تراجع مسعى دمشق والرياض بلبنان

Saudi Arabia's King Abdullah (L) waves as Syrian President Bashar al-Assad (R) shakes hands with Lebanese President Michel Sleiman upon their arrival at the Presidential Palace in Baabda, east of Beirut, on Friday July 30, 2010.

من القمة الثلاثية التي عقدت في بيروت في يوليو/تموز الماضي (الفرنسية-أرشيف)


أواب المصري-بيروت
 
بالتزامن مع استقبال لبنان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، سادت البلاد أجواء متشائمة لجهة استمرار الحديث عن قرب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية دون أن تسفر المساعي السورية السعودية عن مخرج للخلاف المرتبط بهذا القرار.
 
فاللبنانيون كانوا يترقبون خلال الأيام الماضية زيارة الأمير عبد العزيز بن عبد الله نجل الملك السعودي إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة ربما تكون الأخيرة للوصول إلى تسوية لبنانية داخلية برعاية سورية سعودية.
 
إلا أن الزيارة لم تتم، والأجواء المحيطة لا تنمّ عن حصولها في القريب، مما يشير إلى أن المسعى السعودي السوري الذي وصفه الكثيرون بأنه خشبة الخلاص والفرصة الأخيرة لم يصل بعد إلى بر الأمان.
 

 فايد: ليس بإمكان أحد في لبنان أن يفرض رؤيته أو وجهة نظره (الجزيرة نت-أرشيف)
 فايد: ليس بإمكان أحد في لبنان أن يفرض رؤيته أو وجهة نظره (الجزيرة نت-أرشيف)

القديم الجديد

وهذا يعني على حد وصف حسين الخليل المستشار السياسي للأمين العام لحزب الله أن لبنان "ذاهب إلى المجهول" باعتبار أن المتمسكين بالمسعى السعودي السوري يشيرون إلى مسعى مقابل تقوده الولايات المتحدة الأميركية يسعى إلى التسريع بإصدار القرار الاتهامي الظني للمحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وعدم السماح بتجاوزه أو التشكيك بمضمونه.
 
من جهته قال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد للجزيرة نت إن المسعى السوري السعودي ليس جديداً، فهو بدأ منذ قمة الكويت مطلع العام السابق، وتكرس في القمة الثلاثية في بيروت عندما استضاف الرئيس اللبناني ميشال سليمان في يوليو/تموز الماضي الرئيس الأسد والملك عبد الله بن عبد العزيز.
 
وأضاف أن هذا المسعى يشهد حالياً تدعيماً مثلث الأطراف، شارك فيه رئيس وزراء قطر في زيارته الأخيرة لبيروت، ورئيس الوزراء التركي الذي يزور لبنان، وزيارة قريبة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى إيران.
 
ولفت إلى أن اللبنانيين محكومون بالتفاؤل والوصول إلى حل طالما أنه ليس بإمكان أحد في لبنان أن يفرض رؤيته أو وجهة نظره أو تصوره على مجموع اللبنانيين.
 
تعارض السياسات
وفي ذات السياق، قال مدير المركز الإستراتيجي للدراسات العربية والدولية غالب قنديل -مقرب من حزب الله- إن منح المسعى السعودي السوري فرصة أمر ضروري لحماية الاستقرار اللبناني وتأمين المخارج المناسبة للأزمة الحالية.
 
 قنديل: التفاؤل يبقى في دائرة التحفظ طالما أن الولايات المتحدة دخلت على الخط (الجزيرة نت) 
 قنديل: التفاؤل يبقى في دائرة التحفظ طالما أن الولايات المتحدة دخلت على الخط (الجزيرة نت) 

وأضاف للجزيرة نت أن الرياض تتعرض لضغوط تدفع للتناغم مع الرغبات الأميركية ولوضع حد للتفاهم بينها وبين دمشق، لافتا إلى أن التفاؤل يبقى في دائرة التحفظ طالما أن الولايات المتحدة دخلت على الخط.

 
ويرى قنديل أن الإدارة الأميركية تعتبر الحراك السوري نحو المملكة العربية السعودية والتواصل مع إيران بالتعاون مع قطر وتركيا نواة لنظام إقليمي جديد يستثني إسرائيل، وبالتالي فإن نجاح هذه المجموعة بإنتاج سقف رعاية لتسوية لبنانية تنهي الأزمة يعني تأسيس معادلة جديدة لا حضور فيها للمشيئة الأميركية الإسرائيلية.
 
تراجع التفاؤل
أما الكاتب السياسي إبراهيم بيرم فاعتبر أن هامش التفاؤل بالمسعى السوري تراجع في الأيام القليلة الماضية على أساس أنه كان يفترض أن تبرز بعض النتائج العملية لهذا المسعى.
 
وتأتي حالة التشاؤم هذه وسط خشية من تعرض المسعى للفرملة، كونه يتعارض مع الموقف الأميركي الرافض لأي محاولة تمنع صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاص باغتيال الحريري والمتوقع -بحسب التسريبات الإعلامية- أن يتوجه بأصابع الاتهام إلى عناصر في حزب الله.
 
ولفت بيرم إلى أن أمام اللبنانيين مسارين: الأول هو أن يطرأ مسعى جديد كالقطري أو التركي أو يتم تنشيط المسعى السعودي السوري من جديد، أو تبتكر الأطراف الداخلية مخرجا للأزمة تنتج تفاهما أو تسوية للمرحلة المقبلة، أما المسار الثاني فهو العودة إلى السيناريوهات المتشائمة المرتبطة بصدور القرار الظني وتداعياته.

المصدر : الجزيرة