما أن الكهرباء لم تعد تصل باستمرار إلى كل المناطق، يضاف إلى ذلك أن الحكومة تقوم بقطعه يوميا.

معاناة
وعاد الحطب والفحم للرواج مجددا كوقود للتدفئة وخاصة في المناطق الريفية، حيث لجأ البعض إلى قطع الأشجار للتدفئة.

وقال أبو علاء، الذي حصل على حاجته من المازوت بصعوبة، إنه تمكن من ذلك بعد توسط قريب له يعمل في شركة توزيع المحروقات.

في حين أن السيدة روان لا تزال مثل جيرانها تنتظر دورها ضمن القوائم التي تقدموا بها لأكثر من جهة لشراء المازوت، ولا تخفي أن ثمة عائلات تقوم بتوصيل الكهرباء بطريقة غير شرعية من أجل التدفئة.

وفي تشخيص للمشكلة، عزتها الجهات الرسمية إلى عدة أسباب منها التهريب بسبب التباين في سعر الوقود بين سوريا والدول المجاورة، وصعوبة ضبط الحدود. مع العلم أن تخفيض سعر الوقود أدى إلى زيادة الطلب عليه من قبل المواطنين الذين تهافتوا على شراء المادة وتخزينها أكثر من الحاجة.

ويضاف إلى كل ذلك وجود عوائق في نقل الغاز عن طريق القطار خلال الأحداث التي تشهدها البلاد، وثمة حديث عن توزيع المازوت على المواطنين بإشراف لجان حزبية، وتتحدث الأرقام الرسمية عن زيادة في مخصصات الوقود لهذه السنة، إلا أن مشاهد الزحام أمام المحطات تقول شيئا آخر.

من لوحات تتندر بالأزمة (الجزيرة نت)
من لوحات تتندر بالأزمة (الجزيرة نت)

غياب الرقابة
ويشتكي المواطن السوري من انعدام الرقابة على أسعار الغاز والمازوت، مما يضطره لشرائهما بأسعار عالية في حال توفرها، حيث تُباع "جرة الغاز" بسعر يصل إلى ثلاثة أضعافه أحيانا.

وقد أثار هذا الوضع تساؤلات عن نشوء سوق وقود سوداء، وعن جدية السلطات في وضع حد للتهريب ذي العلاقة الوثيقة بالفساد في أجهزة الدولة الجمركية والأمنية.

ويتهم آخرون السلطات باختلاق أزمة الوقود كنوع من العقاب الجماعي من أجل إنهاك الناس بالسعي وراء متطلبات الحياة اليومية وصرف اهتمامهم بالحراك السياسي، وتؤكد إحدى المدوِنات أن البرد والصقيع لن يجمد المظاهرات في مدينتها حمص، رغم كل الظروف المأساوية التي تعيشها.

في حين يشير فريق آخر إلى أن الآليات العسكرية وتحركات الجيش في البلاد استنفدت مخزون الوقود.

وينشر الناشطون باستمرار مقاطع فيديو تصور المعاناة اليومية أمام المحطات، حيث أصبحت أزمة الوقود في سوريا الشغل الشاغل للناس وأيضا حديث الإعلام السوري ومستخدمي الإنترنت الذين يتداولون صورا ولوحات وعبارات فكاهية تتناول ندرة الغاز والمازوت، ويردد بعضهم "أولادي أولى بالمازوت من الدبابة".

المصدر : الجزيرة