الفلوجة مدينة الأرامل
عبد الستار العبيدي-الفلوجة
فقد أوضح رئيس منظمة البر –التي تعنى بشؤون الأرامل في مدينة الفلوجة- عبد الجبار العلواني للجزيرة نت أن هناك عشرات الآلاف من الأرامل في هذه المدينة اللواتي تضاعف عددهن منذ 2004 وغالبيتهن شابات.
وأضاف أن تعاظم هذه المأساة جاء نتيجة مباشرة للحربين الواسعتين اللتين شنتهما القوات الأميركية على مدينة الفلوجة، الأولى مطلع أبريل/نيسان 2004 عندما تعرضت المدينة إلى القصف بالمدفعية والطائرات الحربية بعد أن عجزت تلك القوات عن اقتحامها مما أسفر عن مقتل الكثير من الرجال والأطفال، في حين فقد غالبية الشباب أرواحهم أثناء تصديهم للقوات المهاجمة عند أطراف المدينة.
وجاء الهجوم الثاني -يتابع العلواني- في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام عندما استخدمت القوات الأميركية الفوسفور الأبيض في قصف وحرق الكثير من المباني مما أدى إلى مقتل الكثير من الأشخاص.
إهمال حكومي
وكانت منظمة البر قد أصدرت تقريرا مفصلا عن أوضاع الأرامل في مدينة الفلوجة جاء فيه أن 70% منهن لا يتلقين أي معونات، في حين تتلقى 30% من الأرامل مبلغا لا يتجاوز السبعين دولارا لا يكفي لتغطية تكاليف الحياة لمدة أسبوع.
من جانبه أعلن عضو مجلس محافظة الأنبار -التي تتبع لها مدينة الفلوجة- سالم العيساوي عن خطط وضعتها المحافظة لمعالجة عدة مشاكل بما فيها قضية الأرامل.
بالمقابل حذرت الناشطة النسوية العراقية أسماء الحيدري في حديث للجزيرة نت من خطورة ظاهرة الأرامل في عموم العراق وفي الفلوجة تحديدا، مشيرة إلى أن هذا العدد الكبير من الأرامل ووجود نسبة عالية جدا من الشابات بينهن يحتاج إلى دراسة دقيقة لوضع الحلول اللازمة.
ولفتت إلى أن الفلوجة مدينة صغيرة ومعروفة بأنها من المناطق المحافظة التي تنتمي غالبية سكانها إلى عشائر عربية كبيرة، داعية إلى تضافر جهود الحكومة المحلية وشيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني لوضع المعالجات السليمة لتلافي تداعيات ظاهرة الأرامل.