الفلوجة مدينة الأرامل

AFP - Iraqi women walk in a muddy street in the city of Fallujah 50kms west of the capital Baghdad on October 30 2008. In 2004 Fallujah was virtually razed to the ground by a massive US assault triggered when four security guards of US-based

أرامل الفلوجة مشكلة أكبر من المدينة (الفرنسية-أرشيف)


عبد الستار العبيدي-الفلوجة
كشفت منظمة عراقية عن وجود أكثر من 30 ألف أرملة في مدينة الفلوجة غالبيتهن فقدن أزواجهن خلال الهجومين اللذين شنتهما القوات الأميركية على المدينة عام 2004.

فقد أوضح رئيس منظمة البر –التي تعنى بشؤون الأرامل في مدينة الفلوجة- عبد الجبار العلواني للجزيرة نت أن هناك عشرات الآلاف من الأرامل في هذه المدينة اللواتي تضاعف عددهن منذ 2004 وغالبيتهن شابات.

وأضاف أن تعاظم هذه المأساة جاء نتيجة مباشرة للحربين الواسعتين اللتين شنتهما القوات الأميركية على مدينة الفلوجة، الأولى مطلع أبريل/نيسان 2004 عندما تعرضت المدينة إلى القصف بالمدفعية والطائرات الحربية بعد أن عجزت تلك القوات عن اقتحامها مما أسفر عن مقتل الكثير من الرجال والأطفال، في حين فقد غالبية الشباب أرواحهم أثناء تصديهم للقوات المهاجمة عند أطراف المدينة.

وجاء الهجوم الثاني -يتابع العلواني- في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام عندما استخدمت القوات الأميركية الفوسفور الأبيض في قصف وحرق الكثير من المباني مما أدى إلى مقتل الكثير من الأشخاص.

القوات الأميركية شنت هجومين على مدينة الفلوجة عام 2004 (الفرنسية-أرشيف)
القوات الأميركية شنت هجومين على مدينة الفلوجة عام 2004 (الفرنسية-أرشيف)

إهمال حكومي

ويتهم العلواني الحكومة في بغداد بإهمال الأرامل وعدم تقديم أي نوع من المعونات أو المساعدات مما يزيد من معاناتهن، مشددا على ضرورة التفات الحكومة إلى حل مشاكل هذا العدد الكبير من الأرامل وما ينتج عنها من تداعيات ومشاكل أسرية.

وكانت منظمة البر قد أصدرت تقريرا مفصلا عن أوضاع الأرامل في مدينة الفلوجة جاء فيه أن 70% منهن لا يتلقين أي معونات، في حين تتلقى 30% من الأرامل مبلغا لا يتجاوز السبعين دولارا لا يكفي لتغطية تكاليف الحياة لمدة أسبوع.

من جانبه أعلن عضو مجلس محافظة الأنبار -التي تتبع لها مدينة الفلوجة- سالم العيساوي عن خطط وضعتها المحافظة لمعالجة عدة مشاكل بما فيها قضية الأرامل.

مشاريع حرفية
ويؤكد العيساوي أن العمل يجري على إقامة مشاريع صغيرة مثل الخياطة مع العمل على توسيع هذه المشاريع الحرفية البسيطة لتشمل أكبر عدد ممكن من الأرامل، معترفا بضخامة هذه المشكلة نظرا للعدد الكبير من الأرامل في مدينة صغيرة مثل الفلوجة.

بالمقابل حذرت الناشطة النسوية العراقية أسماء الحيدري في حديث للجزيرة نت من خطورة ظاهرة الأرامل في عموم العراق وفي الفلوجة تحديدا، مشيرة إلى أن هذا العدد الكبير من الأرامل ووجود نسبة عالية جدا من الشابات بينهن يحتاج إلى دراسة دقيقة لوضع الحلول اللازمة.

ولفتت إلى أن الفلوجة مدينة صغيرة ومعروفة بأنها من المناطق المحافظة التي تنتمي غالبية سكانها إلى عشائر عربية كبيرة، داعية إلى تضافر جهود الحكومة المحلية وشيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني لوضع المعالجات السليمة لتلافي تداعيات ظاهرة الأرامل.

المصدر : الجزيرة