عقبات تعترض تشكيل حكومة إيران

A handout picture posted on the Iranian supreme leader's website shows (L-R) Iran's Parliament Speaker Ali Larijani, judiciary chief Ayatollah Mahmoud Hashemi Shahrudi,
نجاد نال قدرا واسعا من الانتقادات من داخل التيار المحافظ (الفرنسية-أرشيف)

فاطمة الصمادي-طهران

 
قبل أيام من أداء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليمين الدستورية في بداية ولاية جديدة, تبدو عملية تشكيل الحكومة أمرا صعبا, فقد أحدث قراره بتعيين رحيم مشائي نائبا أولا له عقبة كبيرة أمام انتخاب طاقمه الجديد.
 
ورغم عزل مشائي بأمر من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي, إلا أن تداعيات هذا القرار لا تزال قائمة.
 
وفي هذا السياق نال نجاد قدرا من الانتقادات الواسعة من داخل التيار المحافظ بسبب دفاعه عن مشائي وتأخره في قرار عزله لعدة أيام، واعتبروا أن ذلك يضع علامات استفهام كبيرة حول حقيقة التزام الرئيس الإيراني بأمر "الولي الفقيه".
 
وفي هذا الاتجاه جاءت رسالة "تجمع المهندسين المسلمين" إلى نجاد لتؤكد اتساع مساحة عدم الرضا داخل صفوف أنصاره بصورة وصفت بأنها غير مسبوقة.

وتساءلت الرسالة عن سبب مضي أسبوع دون الاستجابة لأمر آية الله علي خامنئي بعزل مشائي. وانتقدت الرسالة "توبيخ وعزل بعض الوزراء" لاعتراضهم على التلكؤ في تنفيذ القرار.

 
وكان نجاد قد عزل وزير المخابرات والأمن الداخلي غلام حسين محسني أجئي عقب مواجهة وقعت بين الطرفين انتقد فيها الوزير تعيين مشائي والتباطؤ في عزله. ووصف تجمع المهندسين نجاد بأنه اليوم "لا يرغب بسماع صوت غير صوته".
 
ودعت الرسالة نجاد إلى التأني والدقة في قراراته، ونصحته بممارسة "العقلانية السياسية" لتشخيص مصالح حكومته والحفاظ على مكانته بين أنصاره وتفويت الفرصة على خصومه في الداخل والخارج وعدم تهيئة الفرص لحدوث الاختلاف.
 

حسين أحمدي: الأزمة التي يواجهها نجاد في طريقها للحل (الجزيرة نت) 
حسين أحمدي: الأزمة التي يواجهها نجاد في طريقها للحل (الجزيرة نت) 

تجاوز القيادة

وكان عضو مجلس الخبراء وإمام جمعة طهران آية الله أحمد خاتمي، من أول من حذر نجاد من مغبة تجاوز أمر القيادة، معتبرا أن "نجاد مدين بفوزه للمتدينين".
 
كما قال إن استجابته لأمر خامنئي بتنحية مشائي هي "اختبار لإخلاص الرئيس لفكر الولاية". ودعا أحمد خاتمي الرئيس لكي يكون "عند حسن ظن من انتخبوه".
 
الأزمة مستمرة
وتأتي عقبات تشكيل حكومة نجاد بالتزامن مع استمرار الأزمة الداخلية، حيت أعلن أن محاكمة عشرين شخصا من المعتقلين في الاضطرابات الأخيرة ستبدأ السبت المقبل.
 
ويذهب الدكتور حسين أحمدي إلى أن الأزمة التي يواجهها نجاد لم تنته وإن كانت "في طريقها إلى الحل". ويتوقع الخبير في مركز دراسات إيران المعاصرة أن تترك الأزمة تأثيرات على قدرة حكومة نجاد على إدارة ملفات الداخل والخارج.
 
ونوه أحمدي بنجاح السياسة الخارجية لنجاد واعتبرها الأفضل في تاريخ الحكومات التي جاءت بعد الثورة، لكنه يرى أنه لم يستطع تحقيق نجاح مماثل على صعيد السياسة الداخلية.
 
ويرى الدكتور أحمدي أن من المبكر الحكم على كفاءة حكومة نجاد القادمة وأثرها في تعزيز السياسات الداخلية والخارجية قبل الإعلان عن أعضائها، لكنه بين أن المجريات الحالية تشير إلى أن نجاد يواجه عقبات في انتخاب طاقمه الجديد.
 
وأشار أحمدي إلى مشكلة مشائي موضحا أن قرار تعيينه لم يكن صائبا وأنه "لا يليق بهذا المنصب" وهو ما يتفق معه المحلل حسين كريمي الذي وصف قرار تعيين مشائي بـ"المتسرع".
 
وكان مشائي قد أثار غضبا داخل إيران عقب تصريحاته العام الماضي حول الصداقة مع "شعوب أميركا وإسرائيل" حيث تعرض وقتها للمساءلة أمام مجلس الشورى ثم أنكر التصريحات المنسوبة له واتهم الإعلام بتلفيقها.
المصدر : الجزيرة