دعوة فلسطينية لحماية الإعلام الاجتماعي

جانب من جلسات رام الله من مؤتمر الإعلام

مؤتمر بفلسطين يوصي بالحماية القانونية لمستخدمي أدوات الإعلام الاجتماعي (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-رام الله

طالب مؤتمر إعلامي فلسطيني بحماية الإعلام الاجتماعي ونشطائه والمدونين، وتسخيره لخدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وناقش إعلاميون وخبراء، مشاركون في "المؤتمر الأول للإعلام الاجتماعي بفلسطين" على مدى ثلاثة أيام، وعبر دائرة الربط التلفزيوني بين رام الله وغزة، مختلف القضايا المتعلقة بالإعلام والمواقع الاجتماعية، وخلصوا إلى مجموعة من التوصيات، من بينها الدعوة لإدخال الإعلام الاجتماعي في المناهج الدراسية للجامعات.

ويقول مشاركون في المؤتمر، الذي نظمته "شبكة أمين الإعلامية"، إن جيل الشباب متحمس للتغيير وخدمة القضية الفلسطينية وإنهاء الانقسام "عبر إحداث جسور من خلال المواقع الاجتماعية"، لكنهم يصطدمون دائما بالقمع والرقابة والتدخلات الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

خدمة القضية
يرى الخبير الإعلامي، ومدير "شبكة أمين الإعلامية" في قطاع غزة، محمد أبو شرخ، أن الوقت قد حان لاستخدام الإعلام الاجتماعي بشكل فعال، وتوظيفه بشكل أكبر لخدمة القضايا الوطنية الفلسطينية، مؤكدا تجاوز مرحلة إعداد رواد الإعلام الاجتماعي إلى جيل جديد يحمل أفكارا خلاقة.

وأكد أبو شرخ، في حديثه للجزيرة نت، على هامش المؤتمر، إمكانية الاستفادة من الإعلام الاجتماعي "لخدمة قضايا الوطن بتركيز أكبر، وضمن مسؤولية وطنية مشتركة" مضيفا أنه "آن الأوان لأن يكون الإعلام الاجتماعي جسر محبة يُرمّم جزءا كبيرا مما خلفه الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني".

ودعا الإعلامي الفلسطيني إلى مزيد من الرعاية واحتضان وتشجيع الشباب الفلسطيني "خاصة وأن لديهم إمكانيات ضخمة لخلق أشياء لا تقل أهمية عن ما فعله الإعلام الاجتماعي في تونس ومصر".

وبشأن سقف الحرية المتاحة لنشطاء الإعلام الاجتماعي في الضفة والقطاع، أكد أبو شرخ أن الشباب يبحث عن الحريات دائما، "لكنه يصطدم بمن لا يفهمون أن عصر قمع الحرية قد انتهى، وأنه لا يمكن بأي حال أن تقمع صوت أي شخص".

وأشار إلى شعور متزايد لدى الشباب الفلسطيني بضرورة المساهمة بالتغيير أسوة بالحراك الاجتماعي العربي، لكنه شدد على ضرورة التثقيف والتوعية بالطرق السليمة والجيدة لاستخدام الإعلام الاجتماعي بأشكاله.

وكانت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة قد عرقلت الأحد الماضي أعمال المؤتمر في يومه الأول، بحجة عدم الحصول على تصريح من الأجهزة الأمنية، وهو ما قوبل بانتقاد ورفض شديدين من قبل مؤسسات إعلامية وحقوقية.

وانتقد أبو شرخ خلال مداخلته في المؤتمر عدم وجود قانون واضح المعالم بشأن الحريات العامة، مشيرا إلى أن "مجرد الحديث عن حرية الرأي والتعبير "أصبح مشكلة".

المؤتمر أوصى بضرورة الاهتمام بثقافة التدوين والتواصل بين المدونين الفلسطينيين باعتبارهم قوة ضاغطة، والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال

قوة ضاغطة
وفي ختام جلسات المؤتمر الذي اختتم مساء الثلاثاء استعرض مدير شبكة أمين الإعلامية في رام الله خالد أبو عكر، توصيات المؤتمر، ومن بينها ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام لثقافة التدوين والتواصل بين المدونين الفلسطينيين "باعتبارهم قوة ضاغطة وبإمكانهم تحقيق أهداف وتطلعات عديدة".

وشدد المشاركون على أهمية "استخدام أدوات التواصل الاجتماعي في المجالات التعليمية والتربوية والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال، بما في ذلك إدراج مواضيع تتعلق بالإعلام الاجتماعي في المناهج التعليمية".

وأوصى المؤتمر بضرورة تطوير الحماية القانونية اللازمة للناشطين ومستخدمي أدوات التواصل الاجتماعي على خلفية آرائهم، مؤكدا وجود متتبعين لنشطاء الإعلام الاجتماعي بسبب آرائهم وما ينشرونه على المواقع الاجتماعية مثل "تويتر، وفيسبوك".

ومن جانبه، شدد منسق المؤتمر الشاب سائد كروز، على أهمية توعية نشطاء الإعلام الاجتماعي بأصول العمل المهني والقانوني، حتى تصعب ملاحقتهم ومقاضاتهم من جهة أخرى.

وأشاد كروز بمستوى الحرية في فلسطين مقارنة مع الدول العربية، لكنه أعرب عن أمله في رفع سقف الحريات بشكل أكبر، وفي إطار مهني.

المصدر : الجزيرة