أهداف زيارة كلينتون لليبيا

epa02971057 Chairman of Libya's National Transitional Council (TNC) Mustafa Abdel Jalil shakes hand with US Secretary of State Hillary Clinton, after a join press conference, in Tripoli, Libya, 18 October 2011.

 كلينتون مع عبد الجليل بطرابلس (الأوروبية)

خالد المهير-ليبيا

يرجح مراقبون أن تكون المحادثات التي أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي في زيارتها المفاجئة لليبيا أمس قد تناولت ملفات جوهرية تتصل مباشرة بالأمن القومي الأميركي، وبسياسة واشنطن في المنطقة.

ورأى الدبلوماسي الليبي السابق قدري الأطرش أن زيارة كلينتون التي تأتي قبيل إعلان التحرير الكامل للأراضي الليبية تدخل في إطار تنسيق الدور الأميركي في شمال أفريقيا بعد الربيع العربي.

وقال الأطرش للجزيرة نت إن أميركا ستتجه إلى تقديم كافة أنواع الدعم لليبيا، وهو ما وعدت به الوزيرة الأميركية التي تحادثت مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل, ومع رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل.

وأضاف الأطرش أنه لا يود أن يضفي الكثير من التفاؤل على الزيارة، مرجحا تخوف واشنطن من بقايا ما سماه "دعاية القذافي الكاذبة" في ما يتعلق بتنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية "المتشددة".

اختفاء صواريخ على غرار هذا الصاروخ المحمول على الكتف يقلق واشنطن (الجزيرة)
اختفاء صواريخ على غرار هذا الصاروخ المحمول على الكتف يقلق واشنطن (الجزيرة)

هواجس أميركية
من جهته, اعتبر المعارض السياسي (السابق) سالم الحاسي أن زيارة كلينتون جاءت في حين تقترب ليبيا من دخول مرحلة جديدة.

وقال للجزيرة نت إن الهدف من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية ونظيرها البريطاني وليم هيغ التعجيل بتشكيل حكومة انتقالية في ليبيا، مرجحا طرح مسألة الحكومة "المنتخبة" على طاولة النقاش بدلا من المكتب التنفيذي.

ولاحظ الحاسي أن هاجس أميركا الآن هو ضمان عدم تسرب الأسلحة إلى جهات قد تعمل على زعزعة استقرار المنطقة، مضيفا أن ملفات إعادة الإعمار والاستثمارات والنفط ربما جاءت في سياق الزيارة.

وأبدى الحاسي اقتناعه بأن الدفع نحو تشكيل حكومة انتقالية في ليبيا كان أحد القضايا الجوهرية في زيارة وزيرة الخارجية الأميركية, قائلا إن واشنطن تركز على قدرة الحكومة على إرساء الاستقرار وليس على من يقودها, وتتمنى التعامل مع أشخاص تعرف خلفياتهم السياسية والفكرية.

أما الناشط محمد بويصير المطلع على ملف العلاقات مع الولايات المتحدة فرأى أن زيارة كلينتون استمرار لموقف واشنطن المعلن من الثورة على العقيد معمر القذافي.

وقال للجزيرة نت إن الزيارة مدخل لمرحلة ما بعد التحرير, مشيرا إلى تعهد هيلاري كلينتون أمس في جامعة طرابلس بدعم السلطة الجديدة في ليبيا, والاهتمام بالموارد البشرية. ولاحظ بويصير أن وزارة الخارجية الأميركية تخشى انتشار الفساد في ليبيا على غرار ما حدث في العراق.

واتهم الناشط الليبي بالمناسبة أطرافا لم يسمها بالعمل على منع تنظيم انتخابات ديمقراطية في ليبيا, موضحا أن بعض هذه الأطراف يود نسخ تجارب حسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس.


undefinedنفوذ أميركي
أما المحلل السياسي محمد مامي فقال إن زيارة كلينتون زيارة مصالح بالدرجة الأولى رغم حديثها عن دعم حقوق الإنسان, ووعود مبادئ الديمقراطية والحريات.

وقال للجزيرة نت إن قلق أميركا الحالي يتركز على كيفية منع وصول الأسلحة والصواريخ الحرارية المحمولة على الأكتاف إلى ما تعتبره جماعات إرهابية.

وأشار إلى أن محاولة واشنطن دفع ليبيا نحو "نموذج ديمقراطي يحتذى" يجسد نفوذا أميركيا من نوع جديد، داعيا القادة الليبيين الجدد إلى مراعاة التراث الثقافي والديني الإسلامي لليبيا عند تشكيل الدولة الحديثة.

وبينما تحدث عضو المجلس الانتقالي خالد السائح للجزيرة نت عن أهمية الزيارة، أقر عضو المجلس الانتقالي عن مصراتة سليمان فورتية بأن واشنطن عبرت للمجلس عن مخاوفها في ما يتعلق بالسلاح والأمن والديمقراطية في ليبيا. 

المصدر : الجزيرة