تصعيد استهداف إسرائيل للصحفيين

الصحفي عبد الرحيم القوصيني مصور وكالة رويتر يتلقى العلاج في مستشفى نابلس التخصصي - الجزيرة نت

القوصيني يتلقى العلاج في مستشفى نابلس التخصصي (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

لليوم الخامس على التوالي يرقد مصور وكالة رويترز الصحفي الفلسطيني عبد الرحيم القوصيني على سرير الشفاء بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، إثر إصابته بقنبلة صوتية أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي السبت الماضي أثناء تغطيته مسيرة سلمية لأهالي بلدة بيت أمر قضاء مدينة الخليل جنوب الضفة.

وقال القوصيني للجزيرة نت إنه وزملاءه الصحفيين تعرضوا لقمع من جنود الاحتلال أثناء تغطيتهم مسيرة أسبوعية ينظمها أهالي بلدة بيت أمر احتجاجا على مصادرة سكان مستوطنة كرميه تسور لأرضهم.

وأكد أن جنود الاحتلال "لم يكتفوا بتوجيه الشتائم والصراخ علينا لحملنا على الابتعاد، بل قاموا بإطلاق قنابل الغاز والصوت علينا"، موضحا أنه لم يكن يبتعد سبعة أمتار عن الجنود حين أطلقوا عليه قنبلة الصوت التي استقرت داخل قناع الغاز الذي يرتديه خلال المظاهرات، مما أدى إلى إصابته بثقب في أذنه، "حيث فقدت الوعي واختل توازني لفترة طويلة".

أدوات لم تشفع
وشدد القوصيني على أنه كان مرتديا الخوذة الواقية للرصاص والسترة الخاصة بعمله التي كتب عليها عبارة تؤكد أنه صحفي، لافتا إلى أن الجنود تعمدوا إطلاق النار عليه وعلى زملائه، ومستشهدا باعتداء الجنود المباشر على أحد زملائه ضرباً بالعصا، بينما كسروا كاميرا زميله الآخر.

والى الآن لا يزال القوصيني يعاني من صفير بأذنه، حيث تؤكد التقارير الطبية وجود تضرر في عصب الأذن نسبته 50%، وأن ذلك يعني تحول إصابته إلى مرض مزمن، وقال إنه يحتاج لفترة علاجية طويلة، مضيفا أنه سيتم نقله إلى داخل إسرائيل لاستكمال العلاج.

وأشار القوصيني إلى تعمد جنود الاحتلال الاعتداء على الصحفيين، وأن ذلك بدا واضحا في مواجهات الخليل، موضحا أن هذه الاعتداءات –حسب بيان لنقابة الصحفيين الفلسطينيين- تصاعدت منذ بداية العام الجاري، وأنها أصبحت مقصودة، "حيث صار الصحفيون يمنعون من تغطية الأحداث قبل أن يُمنع المتظاهرون أنفسهم".

كما أشار إلى أن نقابة الصحفيين برام الله شكلت حال إصابته لجنة لجمع المعلومات التي تؤكد اعتداء جنود الاحتلال على الصحفيين وتوثيقها –وتحديدا خلال السنة الحالية- بهدف التوجه جماعيا لمقاضاة إسرائيل، مبينا أن وكالة رويترز رفعت شكوى بشأنه ضد سلطات الاحتلال.

"
موسى الريماوي:
أكثر من 122 انتهاكا ضد الصحفيين تم رصدها منذ بداية العام الجاري، و86 منها تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي و26 نفذتها الأجهزة الفلسطينية بالضفة وغزة
"

انتهاكات متصاعدة
ورصدت مؤسسات فلسطينية حقوقية وأخرى تعنى بالصحفيين انتهاكات عدة ضد الصحفيين الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، غلب طابع الاحتلال على معظمها.

وقال مدير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) موسى الريماوي للجزيرة نت إن أكثر من 122 انتهاكا ضد الصحفيين تم رصدها منذ بداية العام الجاري، وإن 86 منها تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي، و26 نفذتها الأجهزة الفلسطينية بالضفة وغزة.

وأضاف أن هذه الاعتداءات تنوعت بين القمع والضرب والجرح والمنع من التصوير وتغطية الأحداث وتحطيم الأدوات في غالب الأحيان، خاصة تلك المتعلقة بالتصوير، لا سيما حينما يتعلق الأمر بتغطية مسيرات ومظاهرات ضد الجدار والاستيطان.

وشدد الريماوي على أن هذه الانتهاكات -رغم خطورتها وإدانتهم ورفضهم لها- لا تصل حد خطورة تصاعد اعتداءات المستوطنين على الصحفيين، والاعتداء المباشر على طواقم الصحفيين، كما حدث مع طاقم الجزيرة أثناء تغطيته أحداث أسطول الحرية أواخر مايو/أيار الماضي، إضافة إلى منع دخول الصحف إلى قطاع غزة منذ أواخر العام 2008 حتى بداية الشهر الجاري بحجة الحصار.

وحذر من أن تؤدي هذه الاعتداءات إلى تقويض عمل الصحفيين وحريتهم في تغطية الأخبار، "لما صارت تشكله من هواجس مسبقة لديهم".

المصدر : الجزيرة