حجب مواقع إنترنت بالسودان

عماد عبد الهادي-الخرطوم

تسبب عرض شريط فيديو على الإنترنت يظهر ما قال مصوروه إنه عملية تزوير في الانتخابات السودانية، في حجب بعض المواقع الإلكترونية التي عرضت الشريط، مما دفع بعض المتابعين إلى اعتقاد صحة ما جاء فيه.

ففي حين أورد مصور الشريط بعض أسماء من قال إنهم مارسوا عملية التزوير ومركز الاقتراع بشرق البلاد، شككت المفوضية القومية للانتخابات في صحة ما جاء فيه، وقالت الدائرة الفنية فيها إنها تسعى للتوصل إلى حقيقة الأمر خلال الفترة المقبلة.

غير أن مدير الإدارة الفنية بالهيئة القومية للاتصالات برر اختفاء موقع youtube.com وغيره من المواقع بأسباب فنية كثيرة منها صعوبة فتح صفحات الفيديو أو تصفحها.

وأكد في تصريحات صحفية أنه "في حالة حدوث عطب لأي موقع تظهر رسالة تشير إلى أن هذه الرابط تم حجبه لسبب ما في الوقت الذي لم يكن فيه ذلك صحيحا" بحسب قوله.

أستاذ هندسة البرمجيات فخر الدين عباس أشار إلى تضرر التعليم العالي بسبب سياسات الحجب التي تتبعها بعض الأنظمة السياسية، مستنكرا حجب ما اعتبره فوائد تزيد عن 90% مقابل منع 10% من المفاسد أو الأمور المرفوضة.

تفكير خاطئ
وقال للجزيرة نت إن سياسة حجب المواقع تنم عن تفكير خاطئ ولا تمثل حلا نهائيا لأي مشكلة، مشيرا إلى أن سياسة الحجب دفاع سلبي يعزز الشكوك حول صدق نظام الحكم، ويزيد من الرغبة في معرفة المحجوب من معلومات. واعتبر أن حجب المواقع يعرقل التنمية البشرية وكافة أوجه التنمية في البلاد بسبب عرقلة تدفق المعلومات المطلوبة للنماء والمعرفة.

ورأى الخبير في نظم المعلومات ممدوح ميرغني أنه لا مبرر لاتباع سياسة حجب المواقع "لأنه على الأقل يتنافى مع التحول الديمقراطي المنشود"، وقال إنه كان على السلطات الحكومية إجراء تحقيق للتأكد من صحة ما جاء بمقطع الفيديو من عدمه.

وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى إمكانية الحصول على ما تم حجب الموقع بسببه عبر نوافذ متعددة ونشره عبر تقنية أخرى بجانب وجود برامج يمكنها فتح كافة المواقع المحجوبة مهما كانت درجة الحجب.

ومن جهته أكد عميد كلية الحاسوب بجامعة النيلين السماني عبد المطلب أن حجب المواقع لن يفيد في منع المعلومة من الوصول إلى المواطنين، مشيرا إلى أن ما تم حجبه في السودان سيظهر خارجه وبالتالي يمكن لكل العالم الاطلاع على ما تم حجب الموقع بسببه. وقال للجزيرة نت إن تقدم تقنية الكمبيوتر والإنترنت جعل من سياسة الحجب وسيلة عديمة الجدوى لوجود مضادات للتشفير أو الحجب.