تغيير المناهج الإسلامية بالسعودية
ياسر باعامر-جدة
وجاءت الاتهامات الأميركية انتقادا لما أسمتها المضامين التكفيرية في مناهج الثقافة الإسلامية السعودية التي تدرس في مراحل التعليم العام الأساسي والجامعي، ليصبح ملف التعليم الديني عائقاً أمام العلاقات بين واشنطن والرياض التي قامت بدورها بإدخال بعض التعديلات في مناهج التعليم الديني.
وبحسب رئيس لجنة تطوير المناهج بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور علي عمر بادحدح، استغرق الإعداد للمناهج الجديدة ست سنوات، وذلك بعد استمرار هذه المقررات خمسة وعشرين سنة ضمن النهج القديم للثقافة الإسلامية التي تمثل 6% من المواد التي يدرسها طلاب الجامعات السعودية أي بمعدل ثماني ساعات أسبوعيا.
سابقة جديدة
وأوضح في معرض حديثه أن المناهج الجديدة، تعرضت للثقافة المدنية كمؤسسات المجتمع المدني والعولمة وحقوق الإنسان وحوار الحضارات، وفيها جرعات كافية من الأصالة الإسلامية، لافتا إلى أن عددا من الجامعات السعودية في طريقه لاعتماد المقرر الجديد.
وشدد بادحدح على أن "المناهج الجديدة صممت على أساس تعليمي وليس على أساس الكلام الإنشائي المرسل لمساعدة الطلاب على التحصيل العلمي للمادة، مشيراً إلى أن المواد الإسلامية ستدرس لأول مرة في قاعات خاصة مجهزة بشاشات عرض ضخمة الأمر الذي يجعل "المادة التي كانت روتينية يوما من الأيام ويتهرب منها الطلاب مادة تفاعلية".
من جهته حذر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية خالد بن عبد الله المشوح، في تعليق للجزيرة نت، من مغبة أن يكون مثل هذا التحول نوعا من "الاستسلام والانهزامية" وبعيدا عن إطار الهوية الإسلامية.
وشدد على ضرورة أن تكون مراجعة المناهج الإسلامية وتطويرها "ضمن حدودنا وقناعتنا" واصفا عملية التحول الكبير في مناهج الثقافة الإسلامية والفكرية بالسعودية وغيرها من البلدان العربية -التي طولبت بإعادة صياغة تلك المناهج- بأنها نوع من "صدمة ما بعد سبتمبر".