الجنزوري بين عهدين

A handout photograph made available by the Egyptian Military Office on 24 November 2011, shows former Prime Minister Kamal Ganzouri meeting Egyptian Field Marshal Mohamed Hussein Tantawi (unseen), head of the ruling Supreme Council of the Armed Forces, in Cairo, Egypt, 23 November 2011. Media reports state that Ganzouri was asked by the ruling Supreme Council of the Armed Forces to form a new government just a few days before parliamentarian elections.

الجنزوري أثناء لقائه المشير حسين طنطاوي الجمعة (الأوروبية)

كانت بداية كمال الجنزوري الحقيقية مع العمل السياسي محافظا للوادي الجديد ثم بني سويف، قبل أن يدير معهد التخطيط القومي، ثم يصبح وزيرا للتخطيط، فنائبا لرئيس الوزراء.

وفي 1996 بات الجنزوري رئيسا للوزراء في حكومة الرئيس المخلوع لاحقا حسني مبارك، وهو منصبٌ غادره بعد ثلاث سنوات أشرف خلالها على عملية خصخصة واسعة بإشراف مؤسسات مالية دولية بينها صندوق النقد.

مشاريع وخصخصة
وأحاط بملف الخصخصة هذا لغط كبير، إذ يقول منتقدو الجنزوري إنه تسبب بهذه العملية في ضياع مبالغ هائلة من المال العام.

وقد استُدعي الجنزوري في أكتوبر/تشرين الأول 2011 للإدلاء بشهادته في قضية الخصخصة التي أشرف عليها.
 
كما أشرفت حكومة الجنزوري بين عامي 1996 و1999 على مشاريع ضخمة كمشروع مفيض توشكي في أقصى جنوب مصر، ومشروع غرب خليج السويس وتوصيل المياه إلى سيناء عبر ترعة السلام، والخط الثاني لمترو أنفاق القاهرة.

وتباينت الآراء حول هذه المشاريع بين ممتدح لها كخطط تنموية "قومية"، ومنتقد يراها بذرت كثيرا من المال العام دون أن تسهم حقا في التنمية، وكانت غطاء لممارسة الفساد، وهو فسادٌ قال الجنزوري بعد نجاح الثورة إنه كان وراء إقصائه.

صمت طويل
واختفى الجنزوري بعد خروجه من رئاسة الوزراء عن العمل السياسي تماما، لذا كان تكليفه يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني على يد المجلس العسكري مفاجأة للمصريين.

ويبقى الجنزوري (السبعيني) مجهولا لدى نسبة معتبرة من الشباب المصري (المحرك الرئيسي للاحتجاجات) لسبب موضوعي هو أنهم كانوا أصغر من أن يكوّنوا عنه رأيا متكاملا عندما قاد الحكومة في عهد مبارك، خاصة أنه اختفى عن الساحة السياسية والإعلامية مدة 12 عاما بعد مغادرته الوزارة.

ويقول الجنزوري إن نظام مبارك ضيّق عليه وحاصره إعلاميا بعد مغادرته الوزارة، حتى أنه لم يتلق ولا مكالمة هاتفية واحدة من أي وزير كان في حكومته، كما قال في لقاء تلفزيوني مع منى الشاذلي في فبراير/شباط الماضي.

ولم تكن للجنزوري مواقفُ حاسمة من الثورة مع اندلاعها يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي، ولم يكسر صمته إلا بعد نجاحها.

ويرى عدد من شباب الثورة أن الجنزوري من مخلفات عهد مبارك، ويرى بعض ممثليهم أنه لم يغادر منصبه لمعارضته الفساد الحاصل وإنما كان خلافه مع مبارك على طريقة إدارة هذا الفساد، كما يرى محمد الباز نائب رئيس تحرير صحيفة الفجر.

ولد كمال الجنزوري في قرية جروان بمحافظة المنوفية وتلقى دراسته العليا في جامعة القاهرة، حيث تخرج من كلية الزراعة، ثم التحق بجامعة ميشيغان الأميركية حيث حصل على الدكتوراه في الاقتصاد.

المصدر : الجزيرة