حرب الشعارات بفلسطين

الموت للعرب (على سور مقبرة الخليل)
كتابة بالعبرية على سور مقبرة الخليل تقول "الموت للعرب" (الجزيرة نت)
 
عوض الرجوب-الخليل   
    
ظلت الكتابة على الجدران حتى وقت قريب من أدوات المواجهة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، لكن تغيّر الوضع السياسي أدى إلى تراجعها بشكل كبير بين الفلسطينيين، مقابل زيادتها بين المستوطنين.
 
ويقول فلسطينيون عاصروا حرب الشعارات منذ بداياتها إن الشعارات الوطنية والتعبوية كانت من أهم وسائل التواصل بين القاعدة والقيادة، ووسيلة لحشد الرأي العام ضد الاحتلال والمستوطنين.
 
ويرى مختصون في الشأن الإسرائيلي أن الشعارات العنصرية أبرز ما يميز كتابات المستوطنين على الجدران، مؤكدين أن الجيش الإسرائيلي نفسه يشارك في الكتابة على الجدران.
 

شعار للمستوطنين يقول
شعار للمستوطنين يقول "أرض إسرائيل لشعب إسرائيل" (الجزيرة نت)

شعارات عنصرية


ورغم قيام الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة بمسح بعض الشعارات العنصرية، فهو يشارك أحيانا أخرى بنفسه في كتابة بعضها أو السكوت عنها، كما تشهد بذلك جدران البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
 
ومقابل تركيز الشعارات الفلسطينية على الإشادة بالمقاومة وتوعد الاحتلال وإعلان الفعاليات، يهاجم المستوطنون العرب فيكتبون "الموت للعرب" و"هنا يسكن العرب الجيدون" كما في مقبرة الخليل الرئيسة.
 
ويرى القيادي في الجبهة الشعبية أحد القيادات الأولى للثورة الفلسطينية بدران جابر أن ما يكتبه المستوطنون من شعارات يعد "انعكاسا لمجتمع حاقد لا يؤمن بالتعددية ولا بالديمقراطية، ولا يعترف بوجود الآخر".
 
وتحدث عن وجود استيطاني منظم في "فصائل عنصرية وفاشية مناهضة للعرب, يقودها مجموعة من القتلة وخريجي الجيش الإسرائيلي وأركانه وضباطه".
 
وذكر جابر أن مدينة الخليل تعد الأكثر استهدافا من المستوطنين بالكتابة وإطلاق الشعارات العنصرية، بحكم وجود غلاة المستوطنين وأكثرهم تطرفا, والذين "يرغبون في طرد الفلسطينيين أو قتلهم وإحلال المستوطنين مكانهم".
 
من جهته يرى المحاضر في الشؤون الإسرائيلية بجامعة القدس نعمان عمرو أن "الفكر والعقيدة الصهيونية مبنيان على التمييز العنصري", موضحا أن المستوطنين لا ينصاعون للعدل والمساواة وإحقاق حقوق الآخرين.
 
وقال إن تظاهر اليهود الغربيين ضد اليهود الشرقيين قبل أيام "دليل على فكر وعقيدة هذا المجتمع العنصري", وأضاف أن هذه العقلية لا يصدر منها إلا "شعارات عنصرية، لا تعمل المؤسسات الإسرائيلية على إزالتها، بل أصبح المجتمع الإسرائيلي اليوم مشدودا لها بشكل أكبر".

 
تعبئة وتنظيم

شعارات الفصائل الفلسطينية اعتبرت مادة للتعبئة والتنظيم (الجزيرة نت)
شعارات الفصائل الفلسطينية اعتبرت مادة للتعبئة والتنظيم (الجزيرة نت)

أما عن الشارع الفلسطيني فيرى بدران جابر أن الكتابة على الجدران "شعار جامع للإرادة الشعبية", وتؤكد "إثبات الحضور في الشارع، وتشكل مادة للتعبئة والتنظيم وتعزيز الاصطفاف".

 
وأضاف أن الكتابة على الجدران ظلت حتى وقت قريب حلقة وصل بين القيادة والجماهير والفصائل، وبين القواعد الجماهيرية والمنظمات المنتشرة في الأرياف والجبال والمدن، وذلك في غياب وسائل الإعلام الحديثة.
 
وأشار القيادي في الجبهة الشعبية إلى عودة هذه الوسائل التعبوية "رغم الحرب المعلنة من السلطة الفلسطينية في الضفة, أو من قبل الحكومة المقالة في غزة".
 
وأعرب عن أمله باستمرارها بين القيادة والجمهور "وسيلة تواصل ونقد وتعبئة وحشد على الخط الوطني العام بعيدا عن حالة الأسر ألفصائلي السائدة، على حد تعبيره.
المصدر : الجزيرة