مسحراتي رمضان بقناة ألمانية

خالد شمت-برلين

في سابقة تعد الأولى من نوعها بين قنوات التلفزة الألمانية، أعلنت قناة "أر تي إل 2" التلفزيونية الخاصة أنها ستبث فقرتين يوميا طوال شهر رمضان المبارك لتذكير مشاهديها المسلمين بموعدي الإفطار والسحور.

ويرى كارستين مولي من إدارة القناة "أن هاتين الفقرتين عمل صغير ذو مغزى، وهو لا يعبر عن توجه جديد للقناة بقدر ما يهدف لدعم اندماج المسلمين في المجتمع الألماني بشكل عملي يختلف عن التنظير المجرد".

وأضاف مولي في تصريح للجزيرة نت أن المشاهدين المسلمين يمثلون شريحة واسعة من جمهور قناة  "أر تي إل 2".

وقال "مثلما نقدم في كل عام فقرات حول عيدي الميلاد والفصح للمسيحين، أردنا من خلال التذكير هذا العام بموعدي الإفطار والسحور في شهر رمضان، توجيه لفتة تعبر لمشاهدينا المسلمين عن اهتمامنا واحترامنا".

"   أيمن مزايك:     تذكير القناة الألمانية بموعدي الإفطار والسحور عكس مسؤولية مجتمعية لأنه استهدف لفت أنظار غير المسلمين في المجتمع الألماني لحلول شهر رمضان "

ترحيب إسلامي ومسيحي
في أولى ردود الفعل، لقيت خطوة القناة الألمانية ترحيبا من المجلس الأعلى للمسلمين الذي وصفها بأنها علامة لاندماج ناجح في ألمانيا.

وقال الأمين العام للمجلس أيمن مزايك إن تذكير القناة الألمانية بموعدي الإفطار والسحور عكس مسؤولية مجتمعية لأنه استهدف لفت أنظار غير المسلمين في المجتمع الألماني لحلول شهر رمضان ذي الأهمية الكبيرة لأكثر من أربعة ملايين مسلم بالبلاد.

واعتبر مزايك في تصريح للجزيرة نت أن القناة قدمت بفقرتيها الرمضانيتين قدوة للقنوات الألمانية الكبيرة المطالبة بإبداء قدر أكبر من الاهتمام بواقع وحياة الأقلية المسلمة في ألمانيا.

من جهته، رحب المتحدث باسم الكنيسة البروتستانتية راينهارد مافيك بخطوة القناة ورأى أنها تعبر عن التنوع الديني الموجود في المجتمع الألماني.

في المقابل، تساءلت مجلة دير شبيغل -التي يتهمها قطاع كبير من مسلمي ألمانيا بالتحيز- عن ما إن كان هدف القناة من بث الفقرتين المتعلقتين بشهر رمضان هو دعم الاندماج أم الوصول إلي المسلمين الذين باتوا يمثلون شريحة كبيرة من بين مشاهدي قنوات التلفزة الألمانية ككل؟

الإنتاج الثالث
يشار إلى أن الفقرتين اللتين ستُقدمان خلال شهر رمضان هما ثالث عمل توجهه قناة "أر تي إل 2" للمسلمين بعد إنتاجين ضخمين قدمتهما في السنوات الخمس الأخيرة وحظيا باهتمام إعلامي واسع.

وحمل العمل الأول -وهو إنتاج يصنف ضمن ما يعرف بتلفزيون الواقع- أسم "ثلاثين يوما بين ظهراني المسلمين" حيث ركز على نقل صور وانطباعات شابة ألمانية غير مسلمة وهي تعيش شهرا كاملا وسط أسرة فلسطينية في برلين.

وجاء الإنتاج الثاني للقناة في شكل عمل وثائقي ضخم بعنوان "علوم الإسلام الدفينة"، وتطرق إلى أفضال العلماء العرب والمسلمين في العصور الوسطى وتأثير إنتاجاتهم المعرفية على تطور الحضارة الأوروبية الحديثة.