منطقة إسرائيلية عازلة تفاقم معاناة غزة

فلسطيينون ومتضامن اجنبي في فعالية للتضامن مع المزراعين من خلال حملة لاعادة زراعة الارض بعد تجربفها من قبل الاحتلال شمال شرق رفح
فلسطينيون ومتضامن أجنبي في حملة لإعادة زراعة الأرض بعد تجريفها شمال شرق رفح (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

 
باتت المنطقة العازلة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود مع قطاع غزة مصدر تهديد لحياة الفلسطينيين بشكل متواصل، حيث لم يعد الناس يأمنون على عائلاتهم وممتلكاتهم مع استمرار التوغلات الإسرائيلية وعمليات إطلاق النار من هذه المنطقة.
 
يقول المواطن عدنان قديح (28 عاما)، الذي يسكن في بلدة خزاعة الحدودية جنوب شرق غزة إن سكان البلدة لا يتمكنون من الوصول إلى أراضيهم الزراعية بسبب تحولها إلى مسرح لعمليات إطلاق النار في النهار وعمليات التوغل والقصف ليلاً.
 
وأضاف "المنطقة العازلة التي أقامها جيش الاحتلال على أراضي المواطنين في البلدة تحول دون تمكن المزارعين من فلاحة أرضهم وتحرم أكثر من نصف سكان البلدة البالغ عددهم نحو عشرة آلاف نسمة من مصدر رزقهم".
 
وذكر قديح أن حجم الخسائر للمزارعين غير مقصور على المزروعات التي دمرها الاحتلال، بل تخطاها إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يمنع إطلاق النار المتكرر من قبل المواقع العسكرية المحيطة المزارعين من حصد محصولي القمح والشعير.
 

مزارع فلسطيني يحمل شجرة زيتون ويحاول الاقتراب من أرضه لإعادة زراعتها (الجزيرة نت)
مزارع فلسطيني يحمل شجرة زيتون ويحاول الاقتراب من أرضه لإعادة زراعتها (الجزيرة نت)

تمسك بالعودة

ولا يختلف حال الحاج السبعيني قاسم شبير الذي تقع أرضه قرب الشريط الحدودي شمال شرق مدينة رفح، عن باقي سكان المناطق الحدودية، فرغم تدمير الاحتلال لمزرعته المغروسة بأشجار الزيتون فإنه يصر على العودة إلى أرضه بين الفينة والأخرى، لكن غزارة الطلقات النارية التي تطلقها الأبراج العسكرية آليا تحول دون وصوله إلى هدفه.
 
وتمتد المعاناة لتشمل كافة المزارعين على طول الحدود الشرقية للقطاع، بدءًا من بلدة بيت حانون شمالاً وحتى مدينة رفح جنوبا بطول نحو 41 كيلومترا، وعرض يتراوح بين 500 و1000 متر حسب المعايير الأمنية التي يحددها الاحتلال.
 
ورغم انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي خلفت دمارًا واسعا في غزة، فإن آثارها السلبية على الوضع النفسي والاجتماعي والاقتصادي على سكان المناطق الحدودية لا تزال مستمرة بسبب تكرار التوغلات وتجريف الأراضي وعمليات إطلاق النار.
 
الحرب مستمرة
ويشير صلاح الدين أبو طعمية (38 عاما) الذي يسكن بلدة عبسان جنوب شرق غزة إلى أن سكان المناطق الحدودية يشعرون بأن حرب الاحتلال لم تتوقف.
 
وقال للجزيرة نت إن حالة التوتر والقلق لا تزال تسيطر على الكثير من العائلات خشية وقوعها ضحية إطلاق النار العشوائي الذي تطلقه الأبراج العسكرية آليا خصوصًا في ساعات الليل لدى الاشتباه في أي شيء متحرك.
 
 الزق: فعاليات مستمرة تنطلق من محافظات غزة تجاه المناطق الحدودية للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية (الجزيرة نت)
 الزق: فعاليات مستمرة تنطلق من محافظات غزة تجاه المناطق الحدودية للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية (الجزيرة نت)

بدوره, حذر مركز الميزان لحقوق الإنسان من تداعيات نجاح قوات الاحتلال في فرض منطقة أمنية عازلة على طول حدود القطاع الشرقية والشمالية على حياة السكان، واستنكر في بيان استهداف قوات الاحتلال الـمنظم للـمدنيين في الـمناطق القريبة من الحدود.

 
وردًّا على المعاناة, نظم سكان المناطق الحدودية فعاليات شعبية تشمل نشاطات احتجاجية للضغط على الاحتلال.
 
ويشير منسق الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني محمود الزق، إلى أن الحملة تنفذ العديد من الفعاليات التي تنطلق من كافة محافظات غزة تجاه المناطق الحدودية للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية.
 
وقال الزق للجزيرة نت إن سكان القطاع بدؤوا التفاعل مع هذه القضية بغية مساعدة المزارعين على العودة إلى أراضيهم وتمكينهم من فلاحتها، لافتا إلى تزايد أعداد المشاركين في الفعاليات من المواطنين والقوى السياسية ومنظمات حقوق الإنسان والمتضامنين الأجانب.
المصدر : الجزيرة