محامو تونس ينتفضون

تظاهر المحامين اليوم بتونس احتجاج على أحداث سيدي بوزيد

جانب من مظاهرة المحامين أمس بتونس (الجزيرة نت)


خميس بن بريك-تونس
 
تظاهر أمس أكثر من ثلاثمائة محام أمام محكمة تونس تعبيرا عن احتجاجهم على الصدامات العنيفة بسيدي بوزيد على خلفية تفشي البطالة والفقر، بينما اعتقلت الشرطة أحد المحامين.
 
وندد رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان مختار الطريفي بإيقاف المحامي عبد الرؤوف العياري، وقال للجزيرة نت "نحن لا نعلم شيئا عن مصيره ولا عن سبب إيقافه. لكننا لا نرى أي داع لإيقافه بعد خروجه في المسيرة".
 
وشارك عبد الرؤوف العياري، وهو ناشط حقوقي معروف وكان عضوا بالهيئة الوطنية للمحامين، بمسيرة المحامين، يوم الثلاثاء، وألقى مع عدد من المحامين خطابا انتقد فيه إخفاق السلطة في حل أزمة البطالة، ونددوا بالنظام الحاكم.
 
ومنعت الشرطة المحامين من قيادة المسيرة إلى شوارع العاصمة. علما أنّ هذه المظاهرة كانت عفوية ولم تدع إليها هياكل المحامين كالهيئة الوطنية للمحامين وفرع تونس للمحامين.
 
ويتوقع أن تخرج اليوم مسيرة حاشدة للمحامين أمام محكمة تونس بعد انعقاد اجتماع دعت إليه الهيئة الوطنية للمحامين، وفق ما أكده بعض المحامين للجزيرة نت.
 
ويقول الطريفي "لقد شاركنا في هذه المسيرة تضامنا مع أبناء سيدي بوزيد واحتجاجا على استخدام الحلول الردعية لحلّ الأزمة".
 
وقمعت الشرطة، الاثنين، مظاهرة سلمية أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل دعت إليها بعض النقابات العمالية تعبيرا عن تضامنهم مع سيدي بوزيد، التي تشهد منذ أسبوعين احتجاجات على خلفية تفشي البطالة.
 
كما حاصرت العديد من الاحتجاجات الأخرى التي تفجرت بالعديد من الولايات التونسية بينها القصرين ومدنين وصفاقس، حيث وقعت اشتباكات عنيفة ببعض مدنها مثل جبنيانة.

المظاهرة شهدت حضورا أمنيا كبيرا 
المظاهرة شهدت حضورا أمنيا كبيرا 

انتحار شابين

من جهة أخرى، تناقلت مصادر أخبار عن إقدام شابين من محافظة سيدي بوزيد وقفصة على الانتحار. لكن لم يتسن التأكد من صحة هذه الأخبار.
 
واندلعت الاشتباكات بسيدي بوزيد قبل 13 يوما احتجاجا على إقدام الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه بعد أن صادرت الشرطة عربته التي كان يستخدمها لبيع الخضار. ولا يعرف إلى الآن إن كانت حالته الصحية في تحسن أم لا بعد نقله للمستشفى.
 
ودقت هذه الأحداث ناقوس الخطر لدى الحكومة التي وعدت ببعث العديد من المشاريع التنموية في سيدي بوزيد ومحافظات أخرى تشهد ارتفاعا بنسب البطالة والفقر. لكن هذه الوعود لم تخفف من وطأة الاحتجاجات حتى الساعة.
 
في السياق التقى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الثلاثاء، مع وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والمدير العام للأمن الوطني، والمدير العام آمر الحرس الوطني، لبحث الوضع الأمني بسيدي بو زيد، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية.
 
اليقظة والمثابرة
وقالت الوكالة "كانت مناسبة أكد فيها الرئيس حرصه على إيلاء الجانب الاجتماعي ما يستحقه من عناية مع اليقظة والمثابرة في فرض احترام القانون والتصدي لكل ما يحدث من تجاوزات بما يكرس عوامل الأمان والسلامة لكافة المواطنين".
 
ويضيف "نحن نطالب بترجيح كفة المعالجة الرصينة والابتعاد عن الحلول الأمنية في معالجة القضايا. كان من المفروض على قوات الأمن ضبط النفس وعدم المساهمة في توتير الأوضاع".
 
يذكر أن مواجهات عنيفة دارت نهاية الأسبوع الماضي وأدت إلى سقوط قتيل وعشرات الجرحى بمنطقة سيدي بوزيان بسيدي بوزيد، بالإضافة إلى عشرات المعتقلين.
المصدر : الجزيرة