"القبة الحديدية" وصواريخ المقاومة

نماذج من صواريخ المقاومة من صنع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تعرض على محررة كفار داروم بعد الانسحاب الإسرائيلي منها صيف 2005
نماذج من صواريخ صنعتها كتائب القسام الجناح العسكري للحماس (الجزيرة نت-أرشيف)
أحمد فياض-غزة

 
يستبعد محللون عسكريون وممثلو أجنحة عسكرية لفصائل فلسطينية نجاح نظام الدفاع الصاروخي -الذي تطلق عليه تل أبيب "القبة الحديدية"- في مواجهة صواريخ المقاومة التي تطلق من غزة على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة.
 
ويوضح المحلل العسكري اللواء المتقاعد مصباح صقر أن إعلان إسرائيل نجاح تجاربها الأخيرة على "القبة الحديدية" ليس مقياساً لكفاءة السلاح، لأن جدوى أي سلاح هي في المعارك وساحات الحرب لا في الظروف العادية.
 
وأشار إلى أن النظام يعمل بواسطة صواريخ مزودة برادار حساس ومنظومة متابعة لاعتراض الصواريخ والقذائف وهى في الجو، وبإمكانه التمييز بين الصواريخ والقذائف التي تستهدف المراكز السكانية واعتراضها وتلك المتوقع سقوطها في أرض مفتوحة.
 
وكانت إسرائيل أعلنت نجاح تجارب نهائية مخصصة لصد صواريخ قصيرة المدى وقذائف مدفعية عيار 155 ملم يصل مداها إلى 70 كيلومترا، وبدأت تنشر النظام على حدود غزة، على أن يبدأ العمل به في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
 
وأوضح صقر للجزيرة نت، أن تل أبيب تحتاج أكثر من 20 بطارية تفوق كلفتها 500 مليون دولار لتستطيع حماية حدودها الشمالية والجنوبية، في حين أن ما أنتجته الآن هو بطاريتان فقط.
 
وأضاف أن الولايات المتحدة تكفلت بتمويل المنظومة لتطويرها وقدمت مساعدة قدرها 250 مليون دولار.
 


صورة نشرها الجيش الإسرائيلي لتجربة أجريت على نظام
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي لتجربة أجريت على نظام "القبة الحديدية" قبل سبعة أشهر  (الأوروبية-أرشيف)

تهويل إسرائيلي


أما المحلل العسكري يوسف الشرقاوي، فيرى في الإعلان عن نجاح تجارب "القبة الحديدية" تهويلا هدفه طمأنة الرأي العام الإسرائيلي من جهة والمحافظة على قدرة ردع فقدتها إسرائيل في حرب لبنان 2006 وحرب غزة الأخيرة.
 
واستبعد نجاح "القبة الحديدية" في اعتراض قذائف المقاومة البدائية، لأنها أنشئت لاعتراض صواريخ مداها يفوق 4.5 كيلومترات، في حين تطلق صواريخ المقاومة من مسافة أقل وتكون مستوية المسار، إضافة إلى أنها لا تستطيع التصدي لدفعات كبيرة في لحظة واحدة.
 
وقدر الشرقاوي -في اتصال مع الجزيرة نت من الضفة الغربية- أن نسبة نجاح المنظومة في اعتراض قذائف المقاومة هي من 5 إلى 10%، وقال إنها باتت محل انتقاد كبير من خبراء عسكريين إسرائيليين لتكاليفها الباهظة وضعف نجاعتها.

هدف المنظومة
ويتفق الناطق الإعلامي باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد أبو أحمد مع رأي الشرقاوي في أن هدف المنظومة هو طمأنة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لكنه لم يستبعد أن يكون الحديث عنها تمهيداً لحرب جديدة على غزة في مسعى لـ"إحباط فصائل المقاومة وإيصال رسالة مفادها أن صواريخكم لم تعد تجدي نفعاً".

 
وقال -في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت- إن صاروخا أطلقه فصيل مقاوم مؤخراً واعترفت تل أبيب بأنه من نوع جديد، يؤكد عجز منظومتها الجديدة.
 
ويرى الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أبو عطايا أن المنظومة ستفشل في حماية التجمعات السكنية الإسرائيلية شمالي وجنوبي إسرائيل.
 
وقال للجزيرة نت إن المقاومة -على الرغم من الفارق بين قدراتها وقدرات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية- "سيكون بمقدورها التغلب على القبة وإنهاء فعاليتها".
 
والقبة الحديدية منظومة تشمل جهاز "رادار" ونظام تعقب وبطارية من 20 صاروخ تحمل اسم "تامير" طورتها شركة "رافائيل" للأنظمة الدفاعية المتطورة، وصمم النظام لاعتراض صواريخ المقاومة المتوسطة المدى.

المصدر : الجزيرة