مطالبة بإستراتيجية لأرامل العراق

An Iraqi woman weeps over the grave of a loved one at a cemetery during the first day of Eid Al-Fitr in Baghdad on September 10, 2010 as Muslims around the world celebrate the first day of the holiday that marks the end of the fasting month of Ramadan. AFP PHOTO/KHALIL AL-MURSHIDI


علاء يوسف-بغداد

 

يطالب الوقف السني في العراق بوضع إستراتيجية متكاملة لإيجاد الحلول المناسبة لأوضاع الأرامل والأيتام في العراق. ويقدر عدد الأرامل بأكثر من مليون في حين يصل عدد الأيتام إلى أربعة ملايين.

 

ويؤكد مسؤول في الوقف السني أن ترك أوضاع الأرامل والأيتام على ما هو عليه يؤثر سلبًا في البنية المجتمعية. ويقول معاون رئيس ديوان الوقف السني الدكتور محمود الصميدعي إن تداعيات وجود هذا العدد الكبير من الأرامل والأيتام لن تتوقف عند الحاجة المادية ومسألة العوز، بل تتجاوز ذلك إلى جوانب اجتماعية وحياتية.

 

"
يقول معاون رئيس ديوان الوقف السني الدكتور محمود الصميدعي إن تداعيات وجود هذا العدد الكبير من الأرامل والأيتام لن تتوقف عند الحاجة المادية
"

ويشير الصميدعي إلى أن الوضع الطبيعي في المجتمعات أن يتم تقليل نسبة الأرامل، وهذا يتطلب عملاً واسعًا ووضع آليات لتنفيذ ذلك. ويطالب الحكومة العراقية المقبلة برصد ميزانية خاصة لتسهيل زواج الأرامل، وتقديم مبالغ لكل أرملة تتزوج خلال هذه الفترة، وأن تكون هناك قروض من المصارف لهذه العائلات سواء لتأمين السكن أو للمساعدة في تأسيس ورش ومشاريع صغيرة.

 

وفيما يتعلق بالإستراتيجية الخاصة بملايين اليتامى وكيفية إيجاد حلول لأوضاعهم يقول الصميدعي إن أولى المعالجات تتمثل في توفير فرص التعليم لأن الكثير من اليتامى يتسربون من المدارس، وهناك نسبة كبيرة منهم لا يلتحقون بالدراسة.

 

ويطالب الحكومة العراقية بتوفير مستلزمات الدراسة، ويرى أن صرف دفعات معونة لليتامى ستسهم في تقليل معاناتهم وتساعدهم على الالتحاق بالمدارس، ويؤكد أن وضع إستراتيجية ليس بالأمر الصعب، إلا أنه يعتقد أن السلطات المعنية بتنفيذ مثل هذه الإستراتيجية قد تتقاعس أو تتملص من تحمل المسؤولية في هذا الجانب.

 

رواتب شهرية

وفيما يتعلق بدور الوقف السني يقول تبنينا أكثر من 3500 أرملة وأكثر من 450 يتيما لإعطائهم رواتب شهرية ولا نزال ننظر في حالات المزيد من الأرامل والأيتام.

 

وكان رئيس الوقف السني الدكتور أحمد عبد الغفور السامرائي قد طالب بالإسراع في تشكيل الحكومة مشددا على ضرورة إدراج أوضاع الأرامل والأيتام ضمن أولويات الحكومة العراقية المقبلة، بهدف دعم هذه الشريحة، محذرا من إمكانية انزلاق الأرامل والأيتام في زوايا وصفها بأنها "مظلمة"، وقال إنها تتسبب في مشاكل إضافية للعراق. ودعا السامرائي المنظمات والهيئات العربية والعالمية للتدخل وإنقاذ شريحة الأرامل في العراق.

 

"
ترى مديرة مركز تطوير وتدريب الأرامل سهير الزبيدي في حديث للجزيرة نت أن معاناة الأرامل في العراق تتركز على الوضع المعاشي
"

وترى مديرة مركز تطوير وتدريب الأرامل سهير الزبيدي في حديث للجزيرة نت أن معاناة الأرامل في العراق تتركز على الوضع المعاشي وتدهور الوضع الاقتصادي الذي يعيشه البلد. وتضيف أن المرأة العراقية الأرملة تعاني من عدم وجود معيل لها بعد فقدها لرب البيت، الذي كان يتولى إعالة الأسرة.

 

وتؤكد سهير الزبيدي عدم وجود إستراتيجية حكومية لمساعدة الأرامل لحل المشاكل التي تعاني منها الأرامل في العراق، وتطالب الحكومة القادمة بوضع إستراتيجية فاعلة لمعالجة أوضاع الأرامل والأيتام.

 

ضآلة الدعم

وعن الإحصائيات المتوفرة لديهم عن عدد الأرامل في العراق  تقول إن نسبة الأرامل في العراق 9% من عدد النساء. وعن الجهات التي تدعم الأرامل تقول هناك منظمات المجتمع المدني وبعض الجهات الخيرية في الداخل والخارج التي تقدم المساعدات والدعم للأرامل والأيتام، إلا أنها تؤكد أن الدعم ما زال ضئيلاً جدا قياسا بعدد الأرامل الذي يتزايد في العراق.

 

وكانت وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي قد أجرت مسحًا اجتماعيا واقتصاديا للأسرة العراقية، قالت فيه إن عدد الأرامل عام 2007 قد بلغ 899707 وإن نسبة الأرامل قد وصلت إلى تسعة في المائة. 

المصدر : الجزيرة