حملة مناهضة لبناء المساجد في التشيك

من الارشيف لرئيس الحزب المنتخب حديثا للمرة الثانية وهو وزير الخارجية التشيكي السابق قبل عدة سنوات 2006 تسيريل سفوبودا
رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي قاد في السابق حملة ضد المسلمين بعد أزمة الرسوم المسيئة (الجزيرة نت-أرشيف)

أسامة عباس-براغ

 
تحول الموقف من بناء المساجد إلى مادة دعائية ضمن الحملات السياسية للأحزاب التشيكية قبل الانتخابات النيابية المبكرة المقررة في أكتوبر/تشرن الأول المقبل.
 
وفي هذا السياق دعا نواب الحزب المسيحي التشيكي الديمقراطي إلى الوقوف ضد بناء أية مساجد جديدة في البلاد من أجل عدم تكرار ما حدث في بعض الدول الأوربية حسب تصريحات لنائب رئيس الحزب دافيد ماتسيك.
 
كما ذكر ستانيسلاف يورانيك النائب المرشح على لائحة الحزب في القسم المورافي شمال شرقي البلاد وهي أكثر المناطق تجمعا للمتدينين المسيحيين أن دولا مثل السعودية واليمن لا يوجد فيها كنائس للمسيحيين, وتساءل "لماذا لا نواجه بناء المساجد في التشيك وفي عموم أوروبا؟".
 
كما يعارض بناء مسجد في برنو نائب محافظ المدينة من الحزب المسيحي دانيال ريخنوفسكي الذي أكد قبل فترة أنه ضد زملائه من الحزب الاجتماعي المؤيدين للمشروع، وأنه كان قد عارضهم أيضا في بناء المسجد القديم، ذلك لأن قناعته هي "المحافظة على الفولكور الخاص بها بعيدا عن بناء أي مساجد أخرى". وشدد على أنه سيعمل على ذلك بكل قوة.
 
وتحدث بعض التشيكيين في مدينة برنو للجزيرة نت مستغربين توجهات هذا الحزب الجديد، خاصة وأنه يحمل اسم المسيحي الديمقراطي وبالتالي فإن التسامح كما يقولون يجب أن يكون من أولويته عكس بعض الأحزاب الأخرى التي تسعى لكسب أصوات المتطرفين, من خلال التشهير بالمسلمين ووضعهم في خانة الإرهاب.
 

"
رئيس الحزب المسيحي المنتخب حديثا تسيريل سفوبودا وقف في الاتحاد الأوروبي قبل عدة أعوام خلف حملة ضد المسلمين على خلفية أزمة الرسوم المسيئة, مشددا على أن حرية التعبير أهم من أي مقدسات
"

أصوات المتطرفين

رئيس الوقف الإسلامي في مدينة برنو منيب حسن قال للجزيرة نت إن توجه الحزب المسيحي يعكس طباع المتطرفين فيه خاصة مع تراجع شعبية هذا الحزب ونفور مؤيديه منه بعد الانقسام الحاصل داخله والمتمثل بانشقاق كل من نائب رئيس الحزب سابقا ووزير المالية في الحكومة السابقة ميروسلاف كالوسيك وأيضا وزيرة الدفاع السابقة من نفس الحزب فلاستا باركانكوفا.
 
ويضيف حسن قائلا "لمجرد طرحنا لفكرة بناء المسجد, سعى الحزب المسيحي بشكل رسمي لاستغلال هذا الطرح ومعارضته بشدة من أجل كسب المتشددين في البلاد, الأمر الذي قد يعيد لهم ما فقدوه من مؤيدين".
 
ويتوقع حسن ألا يستطيع هذا الحزب دخول البرلمان عبر النسبة المطلوبة وهي 5% كحد أدنى للفوز.
 
ويلفت حسن النظر إلى أن أغلب وسائل الإعلام في البلاد قد حاولت الحديث معه حول هذا الأمر وكان رده لهم أنه "لو كان السيد المسيح موجودا لما سمح بهذا التعصب المبالغ به". ويشير حسن إلى أن عدد المسلمين في مدينة برنو وجوارها في ازدياد, حيث لم يعد المسجد القديم يتسع لهم.
 
يذكر أن رئيس الحزب المسيحي المنتخب حديثا تسيريل سفوبودا وقف في الاتحاد الأوروبي قبل عدة أعوام عندما كان وزيرا للخارجية لدعم حملة ضد العرب والمسلمين لصالح الدانمارك, على خلفية أزمة الرسوم المسيئة, مشددا على أن حرية التعبير أهم من أي مقدسات.
المصدر : الجزيرة