رفض مقترح لتقرير المصير بدارفور

لقاء تشاوري في قطر في شأن دارفور

أحد اللقاءات التشاورية في قطر بشأن دارفور (الجزيرة-أرشيف)


عماد عبد الهادي-الخرطوم
 
لم يتفق قادة المجتمع المدني وبعض سياسيي دارفور مع الدعوة بتضمين حق تقرير المصير للإقليم في مفاوضات الدوحة المقبلة بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة بدارفور، كما رفضوا مبدأ تقسيم السودان إلي دويلات متناثرة لن تتمكن من السيطرة على أوضاعها وإدخال المنطقة برمتها في صراعات لا تنتهي حسب قولهم.
 
وكان مسؤولون من حركة تحرير السودان، جناح عبد الواحد محمد نور طالبوا بتضمين حق تقرير المصير للإقليم في مفاوضات الدوحة المقبلة، مشيرين إلى ضرورة استطلاع رأي شعب دارفور في ظل حكومة قالوا إنها تسعي لتقسيم الإقليم إلى مجموعات قبلية ومتصارعة.
 
غير أن حركات أخرى بما فيها حركة العدل والمساواة الفصيل الأكبر في الإقليم إلى جانب قادة مستقلين وسياسيين استبعدوا مناقشة الأمر في أي مفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة.
 

مادبو: دارفور رمز لوحدة السودان (الجزيرة نت)
مادبو: دارفور رمز لوحدة السودان (الجزيرة نت)

رفض تقسيم السودان

وقالت الحركة إنها تسعي لجمع كافة السودانيين لمواجهة نظام الحكم في الخرطوم، مشيرة إلي أنها لن تقبل تقسيم السودان مهما كانت الأسباب.
 
وفي السياق نفسه اعتبر الخبير السياسي آدم موسى مادبو أن دارفور رمز لوحدة السودان وليست إقليما يمكن أن ينتزع من الوطن، مشيرا إلى وجود مواطني دارفور في كافة أنحاء السودان شمالا وجنوبا.
 
وقال للجزيرة نت إن حق تقرير مصير دارفور غير مطروح بين كل القوى السياسية التي تنتمي للإقليم وبالتالي يظل أمرا غير مقبول وسط كافة قطاعات الشعب السوداني.
 
واعتبر أن الطرح الجديد جاء نتيجة لليأس من عدم معالجة الأزمة الخانقة التي يعيشها الإقليم منذ نحو ست سنوات، لكنه لا يمثل رأي دارفور ومواطنيها.
 
مشاركة في الحكم
من جهته أكد الخبير السياسي رئيس هيئة محامي دارفور محمد عبد الله الدومة أن دارفور مشاركة في حكم السودان منذ تأسيسه بل هي السودان نفسه.
 
 الدومة: دارفور هي السودان نفسه
 الدومة: دارفور هي السودان نفسه

وقال إن المطالبة بحق تقرير مصير دارفور لم تتحقق ظروفه وأسبابه في الإقليم، وبالتالي فإن المطالبة بحق تقرير مصير الإقليم هي لرفع سقف المطالب لبعض المعارضة المسلحة في دارفور.

 
وأضاف في تعليق للجزيرة نت أنه لا المجتمع المدني ولا الحركات المسلحة ولا القبائل يمكن أن تطالب بحق تقرير المصير لدارفور لأنها لا يمكن أن تنفصل عن نفسها.
 
وقال إنه يمكن أن يحكم أبناء دارفور السودان بأي طريقة من الطرق المعروفة للحكم لكن لا يمكن أن يفصلوها ويقسموا السودان إلى مناطق صغيرة تتناحر فيها القبائل.
 
مشاركة في الحكم
من جهته أشار المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر إلى مساهمة دارفور في الحركة الوطنية السودانية، بما في ذلك حرقها للعلم البريطاني إبان الاستقلال، مؤكدا أن الإقليم جزء من تقرير مصير السودان الكبير في العام 1956.
 
لكنه قال إن استقلال السودان لم يعط دارفور ما يرضيها، ولذلك تحاول الآن انتزاع حقوقها، مشيرا إلى وصولها مرحلة الاحتراب مع المركز.
 
وأكد في حديث للجزيرة نت أن الحكومة بما لديها من سلطة يمكنها أن تحقق ما يطمئن دارفور بأن مصيرها ما زال محفوظا داخل الوطن الكبير، لكنها إذا ما مضت في برنامجها كما هو راهن اليوم فإن ذلك يعني تقرير المصير الأكبر وهو الانفصال أو إعادة تشكيل السودان بوسائل أخرى.
المصدر : الجزيرة