تكتل ليبي يطالب بالفدرالية

مظاهرة ترفض تهميش الشرق الليبي،والتعليق : أنصار الفدرالية يقولون إنها تحقق العدالة بين المدن ( الجزيرة نت).

 أنصار الفدرالية في ليبيا يقولون إنها تحقق العدالة بين المدن والمناطق (الجزيرة نت)

خالد المهير-بنغازي

تظاهر أمس الاثنين مئات من المؤيدين للتكتل الاتحادي الفدرالي الليبي في مدينة بنغازي رافضين "تهميش" إقليم برقة بعد إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وقالوا إن خروجهم يُعتبر بداية لحراك سياسي من أجل الفدرالية الشرعية، حسب قولهم.

ورفع المتظاهرون شعارات الإقليم الذي يشغل الجزء الشرقي من ليبيا، وأعلام الأقليات الأمازيغية والتبو، إلى جانب علم إقليم برقة الذي يعود إلى خمسينيات القرن الماضي. وهتفوا بشعارات ضد مركزية العاصمة طرابلس، وقالوا إن مطالبهم تجيء في إطار ممارسة حق التعبير بعد 42 عاما من تهميش المركز لهم.

أعراف خاطئة
وأعلن المتظاهرون تشكيل هيئة عامة لقوى 28 نوفمبر من التيارات السياسية والثوار والشخصيات الوطنية للدفاع عن دستور عام 1951 والأقاليم والأقليات.

المتظاهرون يطالبون بتقسيم ليبيا إلى ثلاثة أقاليم (الجزيرة نت)
المتظاهرون يطالبون بتقسيم ليبيا إلى ثلاثة أقاليم (الجزيرة نت)

وطالب المتظاهرون -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- بالفدرالية التي تقسّم ليبيا إلى ثلاث ولايات هي طرابلس وبرقة وفزان أو أكثر في المرحلة المقبلة كشكل للدولة الجديدة، وأكدوا تمسكهم بالعدالة الجغرافية والديمقراطية التوافقية لليبيا وأقاليمها وفقا لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بإنشاء ليبيا.

وسجلوا تحفظهم على حكومة عبد الرحيم الكيب والأعراف "الخاطئة" التي كرستها، مع تمنياتهم لها بالتوفيق، مشددين على ضرورة متابعتها بحذر عند تدخلها في الشؤون السيادية.

واشترطوا منحها الثقة بعد معرفة مدى استجابتها السريعة لفتح حوار بشأن شكل الدولة وقوانين الانتخاب والنظام الإداري والسياسات الأمنية والعسكرية وحسن ترتيب البعثات الدبلوماسية، إلى جانب تعديل صياغة الإعلان الدستوري الصادر في أغسطس/آب الماضي بما يضمن العدالة الجغرافية وشكل النظام وحق المشاركة والاستفتاء على القوانين والاعتراض عليها.

العضو المؤسس في التكتل الفدرالي جمعة السعيطي قال إن رسالة المتظاهرين هي رفض التهميش والإقصاء والمركزية "المقيتة" التي سيطرت على البلاد طيلة حكم العقيد الراحل معمر القذافي

وأعرب نائب منسق التكتل زياد أدغيم في تصريح للجزيرة نت عن أمله في أن يشعر الليبيون بمسؤوليتهم خلال المرحلة الانتقالية التي قال إنها "حساسة"، معبرا عن خشيته من سلبية المواطن في التعامل مع المطالبات بالفدرالية.

عدالة ومساواة
العضو المؤسس في التكتل الفدرالي جمعة السعيطي قال إن رسالة المتظاهرين هي رفض التهميش والإقصاء والمركزية "المقيتة" التي سيطرت على البلاد طيلة حكم العقيد الراحل معمر القذافي، وأكد أن الفدرالية التي يرفعون شعاراتها تحقق المساواة والعدالة بين الأقاليم والمدن في مختلف المجالات من البعثات الطلابية إلى الخارج والعلاج وإقامة مشاريع التنمية، وقال -في تصريح للجزيرة نت- إنهم يرفضون بالكامل سيطرة الفرد والفكر والقرار الأوحد.

ودعا الليبيين في كافة الأقاليم إلى رفع صوتهم وقول "لا" للتهميش، قائلا إن بعض المدن التي تقع تحت أراضيها آبار النفط لم تستفد من تلك الثروة، بينما المناطق البعيدة عن منابع البترول تنعم بالحياة والرفاهية والأموال.

وأوضح السعيطي أن نظام المحافظات "خدعة"، وأن وزير الداخلية أو رئيس الوزراء يملك حق إقالة المحافظ، عكس النظام الفدرالي الدستوري الذي يمنح الشعب وحده حق انتخاب الحاكم أو الوالي وإسقاطه في أي لحظة.

المتظاهرة ابتهال المسماري: نعم للفدرالية  (الجزيرة نت)
المتظاهرة ابتهال المسماري: نعم للفدرالية  (الجزيرة نت)

ورفض إبراهيم العمامي الطبيب في أحد مستشفيات بنغازي بشدة اختزال مشكلة ليبيا سابقا في شخص معمر القذافي، وقال إن المركزية والقذافي عنوانان عريضان لمشكلتهم طيلة العقود الماضية، واعتبر رجوعهم إلى المركزية "انتكاسة"، ووصفها بأنها نوع آخر من الدكتاتورية.

لا شرقية ولا غربية
وقالت ابتهال خليل المسماري –خريجة حقوق وترتدي قميصا يحمل شعارات مؤيدة للفدرالية- إنها تدافع عن الوحدة الحقيقية وليست المزيفة لمنطقتها فقط، قائلة "لا شرقية ولا غربية".

وأكدت أنها ضد تهميش بنغازي وطبرق والزنتان من طرف العاصمة، لكنها قالت إن طرابلس عاصمة أبدية.

ولا تعتقد شقيقتها إيمان أن خروجهما ومن معهما بداية لتقسيم ليبيا إلى ولايات، مؤكدة أن غرب ليبيا هو أول من طالب بالفدرالية عام 1951، ودعت الأهل في المناطق الغربية إلى عدم التخوف من مطالبهم.

ورأت سلمى جلغان -في حديث للجزيرة نت- أن الحل الأفضل الآن هو إقرار الفدرالية كشكل إداري للدولة القادمة، وأن مشاركة النساء في المظاهرة جاءت لمنع تهميش المرأة في المطالبة بالفدرالية التي تضمن حقوق كافة المواطنين بعد التخلص من القذافي.

المصدر : الجزيرة