معاناة فلسطيني يبحث عن مواطنة

صورة من الكنيست - تقرير/ إسرائيل تنمع حزبين عربيين من خوض انتخابات الكنيست

 الكنيست الإسرائيلي مدد العمل بقانون المواطنة لمدة ستة أشهر (الجزيرة-أرشيف) 
 الكنيست الإسرائيلي مدد العمل بقانون المواطنة لمدة ستة أشهر (الجزيرة-أرشيف) 


محمد محسن وتد-أم الفحم
 
تزايدت معاناة الشاب الفلسطيني عز الدين حسام صبح، بعد أن أقر الكنيست الإسرائيلي مؤخرا تمديد سريان قانون "المواطنة" الذي يحظر لم شمل الأسر الفلسطينية من طرفي الخط الأخضر لستة أشهر إضافية.
 
وبموجب القانون الذي شرع عام 2003، يمنع لم الشمل بين الفلسطينيين بإسرائيل والضفة، غزة والدول العربية وعلى وجه الخصوص لبنان وسوريا والعراق وإيران. وذلك اعتمادا على توصيات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
 
وحسب إحصائيات الداخلية الإسرائيلية، هناك 25 ألف ملف لعائلات جمد النظر في لم شملها ويقدر عدد أفرادها بقرابة 150 ألفا، عدا آلاف العائلات التي منعت من تقديم طلبات للحصول على المواطنة والإقامة داخل إسرائيل.
 
ويعد عز الدين حسام صبح البالغ من العمر 28 عاما نموذجا مصغرا لمعاناة هذه العائلات، فهو ينحدر من عائلة فلسطينية، ولد في لبنان وقدم إلى إسرائيل في سن الرابعة مع والده وشقيقه عبر الضفة الغربية، واستقروا  في قرية المكر بالداخل الفلسطيني. وعندما بلغ الثامنة عشرة دخل في سراديب ودوامة مع إسرائيل.
 
معاناة
 عز الدين حسام صبح يحلم بإنهاء معاناته
 عز الدين حسام صبح يحلم بإنهاء معاناته

وروى عز الدين للجزيرة نت معاناته بعد توجهه لمكتب الداخلية الإسرائيلي لاستصدار بطاقة هوية، بعد أن فارقه شقيقه متوجها إلى الأردن قبل نحو ثمانية أعوام، فبقي وحيدا باحثا عن مواطنة ما زال يحلم بها.

 
ودفعت به الظروف نحو الجنوح مرغما، دخل السجن لفترات مختلفة، بحيث كان السجن مشهدا رئيسيا في حياته، وبين السجن ولحظات الحرية تزوج، لكن فرحته لم تكتمل.
 
وبسبب عدم حصوله على الإقامة الدائمة، انفصل عن زوجته التي أنجبت طفلهما البكر وهو وراء القضبان، لتتعمق مأساته حيث لم ير طفله.
 
ويحن إلى عائلته في لبنان حيث والدته وإخوته، وحتى ترحيله عن إسرائيل غير ممكن لانعدام أي هوية خاصة به، رغم اعتباره "مقيما غير قانوني".
 
تشرد

"
تفيد إحصائيات الداخلية الإسرائيلية بوجود 25 ألف ملف لعائلات جمد النظر بلم شملها ويقدر عدد أفرادها بقرابة 150 ألفا، عدا آلاف العائلات التي منعت من تقديم طلبات للحصول على المواطنة والإقامة داخل إسرائيل
"

وقال عز الدين "مسيرة حياتي بإسرائيل هي التشريد والشتات، ومشكلتي تفاقمت عندما بلغت الثامنة عشرة توجهت للداخلية لاستصدار بطاقة هوية، فطالبوني بتقديم الطلبات والانتظار، عشرة أعوام مرت وما زلت أعيش في دوامة وأنتظر منحي الهوية".

 
ويضيف "عانيت الأمرين، وتحولت بطاقة الهوية إلى جحيم، دخلت السجن وتعرضت للمشاكل والمضايقات لعدم حصولي على الهوية أو الإقامة".
 
وتزوج عز الدين من فتاة من عرب 48 تحمل الجنسية الإسرائيلية، معتقدا أن ذلك سيساعده ويسرع في استصدار الهوية له.
 
وأردف "رزقت بطفل وأنا في السجن وانفصلت عن زوجتي بسبب حرماني من الهوية، وحتى يومنا هذا لم أر ابني، تحدثت معه في السابق عبر الهاتف، ويبلغ من العمر اليوم قرابة 8 أعوام".
 
وقال "لا يوجد بحوزتي أي مستند إسرائيلي رسمي، عدا مستندات المحكمة التي أستعملها خصوصا إذا ما أوقفتني دورية شرطة، ولا يمكنني التوجه  للقضاء لاستصدار أمر لرؤية ابني، ومسلسل عذابي مستمر، ولا أدري ما العمل".
 
وأكد عز الدين "إسرائيل تعدني ماكثا "غير قانوني"، حتى لو قررت مغادرتها وهجرتها لا يمكنني ذلك، كوني لا أملك أي مستند من خلاله يمكنني مغادرتها".
 
واختتم حديثه للجزيرة نت بالقول "أتوجه إلى المنظمات الحقوقية لمساندتي وإخراجي من هذه المعاناة، فعندما كنت طفلا لم أملك قرار القدوم إلى هنا، وعندما وعيت ووجدت ذاتي في إسرائيل، لم يسألني أحد قبل قدومي لهنا، بالنسبة لي وبعد هذه المعاناة أفضل العودة إلى حضن عائلتي في لبنان، لكن قبل ذلك أريد رؤية ابني".
المصدر : الجزيرة