الأساطيل الأجنبية تقلق اليمنيين
15/9/2009
إبراهيم القديمي-عدن
تسود الساحة اليمنية حالة من القلق جراء انتشار الأساطيل والبوارج الغربية والأميركية الموجودة في المياه الإقليمية تحت مبررات محاربة القرصنة.
وتزايدت الشكوك في هذه الأساطيل مع ارتفاع عمليات القرصنة رغم وجود هذه السفن المجهزة بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا.
وتفيد التقارير بأن أكثر من ثمانين سفينة هوجمت في هذه المنطقة خلال الأشهر الماضية ولا تزال السفن العابرة في مرمى القراصنة.
ويشير مدير المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية الدكتور محمد الأفندي إلى أن هذه الأساطيل تخفي وراءها أبعادا كثيرة ظاهرها التصدي للقرصنة وحماية السفن العابرة وفي أجندتها المخفية توقعات محتملة لا يرفضها المنطق.
وقال الأفندي للجزيرة نت إن التاريخ يذكر بأن التواجد الأجنبي في أي بقعة من العالم يعبر عن شكلين ظاهر وخفي مؤكدا ضرورة استمرار تقييم هذا التواجد الذي قد يؤدي إلى الهيمنة على الشواطئ اليمنية في المستقبل.
تحذير
واعتبر الباحث السياسي محمد الصبري التواجد الأجنبي في خليج عدن ظاهرة جديدة في الصراع الدولي داعياً الحكومة اليمنية إلى النظر بجدية إلى البعد القومي لقرار مجلس الأمن الصادر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والذي وضع يد إسرائيل في صناعة القرار عن طريق القرصنة التي تم افتعالها لحرب إقليمية محتملة.
وحذر عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ عبد المجيد الزنداني الأسبوع الماضي من "الأطماع الأميركية" الهادفة إلى السيطرة على منابع النفط والسواحل الجنوبية.
واستشهد الزنداني في تحذيره بما نقل عن مستشار وزارة الدفاع الأميركية "من أن على أميركا أن تقوم باحتلال منابع النفط في السواحل الجنوبية والغربية لليمن عندما تؤول الدولة اليمنية إلى السقوط".
تهوين
لكن الموقف الرسمي لليمن لا يعتبر التواجد الأجنبي بالقرب من مياهه الإقليمية خطراً على أمنه القومي بل على العكس من ذلك فقد دعت صنعاء رسميا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تشكيل قوة دولية لمحاربة ظاهرة القرصنة البحرية.
واستبعد وكيل وزارة الخارجية للشؤون العربية والأفريقية والآسيوية السفير علي محمد العياشي فكرة احتلال هذه الأساطيل للشواطئ اليمنية بشكل قاطع.
وقال العياشي في حديث للجزيرة نت إن هذه السفن جاءت في إطار محاولة الدول الكبرى إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة لحماية مصالحها.
ونفى العياشي ما يردده البعض من سقوط وشيك للدولة اليمنية بسبب القضية الجنوبية وحرب صعدة التي وصفها بسحابة صيف، مؤكدا أن اليمن تنعم بمؤسسات مستقرة وبعيدة عن الحالة الصومالية التي يتوقع البعض أن تكون سببا للاحتلال من قبل البوارج المنتشرة قرب الشواطئ اليمنية.
ويؤيد المحلل السياسي خالد الرماح وجهة النظر الرسمية، مؤكدا أن فكرة احتلال اليمن من قبل الأساطيل الأميركية أمر مبالغ فيه ويقتصر دورها على حماية خطوط الملاحة الدولية من القرصنة.
وقال الرماح إن الولايات المتحدة حاولت غزو الصومال في عام 1993 وفشلت فما بالك باليمن التي تتفوق على الصومال كونها تتمتع بوجود دولة فضلا عن تركيبتها المجتمعية القبلية وانتشار الأسلحة فيها، مما سيؤدي إلى تكلفة باهظة لفاتورة احتلالها.
المصدر : الجزيرة