مستقبل الحكم في ليبيا

R/ Libyan leader Muammar Gaddafi attends a meeting with Benin President Yayi Boni in Cotonou during the summit of heads of state of Community of Sahel-Saharan States (CEN SAD) June 17, 2008.

من يخلف القذافي في حكم ليبيا؟ (الفرنسية-أرشيف)
خالد المهير-طرابلس

 
تطرح الذكرى الأربعون لوصول قائد الثورة الليبية معمر القذافي إلى السلطة مسألة "مستقبل الحكم" في ظل بروز دور أبناء القذافي، رغم إصرار الأب على أن الشعب الليبي يحكم نفسه بنفسه.

الناشط السياسي جابر العبيدي قال إن الحديث عن خلافة تتجاوز الفئة الحاكمة -في إشارة صريحة إلى عائلة القذافي- حديث بعيد عن الصحة العلمية، بعدما صفي المسرح الليبي من تنوعاته، ابتداء من منتصف سبعينيات القرن الفائت على نحو ممنهج تمهيدا لسلالة حاكمة طويلة الأمد.

مواثيق دستورية
واستطرد في حديثه للجزيرة نت بالقول "حتى الضباط الأحرار ذوو الإرث والمشروعية التاريخية بما أنهم صناع الثورة ليس لهم حظ كبير في المشاركة"، وأكد أن التنوع السياسي في ليبيا ضرب بطريقة استباقية ممنهجة طيلة أربعين عاما.

ويقول العبيدي إنه حتى لو وضع دستور يحاكي دساتير أجمل الديمقراطيات لن يعمل به، كما لم يعمل بوثائق موجودة يصفها القانونيون في ليبيا بأنها مواثيق دستورية، كما لن يجد الدستور من يدافع عنه، لأن القوى التي تظلل الدستور وتكون درعه الحامي بثقلها الاجتماعي والسياسي محيت من على الخريطة السياسية الليبية.

سيف الإسلام أحد أبناء الزعيم الليبي (الفرنسية-أرشيف)
سيف الإسلام أحد أبناء الزعيم الليبي (الفرنسية-أرشيف)

من جهة أخرى، يرى الناشط الحقوقي عبد السلام المسماري في حديثه للجزيرة نت أن المخاوف المطروحة لا تكفي لوصف الخراب الناتج عن فشل الأداء العام غير المؤطر دستوريا طيلة عقود، وأكد أنه وفي غياب الدستور تختلط الصلاحيات والاختصاصات وتنعدم الرؤى وتقع الدولة فريسة الشخصنة والفساد.

ومن وجهة نظره يصعب الجزم بأي رأي حول مستقبل الحكم بسبب غياب معالجة دستورية مسبقة، ورأى أنه من الخطورة بمكان ترك أمر بهذه الأهمية عرضة للتكهنات، كما أنه من غير الحكمة ترك أمر كهذا لرد فعل أجهزة مهما كانت كفاءتها، فهذه المسألة المصيرية يجب أن تنظم تنظيما دستوريا واضحا.

مخاوف حقيقية
من جهته يرى الناشط ذو التوجهات الإسلامية عماد البناني أن هذه المسألة مرتبطة بالاستقرار السياسي الذي تفتقر إليه أغلب دول العالم الثالث بما فيها ليبيا التي تعاني الارتباك في صناعة الاستقرار، وأكد على أهمية مساهمة المجتمع الليبي الفعالة في إحداث الاستقرار الذي قد يتسبب غيابه بنكبات على شاكلة ما جرى في الجزائر والعراق.

وتساءل في حديث مع الجزيرة نت بقوله "كيف يمكن أن يحدث الاستقرار؟ وهل تتوفر مقوماته التي جزء منها منظومات الدولة والشعب؟ وأعرب عن أسفه لعدم وجود توأمة حقيقية بين هذه المقومات على أرض الواقع.

ودعا البناني إلى تفعيل مساحات التعبير والشأن العام وحرية النقاش، لأن مؤسسات الدولة -برأيه- غير قادرة على إحداث الاستقرار، ووصف حجم مشاركة الليبيين في المنظومة السياسية بالمأساوي، الأمر الذي يستدعي أهمية الانفتاح على الذات لإيجاد ضمانات للحفاظ على أمن الوطن.

سلطة الشعب
بيد أن رئيس مركز الكتاب الأخضر في مدينة بنغازي فائز بوجواري اعتبر أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، وأشار إلى أن بيان الثورة الأول وخطاب (القذافي في أبريل/ نيسان 1973 الشهير الذي أعلن فيه الثورة الثقافية بمدينة) زوارة (غرب طرابلس) وخطب القائد وإعلان سلطة الشعب والقانون رقم (20) بشأن تعزيز الحرية كلها وثائق تنظم المجتمع الليبي.

وقال للجزيرة نت إن الشعب الليبي يشكل قيادة سياسية في المؤتمرات الشعبية لرسم سياسات البلاد الداخلية والخارجية، وأوضح أن قائد الثورة لم يسع في يوم من الأيام إلى السلطة وأن الشعب قادر على إدارة شؤونه بعد استلامه للسلطة.

المصدر : الجزيرة