طفل فلسطيني يشكو مرضا نادرا

محمد يعيش وسط اهله حيث يملؤه التفاؤل رغم ان المرض يتهدده كل حين- الجزيرة نت3 copy

محمد (الثاني من اليسار) مع أسرته التي تعاني معه تداعيات مرضه النادر (الجزيرة نت)


عاطف دغلس-نابلس
يقترب الطفل الفلسطيني محمد أبو الهيجا من نهاية عامه الثالث مواصلا صراعه مع مرض جيني نادر يفاقم معاناته ومعاناة أسرته منذ ولادته حتى الآن، حيث لا يسمح له بتناول الطعام والشراب وحتى حليب الأم بسبب وضعه الصحي.

ولا تقدر عائلة محمد من مدينة جنين شمال الضفة الغربية على توفير متطلبات العلاج لابنها الذي يهدد المرض حياته دوما، فقد أشارت والدته إلى أن تكاليف توفير احتياجاته تتجاوز شهريا ألف دولار، وهذا مبلغ كبير لا يمكن لزوجها أن يوفره خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.

وتقول الأم عندما ولد محمد اكتشف الأطباء أنه يعاني من مرض "جيني نادر" ويحتاج لطعام خاص وحليب "نباتي" بتكاليف عالية جدا تفوق مقدرتها وأسرتها على توفيره.

وأشارت إلى أن "أقل شيء يحتاجه محمد هو" ثلاث علب حليب خاص" يتجاوز سعر العبوة الواحدة خمسين دولارا، مع العلم إن الأطباء أبلغوا الأسرة بحاجة طفلهم الماسة لهذا العلاج حتى سن الثامنة عشرة.

 محمد يعاني من مرض جيني نادر (الجزيرة نت)
 محمد يعاني من مرض جيني نادر (الجزيرة نت)

المؤسسات الخيرية

ولم تترك أم محمد بابا من أبواب الخير والمؤسسات الخيرية والإنسانية إلا طرقته، لكن الحظ لم يحالفها، فكثيرا ما كانوا يسوقون لها حججا مختلفة للرفض منها أن مساعداتهم تقتصر على الأيتام و"كأنما يريدون أن يصبح محمد يتيما حتى يساعدوه".

ويخيم الحزن على أم محمد وهي تقول إن المساعدات أصبحت تقدم لها بشكل شخصي من المواطنين وأهل الخير في ظل إغلاق المؤسسات الخيرية وعدم استجابة الكثير ممن لديه الإمكانيات تحت ذرائع وأسباب مختلفة.

من جهته لم يخف الدكتور علاء مقبول رئيس جمعية التضامن الخيرية بنابلس –أحد المؤسسات التي تعرضت للإغلاق والسيطرة من قبل الاحتلال والسلطة الفلسطينية- وجود خلل في تقديم الخدمات الإنسانية لمن يحتاجها من الفلسطينيين في عدد من المجالات بمدن الضفة الغربية، مرجعا ذلك "لقلة دعم العمل الخيري عربيا وإسلاميا بحجة الإرهاب".

إغلاق سياسي
وقال مقبول للجزيرة نت إنه ومنذ توليهم إدارة الجمعية منذ قرابة عامين تراجع الدعم الذي كان يرصد لجمعية التضامن، وبالتالي قلت المجالات التي يمكن أن يصرف فيها الدعم "ولذلك توجهنا لدعم القطاع الأفقر والذي يحتاج للمساعدة بشكل أكبر، وهو الأيتام".

وأشار إلى أن ما جعلهم يحافظون على استمرار عملهم بهذا المجال هو العمل بشكل مهني والابتعاد عن العمل السياسي، "لأن المناكفات السياسية تضيع العمل الخيري ولا يستفيد منها أحد، وبالتالي فإن هدفنا عمل الخير لأي كان ولمن يستحقه".

ولم تفلح محاولات عديدة للجزيرة نت للاتصال بوزيرة الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال برام الله ماجدة المصري، نظرا لأن الموضوع "شائك" كما أبلغونا.

السلطة تنفي
أما الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية عدنان الضميري فقد نفى أن تكون السلطة الفلسطينية قد أغلقت أيا من المؤسسات الخيرية "أو أي مؤسسة واحدة يستفيد منها المواطن الفلسطيني" وإنما أغلقت "مؤسسات وهمية ليس لها وجود" مؤكدا للجزيرة نت أن المؤسسات الخيرية ما زالت تعمل "إلا إذا كان الخير يقتصر على مؤسسات ترعاها حماس".

بيد أن النائبة عن كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني منى منصور قالت إن سلطات الاحتلال والسلطة الفلسطينية أغلقتا -ولا تزالان تغلقان- أكثر من 103 مؤسسات خيرية بمختلف مدن الضفة الغربية منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية مطلع العام 2006.

وأوضحت للجزيرة نت أن أسباب الإغلاق سياسية وليست بسبب عدم الترخيص أو دعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مؤكدة أن ذلك زاد من حالة الضيق التي يعيشها المواطن والفقير الفلسطيني.

المصدر : الجزيرة