الخبز وراء محاولة انتحار مصري

لقطة عامة لمستشفي المنيرة العام
الضحية وضع تحت المراقبة الطبية بمستشفى المنيرة (الجزيرة نت) 

الجزيرة نت-القاهرة
 
كشفت التحقيقات الأولية أن سبب حادث إضرام مواطن مصري النار في نفسه أمام مجلس الشعب بالقاهرة الاثنين هو عدم قدرته على الحصول على خبز لأسرته ومطعمه بسبب تعنت الجهات الإدارية المحلية إزاء مطالبه.
 
وأضرم المواطن المصري عبده عبد المنعم (49 عاما) النار وهو يردد بعض الهتافات ضد الحكومة، وأطفأ المارة وحرس المجلس النار ونقلوه إلى المستشفى لتلقي العلاج.
 
وتبين أن سبب قيامه بهذه العملية هو عدم صرف حصة الخبز المخصصة لمطعمه الموجود في قرية صغيرة على الطريق الرابط بين الإسماعيلية وبورسعيد، وإصرار المسؤولين على صرف الخبز البالغ سعره 25 قرشا للمطعم بدلا من ذلك المدعم حاليا بـ10 قروش.
 
وقالت زوجة عبد المنعم إن أسرتها فقيرة للغاية وإن لديهما أربعة أبناء، موضحة أن زوجها ترك المنزل منذ أربعة أيام وأنه اعتاد مغادرته عندما تنتابه حالة نفسية سيئة.
 
وأشارت إلى أنه يعالج من أمراض نفسية وسبق دخوله إلى مستشفى الأمراض العقلية للعلاج أكثر من مرة.
 
وقال رئيس مركز ومدينة القنطرة غرب فهمي البيك إن عبد المنعم دخل مستشفى الأمراض النفسية عدة مرات، وهو ما زال يتلقى العلاج حتى الآن.
 
وأضاف أن عبد المنعم كان يطالب بزيادة حصته من الخبز المدعم، حيث كان يحصل على عشرين رغيفا مدعما يوميا لمطعمه ومثلها لعائلته.
 
يذكر أنه يتم توزيع الخبز في هذه المنطقة عن طريق الوحدة المحلية بمركز القنطرة غرب بنظام الحصص الشهرية.
 

محمد شوقي: حالة عبد المنعم مستقرة(الجزيرة نت)
محمد شوقي: حالة عبد المنعم مستقرة(الجزيرة نت)

موقف حاسم

وتباينت ردود فعل المسؤولين المصريين إزاء الواقعة، حيث أكد رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الوطني الحاكم صفوت الشريف أنه يجب التعامل مع الحادث بقدر حجمه وانتظار نتيجة التحقيقات لمعرفة الدوافع الحقيقية وراء ذلك وعدم استباق الأحداث.
 
وشدد الشريف على ضرورة أن يكون للحكومة موقف حاسم في محاسبة المتعنتين في الجهات الإدارية الحكومية وضرورة إعطاء المواطن حقوقه وتلبية رغباته دون تعنت.
 
وجاءت تصريحات الشريف ردا على طلب الإيضاح العاجل الذي تقدم به عضو مجلس الشورى محمد رجب زعيم الأغلبية.
 
وبدوره أكد وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي أنه حادث بسيط نتج عنه إصابة المواطن بحروق سطحية خفيفة في الرقبة والصدر، مشيرا إلى أن حالته أصبحت مستقرة وتم وضعه تحت المراقبة الطبية في مستشفى المنيرة وسيخرج خلال 48 ساعة.
 
كما زار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور عبد الرحمن شاهين الضحية في مستشفى المنيرة العام واطمأن على صحته، وعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع مدير المستشفى الدكتور محمد شوقي أكدا خلاله أن حالة المواطن مستقرة ويمكن أن يغادر المستشفى في غضون يومين.
 
وبينما استمعت النيابة العامة لأقوال الضحية، طلب رئيس مجلس الشعب فتحي سرور من رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوى بالمجلس الاستماع إلى عبد المنعم، معتبرا أنه قام بذلك التصرف بهدف إبلاغ شكواه إلى البرلمان.
 

عبد الرحمن شاهين زار الضحيةللاطمئنان على صحته (الجزيرة نت)
عبد الرحمن شاهين زار الضحيةللاطمئنان على صحته (الجزيرة نت)

حادث بسيط

من جانبه أكد وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب أن الحادث بسيط ويجب عدم استباق الأحداث، وانتظار نتائج التحقيقات لمعرفة أسبابه الحقيقية والابتعاد عن التحليلات شخصية أو الاجتهادات التي لا أساس لها من الصحة.
 
وأكد شهاب أن الحكومة تتعهد بنقل الصورة كاملة إلى المجلس عقب انتهاء التحقيقات.
 
وقال محافظ الإسماعيلية اللواء عبد الجليل الفخراني "لدينا تقارير من مستشفى الأمراض العقلية بالخانكة تفيد بأنه دخل المستشفى أكثر من عشر مرات للعلاج".
 
وأضاف أن عبد المنعم قد حرر محضرا في قسم الشرطة ضد مدير مشروع المخابز بالقنطرة بدعوى عدم زيادة حصته من الخبز، إلا أنه تم إبلاغه بالموافقة على صرف زيادة له، ثم تصالح في محضر رسمي بقسم الشرطة.
 
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان بمدينة القنطرة غرب -التي ينتمي إليها عبد المنعم- إن الحياة تسير بشكل طبيعي في المنطقة التي تبعد نحو 40 كلم شمالي الإسماعيلية.
 
ونفت مصادر أمنية القيام باستدعاء أو استجواب عبد المنعم من قبل لأنه معروف عنه مرضه النفسي، وأبدى مصدر أمني عدم معرفته بأسباب ترديده هتافات ضد أمن الدولة.
المصدر : الجزيرة