الثقافة الطائفية ومخاطرها بالعراق

Iraqi civil servants protest outside the Iraqi Justice Ministry against sectarianism in central Baghdad on October 18, 2009. Some 50 employees at the Justice Ministry gathered to call for the banning of any religious sectarianism in any governmental ministries in Iraq
الجزيرة نت-بغداد
 
غزت ثقافة الشحن الطائفي المجتمع العراقي بعد الغزو الأميركي عام 2003، متوزعة بين خطب رجال دين من هذه الطائفة أو تلك، وصحف تتبنى ثقافة طائفية، وتطور الأمر إلى إذاعات ثم فضائيات.
 
وفي قمة الهرم تقف الأحزاب الطائفية التي تسلمت السلطات في العراق منذ عام 2003، وأبرزها حزب الدعوة الإسلامي والحزب الإسلامي العراقي والمجلس الإسلامي الأعلى.
 
وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على الغزو الأميركي واستمرار ثقافة الشحن الطائفي، يحذر مفكرون ومثقفون وشخصيات عراقية عشائرية من خطورة استمرار هذه الثقافة، ويعبرون عن خشيتهم من تجذيرها في المجتمع، لأن ذلك سيفضي إلى تخريب البنية المجتمعية في هذا البلد كما يرون.
 
يقول المفكر والمؤرخ العراقي حميد المطبعي للجزيرة نت إنه ليس هناك خطر أشد فتكاً على المجتمع العراقي من التثقيف الطائفي الذي أخذ منحنيات غير مسبوقة.
 
ويرى أن المسؤولية تقع على عاتق المثقف والإعلامي الذي غالبا ما يكون أداة بيد الأحزاب في الترويج للثقافة الطائفية، في حين يجب أن يكون هو راعيا وعيْنا لمجتمع أفضل وأعلم، ويشدد المطبعي على أن الطائفية تحد من الفكر والحرية.

ذكرى محمد نادر: الطائفية تقضي على مبدأ المواطنة (الجزيرة نت-أرشيف)
ذكرى محمد نادر: الطائفية تقضي على مبدأ المواطنة (الجزيرة نت-أرشيف)

حلول للمواجهة

وعن الحلول المطلوبة لمواجهة هذا النوع من التثقيف، رهن المطبعي هذا بالمجتمع وقال "عندما يتراكم التخلف تبدأ عوامله تعصف بالمجتمع" لذا فهو يطالب بوقف وسائل الإعلام والمنابر والتجمعات التي تتبنى أو تروج للثقافة الطائفية في العراق.
 
من جانبها ترى الكاتبة والأديبة العراقية ذكرى محمد نادر أن الطائفية تقضي على مبدأ المواطنة.
 
وتشير في حديث للجزيرة نت إلى أن الشحن الطائفي في العراق باشرته شخصيات وأحزاب ووسائل إعلام ذات توجهات طائفية، وتطور ليدخل في المناهج التعليمية في المدارس.
 
وتطالب الكاتبة والأديبة العراقية بموقف شعبي واسع ضد مختلف أنواع التثقيف الطائفي، وترى أن المطلوب من المثقفين والمفكرين والسياسيين الوطنيين الشروع في حملة واسعة لمنع أي نوع من التثقيف الطائفي في العراق، وقيادة حملة واسعة لإلغاء جميع المفردات والمواد ذات الصبغة الطائفية التي تم زجها في المناهج التعليمية والتربوية.
 
ويبدي المحلل السياسي والباحث العراقي سلام الشماع تفاؤله، ويقول للجزيرة نت إن ثقافة الشحن الطائفي في المجتمع العراقي لم تحقق الأهداف التي رسمتها لها الأحزاب والدول التي تقف وراء هذا النوع من التثقيف.
 
وأشار إلى أن الثقافة الطائفية دخيلة على المجتمع العراقي وأن العراقيين أدركوا في وقت مبكر خطورة هذا النوع من الشحن والتثقيف، ووجدوا أنه يستهدف الجميع ولا يستثني أحدا. لكن الشماع يؤكد على ضرورة التصدي لجميع الطروحات والأنشطة ذات الصبغة الطائفية "لأن الخطر ما زال قائما".
 
ويحذر رئيس مجلس العشائر العراقية أحمد الغانم من خطورة نشر الثقافة الطائفية في المجتمع الفلاحي العراقي، ويقول للجزيرة نت إن هناك حملات مدروسة وواسعة لشحن العراقيين بهذا النوع من الثقافة.
 
ويؤكد أن البيئة العشائرية مستهدفة بهذه الحرب الواسعة، ويعرب عن تفاؤله بالرفض الواسع لهذا النوع من التثقيف، لكنه يطالب العراقيين بالحذر الشديد "من دس السم في العسل" بهدف تمزيق المجتمع العراقي.
المصدر : الجزيرة