الاحتلال يخنق السياحة ببيت لحم

كنيسة المهد قبلة الحجيج من الطوائف المسيحية

كنيسة المهد من المعالم السياحية في بيت لحم (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-بيت لحم

تعيش مدينة بيت لحم جنوب القدس المحتلة، في مثل هذه الفترة من كل سنة حركة سياحية غير عادية، حيث تكسوها احتفالات أعياد الميلاد بحلة غير تلك التي تكتسيها بقية أيام السنة، غير أن هذه الحركة السياحية تعاني من تضييق يمارسه الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الاحتلال لم يتوقف عند سرقة الأراضي في محاصرته لمدينة بيت لحم، بل ذهب إلى سرقة السياح بأشكال مختلفة حتى لا يستفيد الفلسطينيون اقتصاديا من موسم الأعياد.

ويبدأ موسم الأعياد في المدينة سنويا في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني ويستمر حتى 18 من يناير/كانون الثاني، حيث تتوافد الطوائف المسيحية على كنيسة المهد طوال هذه الفترة.

فكتور بطارسة: بيت لحم لا تستفيد من السياحة القادمة سوى نسبة 8% (الجزيرة نت)
فكتور بطارسة: بيت لحم لا تستفيد من السياحة القادمة سوى نسبة 8% (الجزيرة نت)

الأرض والاقتصاد
ويقول رئيس بلدية بيت لحم فكتور بطارسة، إن الاحتلال أصدر قبل أسابيع تزامنا مع الاستعدادات لاستقبال الأعياد، قرارا بمصادرة نحو سبعة آلاف دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، مما أدى إلى خنق مدخل بيت لحم الشرقي والرئيسي، ثم أتبع ذلك بمخططات للبناء الاستيطاني على أراضيها.

وأوضح في حديث للجزيرة نت أن 22 مستوطنة إسرائيلية، يقطنها نحو 87 ألف نسمة تجثم على أراضي بيت لحم، في حين بات الاحتلال يسيطر بالمستوطنات وقرارات المصادرة على نحو 24 كيلومترا من مجموع مساحتها الكلية البالغة 31 كيلومترا.

ومن الناحية الاقتصادية، يؤكد بطارسة أن بيت لحم لا تستفيد من السياحة القادمة سوى نسبة 8% في حين تستفيد إسرائيل من الباقي، معللا ذلك بما تروجه مكاتب السياحة الإسرائيلية "من دعاية كاذبة ضد بيت لحم، خاصة ادعاءها غياب الأمن مما يدفع السياح إلى تنفيذ زيارات خاطفة والعودة للإقامة والتسوق داخل إسرائيل".

ومع ذلك قال إن بعض السياح أصبحوا لا يثقون بالروايات الإسرائيلية، لكن إجراءات الاحتلال وتوقيفهم لفترات طويلة على الحواجز تجعلهم يترددون في التجول في المدينة.

محلات بيع التحف ببيت لحم تشكو من ضعف الرواج التجاري (الجزيرة نت)
محلات بيع التحف ببيت لحم تشكو من ضعف الرواج التجاري (الجزيرة نت)

نقص المياه
إضافة إلى ما سبق، يشكل النقص الكبير في المياه، معضلة أمام استقبال السياح، إذ يؤكد رئيس البلدية أن الاحتلال يتحكم في كميات المياه المخصصة لمدينة بيت لحم، ولا يفرج عنه منها  سوى 12 ألف كوب يوميا، بدل 24 ألف كوب هي الحاجة الفعلية للمدينة.

وطالب بطارسة السياح والحجيج القادمين إلى الأراضي المقدسة، بأن يروا بأعينهم ويسمعوا بآذانهم، وينقلوا صورة معاناة الفلسطينيين وما يفرضه عليهم الاحتلال من حصار إلى الخارج لحشد مزيد من المواقف الداعمة لقضيتهم العادلة.

إلى ذلك يشير رئيس البلدية إلى أن العدد التقريبي لزوار بيت لحم من السياح يتراوح بين مليون ونصف ومليوني سائح سنويا، غالبيتهم قادمون من دول روسيا وبولندا وإيطاليا، مشيرا إلى تأثير إيجابي لتنامي السياحة في تخفيض نسبة البطالة من 30% قبل سنوات إلى 18% اليوم.

أما عن مدى القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من السياح، خاصة خلال فترة الأعياد،  فأشار إلى حاجة المدينة إلى عدة فنادق ونحو عشرة آلاف سرير، إضافة إلى ستة آلاف سرير موجودة حاليا.

نبيل جاك: شركات إسرائيلية تسيطر على رحلات السياح (الجزيرة نت)
نبيل جاك: شركات إسرائيلية تسيطر على رحلات السياح (الجزيرة نت)

تجارة ضعيفة
ويشكو تجار التحف بدورهم من ضعف كبير لحركة الشراء في الموسم السياحي الحالي، معللين ذلك بقصر مدة وجود السياح في المدينة.

ويقول صاحب محل لبيع التحف يدعى نبيل جاك، إن الحركة التجارية أقل من عادية، مضيفا أنه رغم وصول مائتي حافلة سياح إلى كنيسة المهد في أحد الأيام، إلا أنه لم يبع إلا ما يعادل نحو أربعين دولارا فقط.

وقال إن السبب يعود إلى سيطرة شركات السياحة، وخاصة الإسرائيلية، على رحلات السياح، وعدم وجود آلية تُبقي السياح بعض الوقت داخل مدينة بيت لحم، وخاصة ساحة المهد، حيث يزورون الكنيسة ويعودون إلى حافلاتهم في وقت وجيز.

وقال إن فئة السياح التي قد تبقى بعض الوقت هم العمال الوافدون للعمل داخل إسرائيل، وهؤلاء يعانون من أوضاع مالية سيئة ولا يستطيعون شراء هدايا.

المصدر : الجزيرة