معاناة الفلسطينيات من ابتزاز الاحتلال

الاحتلال يضاعف معاناة المرأة الفلسطينية (الجزيرة ن

الاحتلال يمارس شتى الضغوط للوصول إلى اعترافات (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل 

تفيد شهادات فلسطينيات مُفرج عنهن ومصادر حقوقية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استخدام المرأة الفلسطينية أداة للضغط على الأسرى والموقوفين، وخاصة القريبات من الدرجة الأولى كالزوجات والأمهات والأخوات.

ويؤكد نادي الأسير الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن اعتقال الفلسطينيات للضغط على أقاربهن، في حين تشير معطيات حقوقية إلى استمرار العنف إلى حد القتل من قبل جيش الاحتلال ضد النساء في الضفة الغربية وقطاع غزة.

الأسيرة المحررة إسراء سلهب تعرضت لضغط بهدف دفع زوجها للاعتراف (الجزيرة نت) 
الأسيرة المحررة إسراء سلهب تعرضت لضغط بهدف دفع زوجها للاعتراف (الجزيرة نت) 

عزل انفرادي
وتُعد تجربة الإعلامية إسراء سلهب، التي أفرج عنها الاثنين بعد اعتقال دام 13 يوما، أحدث شاهد على استمرار الاحتلال في استخدام العنف ضد النساء واستخدامهن أدوات للضغط على ذويهن.

وأكدت سلهب في حديثها للجزيرة نت تعرضها لضغط هائل بهدف نقل رسالة شفهية من المحققين إلى زوجها كي يعترف بالتهم المنسوبة إليه، مضيفة أنها لاقت ثمن رفضها أسبوعين من العزل الانفرادي.

وذكرت من أساليب الضغط التي تعرضت لها حبسها طوال فترة الاعتقال في زنزانة انفرادية، وإرغامها على الجلوس لساعات طويلة على كرسي التحقيق مع تقييد اليدين إلى الخلف دون السماح لها بالوقوف أو الحركة.

وتضيف أنها أمضت ليالي دون أن تتمكن من النوم بسبب التحقيق المتواصل خاصة قبيل جلسات المحكمة، لافتة إلى أنه أحيانا كان أربعة ضباط يحققون معها في الوقت نفسه.

ضغط وابتزاز
من جهتها تقول الأسيرة المحررة شهيرة برقان (55 عاما)، وهي من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، إنها اعتقلت 27 يوما بهدف الضغط على أربعة من أبنائها كانوا رهن الاعتقال من قبل سلطات الاحتلال أواخر العام الماضي.

وتقول للجزيرة نت إن سلطات الاحتلال حاصرت منزلها منتصف الليل واعتقلتها، ثم أخضعتها لتفتيش مهين، بعدها أقدم الجنود على تعصيب عينيها وتقييد يديها وقدميها ونقلها إلى مركز قريب للجيش ثم إلى مستوطنة كريات أربع.

وتتابع برقان القول إنها نقلت بعد ساعات إلى مركز التحقيق في سجن عسقلان داخل الخط الأخضر، وخضعت للتفتيش المهين مرة أخرى، وذلك بعد نحو اثنتي عشرة ساعة لم يتم خلالها فك القيود أو عصبة العينين.

وذكرت أن المحققين أحضروا أبناءها لرؤيتها من خلال عدسة صغيرة مثبتة في الباب وهي داخل غرفة التحقيق، وأسمعوها أصوات أبنائها خلال التحقيق معهم، ثم وضعوها في زنزانة انفرادية لمدة 11 يوما متواصلة.

فارس: اعتقال النساء يتم للابتزاز (الجزيرة نت)
فارس: اعتقال النساء يتم للابتزاز (الجزيرة نت)

استمرار المعاناة
ويقول رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس للجزيرة نت إن فترة اعتقال النساء لغرض الابتزاز تتراوح بين ساعات وأيام حيث يستخدمن أدوات للإقناع أو الضغط على الإخوة أو الأزواج أو الأبناء للإدلاء بمعلومات أو الاعتراف بالتهم المنسوبة لهم.

وقد أكد بيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أصدره بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، استمرار معاناة الفلسطينيات بفعل ممارسات الاحتلال وانتهاكاته.

ووثق المركز استشهاد ثلاث نساء في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العام 2011، وإصابة 35 أخريات من قبل قوات الاحتلال، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل كي تحترم حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ووضع حد لانتهاكاتها المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين بمن فيهم النساء.

المصدر : الجزيرة