تهديدات بحجب مواقع إنترنت بالعراق

f/Iraqi youth surf the web at an internet cafe in Baghdad's impoverished district of Sadr city, 15 November 2007.
إقبال العراقيين على المواقع المعارضة يقلق الحكومة (الفرنسية-أرشيف)
إقبال العراقيين على المواقع المعارضة يقلق الحكومة (الفرنسية-أرشيف)

الجزيرة نت-بغداد

 
أثار إعلان الحكومة العراقية عزمها حجب بعض مواقع الإنترنت، انتقادات واسعة من قبل الإعلاميين الذين رأوا في الأمر محاولة للنيل من حرية الرأي، وحجب الصوت المعارض لها خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات، ونددوا بالذرائع التي تحتج بها.
 
وجاء في بيان صادر عن لجنة شكلتها الحكومة لهذا الغرض، أن خططها تتضمن حجب بعض المواقع التي وصفتها بالإباحية والإرهابية، وقالت إن الهدف هو مكافحة الجريمة الإلكترونية، والتصدي لكل ما يتنافى مع قيم الدين الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد والأعراف.
 
وأعلن رئيس اللجنة اللواء المهندس علي الساعدي المستشار الفني لوزير الداخلية، أن "هناك مواقع تهدد الأمن الوطني، ومن أبرزها المواقع الإلكترونية الإرهابية التي تحث على القتل والتفجير".
 
التوقيت
وقال رئيس تحرير موقع شبكة أخبار العراق الإلكتروني ضياء الكواز للجزيرة نت إن معطيات عديدة توافرت تشير إلى أن القرار ربما سيكون مدخلا لحجب عشرات المواقع الإخبارية والمنتديات التي لا علاقة لها بأي جماعة مسلحة لكنها دأبت على مناقشة الأوضاع في العراق ونشر معلومات وأخبار تحجبها وسائل الإعلام داخل البلاد لأسباب مختلفة.
 
وأشار الكواز إلى أن توقيت القرار يشير بوضوح إلى علاقته بالحسابات السياسية للحكومة العراقية وعزم رئيس الوزراء نوري المالكي الاستحواذ على الفضاء الإعلامي العراقي الرقمي لخدمة أجندته السياسية، مع احتدام الصراع السياسي عشية الانتخابات النيابية المقبلة التي ستحدد مصير العراق وكذلك مصير الشخصيات السياسية الحالية ومنها المالكي نفسه. 

"
توقيت القرار يشير بوضوح إلى علاقته بالحسابات السياسية للحكومة العراقية وعزم رئيس الوزراء نوري المالكي الاستحواذ على الفضاء الإعلامي العراقي الرقمي لخدمة أجندته السياسية

"

 

وعبر الكواز عن خشيته من أن يؤدي هذا القرار إلى قطع الصلة بين المواقع الإلكترونية وبين المواطن العراقي الذي وجد في هذه المواقع متنفسا أساسيا للاطلاع على المعلومات المحجوبة عنه وأيضا للتعبير عما يريده من أفكار وآراء.

شماعة

وأشار إلى أن التقنيات تتيح للحكومة إمكانية حجب العديد من المواقع، "وهي بالطبع لن تعدم الأسباب التي ستستخدمها ذرائع في سبيل ذلك، مثل قضية الإرهاب التي أصبحت  شماعة تعلق عليها الحكومة مواقفها وقراراتها التي تحد من الحريات العامة وتنتهك حقوق الإنسان في العراق، أو كذريعة للتهرب من الالتزامات تجاه المواطن العراقي"، على حد قوله.
 
تهديد

أما مدرس الإعلام في جامعة بغداد الدكتور نبيل جاسم فيرى في تلك الخطوة إجراء حكوميا قاسيا وصارما، يذكر بالإجراءات التي تتبعها الدول الدكتاتورية للحد من حرية التعبير والرأي.
 
وقال للجزيرة نت إنها" تشكل وصمة عار في جبينها (الحكومة)، وخطوات إلى الوراء للحد من حرية التعبير، والخوف من هذه الخطوة ليس لأنها تؤدي لإغلاق مواقع إباحية كما تدعي، بل أنها تريد من ذلك غلق مواقع لا تتفق مع الحكومة، ومثل هذه الخطوة تحد من حرية التعبير".
 
وأضاف أن هناك مخاوف لدى الحكومة من الأصوات المعارضة لها وخطوة حجب مواقع الإنترنت ترتبط بخطوات سابقة وخطوت لاحقة، هدفها الحد من حرية التعبير.
 
وتابع جاسم قائلا "إن الحكومة ترى أن أي إعلام لا يتفق معها وينتقدها، هو إعلام غير وطني، مما يشكل كارثة على الإعلام في العراق".
المصدر : الجزيرة