تحذير من التغلغل الإسرائيلي بالعراق

ندوة تكشف تفاصيل الوجود الاسرائيلي بالعراق
الندوة كشفت تفاصيل الوجود الإسرائيلي بالعراق وانعكاساته المحلية والعربية (الجزيرة نت)
 
التغلغل الإسرائيلي في العراق وانعكاساته على مستقبل العراق والأمن القومي العربي وسبل مواجهة هذا التغلغل، كان الموضوع الرئيسي لندوة علمية عقدها مركز دراسات الاستقلال بالعاصمة السورية دمشق وشارك فيها عدد من الباحثين العراقيين والعرب.

وأكد رئيس المركز الدكتور خالد المعيني أن هذا الموضوع يشغل الأوساط
السياسية العربية ويتابعه الكثير من المهتمين بالشأن العراقي، لكن المعلومات المتوفرة عنه شحيحة رغم أهميته، مضيفا للجزيرة نت أن هذه الندوة محاولة لتقديم المزيد من المعلومات عن الوجود الإسرائيلي بالعراق وخطورته.

وأوضح المعيني أن الأبحاث والأوراق التي نوقشت في الندوة تضمنت تصنيف المخاطر وترتيب التهديدات التي تواجه العراق، وانعكاسات ذلك عربيا ودوليا، حيث خلص الباحثون إلى أن أهم الأهداف الإستراتيجية لاحتلال العراق هو إخراجه كقوة عربية من الصراع العربي الصهيوني.

 

 خالد المعيني (الجزيرة نت)
 خالد المعيني (الجزيرة نت)

وجود مبكر
من جانبه، كشف عدي الزيدي، وهو كاتب ورئيس لجبهة إنقاذ كركوك، في ورقة قدمها للندوة، أن المخابرات الإسرائيلية (موساد) وجدت في العراق في وقت مبكر جدا، وأكد للجزيرة نت أن أول وجود كان من خلال مكتب في مطار بغداد الدولي بعد ثلاثة أيام فقط من الاحتلال الأميركي للعراق.

وأضاف الزيدي أن عناصر عسكرية إسرائيلية  قدّر عددها بفرقة عسكرية مع معداتها القتالية اتخذت من نادي الفارس مقراً لها، وهو موقع رئاسي في حي العامرية القريب من المطار، في حين كان المقر السري للموساد يطل على مدرج المطار كما يشرف على قاعة كبار الزوار.

وخلال السنوات الأولى للاحتلال، كما يقول الزيدي، تمدد الموساد إلى داخل مدينة بغداد وحولها، وإلى جنوب العراق وغربه، وأصبح له عدة مقرات أهمها في فندق الرشيد بقلب العاصمة وكذلك فندق الرصافة الذي اتخذ منه مقرا مؤقتا
ثم تركه بعد اكتشافه من قبل المقاومة وبطلب من إدارة الفندق خوفا من تفجيره.
 
كما حوى فندق "السدير نوفتيل" وأبنية محيطة به في وسط بغداد مراكز للموساد، مما جعله هدفا للمقاومة العراقية عدة مرات كان أعنفها التفجيرات التي استهدفت الفندق عام 2007.
 

جانب من حضور الندوة (الجزيرة نت)
جانب من حضور الندوة (الجزيرة نت)

بالقواعد والشركات

ويضيف الزيدي أن الموساد وجد أيضا خارج بغداد في معسكر بقاعدة الحبانية القديمة قرب الفلوجة غربي العراق، وفي قواعد الوليد الجوية والقادسية والبغدادي، على شكل مليشيات مسلحة شاركت في معركتي الفلوجة الأولى والثانية وانسحبت بعد أن اكتشف أمرها من قبل المقاومة قي الفلوجة.
 
كما لفت الزيدي إلى وجود الموساد تحت واجهة شركات تجارية أبرزها شركة طوبى للخدمات الأمنية والحراسات الخاصة في بغداد التي أغلقت عام 2007 بعد أن افتضح أمرها أمام الإعلام، وشركة ساندي للخدمات الأمنية والحراسات التي ما زالت تعمل لكنها انتقلت أواخر 2009 من بغداد إلى دوكان بشمال العراق، وشركة نمرود الرافدين بالموصل والتي تخصصت في تهريب الآثار العراقية وخصوصا آثار النمرود في نينوى.
 
ويؤكد أن هذه المعلومات دقيقة وتم جمعها وفحصها والتأكد من صحتها، مشددا على أن الموساد حرص على أن يعمل بالخفاء وبواجهات أخرى، لكن الضربات التي وجهتها المقاومة العراقية لمقراته واستهداف عناصره اضطرته للاستعانة بالعراقيين، الذين كشفوا الكثير من المعلومات عن نشاطه بالعراق.
 
مخطط التقسيم
من جانبه، تناول الدكتور مروان قبلان في محاضرته أهمية العراق كحجر زاوية في الصراع العربي الإسرائيلي، مشددا على دور إسرائيلي واسع في برامج تفتيت العراق وتدميره، وأن ذلك يتم بوجود مباشر وغير مباشر للإسرائيليين.

يُذكر أن الندوة شهدت مشاركة باحثين آخرين بينهما قصي الأعظمي وحسام الساموك حيث حذرا من خطورة المشاريع الاسرائيلية الهادفة لتقسيم العراق وتمزيقه تحت مسميات الأقاليم والفدرالية.

المصدر : الجزيرة