"لا للمساجد" حملة لليمين في الدانمارك

الإعلان الذي نشره حزب الشعب الدنماركي في الصف الدنماركية

الإعلان الذي نشره حزب الشعب الدانماركي في صحف الدانمارك (الجزيرة نت)

نضال أبو عريف-كوبنهاغن

اشتعل الجدل السياسي مجددا بشأن بناء المساجد في الدانمارك بعدما أطلق اليمين حملة إعلامية تحت عنوان "لا للمساجد الكبرى في الدانمارك"، إثر منح  بلدية كوبنهاغن الشهر الماضي جمعية إسلامية ترخيصا لبناء أول مسجد بقبة ومنارة في البلاد.

ونشر حزب الشعب الدانماركي اليميني صباح أمس الأربعاء إعلانا في الصحف الدانماركية يظهر فيه المسجد الأزرق بمدينة إسطنبول التركية وعلى قبته سيفان، ومعه نص يطالب بضمانة سياسية تمنع بناء المساجد في المدن الدانماركية.

وتباينت ردود الفعل تجاه الحملة، فبينما وصفها ساسة دانماركيون بأنها "مضرة بالاندماج"، قلل قادة الجمعيات الإسلامية من أهميتها واعتبروها محاولة لكسب الأصوات في الانتخابات البلدية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.


عبد الواحد بيدرسن قال إن حملة اليمين متوقعة (الجزيرة نت)
عبد الواحد بيدرسن قال إن حملة اليمين متوقعة (الجزيرة نت)

حملة متوقعة
وأكد الإمام الدانماركي عبد الواحد بيدرسن أن حملة حزب الشعب "متوقعة"، وقال في حديث للجزيرة نت إن "هذه ردة فعل متوقعة من أحزاب اليمين المتطرف، وخصوصا بعد حصول المؤسسات الإسلامية على تراخيص لبناء المساجد".

واستنكر بيدرسن الإعلان الذي نشره حزب الشعب، واعتبره "إساءة لمعلم إسلامي تاريخي عريق"، وهو المسجد الأزرق المعروف أيضا باسم مسجد السلطان أحمد، وقد تم بناؤه في القرن السابع عشر.

وأوضح أن مسلمي الدانمارك سيواصلون العمل من أجل تشييد أول مسجد في البلاد خلال السنوات القليلة القادمة رغم جميع الصعوبات التي تواجههم.

ومن جانبه قلل المتحدث باسم الوقف الإسكندنافي –كبرى الجمعيات الإسلامية في الدانمارك- من أهمية الحملة اليمينية واعتبرها "مجرد محاولة يائسة للتأثير على قرار سياسي قد صدر".

وأضاف محمد نعمة في حديث للجزيرة نت "لا أعتقد بأن هذه الحملة ستؤثر على مشروع بناء المسجد"، مبديا ترحيب جمعيته بقرار بلدية كوبنهاغن منح تصريح البناء و"تصميمها على إعطاء المسلمين الفرصة لممارسة شعائرهم الدينية".


مسلمو الدانمارك يشكون قلة المساجدويسعون لبنائها (رويترز-أرشيف)
مسلمو الدانمارك يشكون قلة المساجدويسعون لبنائها (رويترز-أرشيف)

الحرية الدينية
ورفضت عدة أحزاب دانماركية حملة اليمين وأكدت على حق المؤسسات الإسلامية في بناء المساجد وحق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية كباقي الأقليات الدينية.

ووصف الحزب اليساري الراديكالي الحملة بأنها "مضرة بالاندماج"، وشدد ممثله في بلدية كوبنهاغن كلاوس بوندام على أهمية بناء مسجد في العاصمة الدانماركية "لأنه سيكون بمثابة شاهد على التعددية العرقية والدينية في المدينة".

أما ممثل حزب المحافظين في بلدية كوبنهاغن موغنس لونبورغ فأكد وجود حرية دينية في الدانمارك تسمح ببناء مساجد، وقال "لدينا حرية دينية ويجب أن لا نضع عراقيل أمام بناء مسجد للمسلمين" الذين يبلغ عددهم في الدانمارك نحو 200 ألف نسمة ويشكلون 3.7% من عدد السكان.

يذكر أن عدة جمعيات إسلامية حاولت منذ العام 1990 بناء مسجد في الدانمارك، إلا أن الخلافات الداخلية وعدم وجود الدعم المادي الكافي وقفا عائقا أمام تحقيق حلم يتطلع إليه أبناء الجالية الإسلامية منذ عقود. وتستخدم الجمعيات الإسلامية الشقق السكنية وبعض المباني الصناعية القديمة كمصليات.

المصدر : الجزيرة