تركة الجنود الأميركيين بالعراق

وخارج المدن ايضا يتصيدون العراقيين

متعلقات المارينز أصبحت تباع للعراقيين (الجزيرة نت)
فاضل مشعل-بغداد


بعد مرور نحو شهر من انسحاب الجنود الأميركيين من المدن العراقية لا تزال هناك صلات تربطهم بمعيشة العراقيين مع استمرار سوق الباب الشرقي مثلا وسط العاصمة بغداد في عرض بضائعهم، في حين يقلد بعض الناس جنود المارينز في الملبس وتصفيفة الشعر ولكنة الحديث رغم الاستهجانات المحيطة.
 
وقال إبراهيم سعد أحد الباعة في سوق الباب الشرقي "نحن نشتري ما يبيعه الجنود الأميركان إلى العاملين معهم في المعسكرات من أحذية وكفوف وألبسة عسكرية ونظارات شمسية ومستحضرات تجميل ومنشطات رياضية وغير رياضية وخوذ وألبسة مدنية تحمل الدلالات الأميركية.. نشتريها بأثمان قليلة ونبيعها بأثمان قليلة أيضا". 
 
وأشار سعد إلى نظارة تحمل إحدى العلامات الشهيرة يبيعها بثلاثة آلاف دينار عراقي (2 دولار ونصف)، كما أشار إلى رزمة من مستحضرات التجميل يبيعها بـ15 ألف دينار (نحو 12 دولارا).
 
وقال البائع سعد إن "الأميركان لن ينسحبوا من العراق أبدا.. ألم تسمع ما قاله (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي في واشنطن.. إنهم ينامون عند آبار النفط  إلى الأبد".
 
وكان البائع يعلق على تصريح المالكي في واشنطن الخميس الماضي الذي ألمح فيه إلى إمكانية بقاء الجنود الأميركيين حتى بعد انتهاء المدة المتفق عليها للانسحاب النهائي عام 2011 بحسب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين.
 
ولم يقتصر الأمر على الأدوات المستخدمة بل تعدى ذلك إلى الشكل إذ قال الحلاق أحمد الجبوري صاحب محل للحلاقة في منطقة العرصات الراقية للجزيرة نت "ما زال بعض الشبان الصغار وأحيانا بعض الكبار يطلبون قصة الشعر الأميركية المعروفة (سبايكي) ويتحدثون إلينا وهم يستخدمون بعض المفردات الإنجليزية باللهجة الأميركية".
 
وأضاف أن الناس تسخر من هؤلاء لأن الجميع أصابه الأميركان إما بالقتل أو الاعتقال أو الإعاقة.
 

أحد مخلفات معركة كان أحد طرفيها القوات الأميركية (الجزيرة نت)
أحد مخلفات معركة كان أحد طرفيها القوات الأميركية (الجزيرة نت)

خيبة أمل


وعلق الحاج عبد الخالق عبد الرسول -الذي يدير مع أولاده محلا لبيع المواد الكهربائية في حي الأعظمية بشمال بغداد- على انسحاب الأميركيين من المدن بقوله "لم يترك هؤلاء المحتلون حسنة واحدة خلفهم.. بوجودهم عرفنا كيف يقتل العراقي أخاه العراقي وعرفنا كيف نتمزق بين فئات دينية ومذهبية.. لم يخلف هؤلاء سوى خيبة أمل للشعوب التي ما زالت تعتقد أنهم يريدون نشر الحرية.. إنهم لا يعرفون إلا نشر الكراهية والفرقة بين الناس".
 
وجاء ذلك في الوقت الذي أثار فيه انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا عسكريا أميركيا في منطقة أور شرقي العاصمة أول أمس الاستغراب لتحرك تلك القطع وسط المدينة رغم الانسحاب المعلن من المدن.
 
واعتبر نادر سليمان المستشار الإعلامي للقوات الأميركية أو ما يطلق عليه القوات المتعددة الجنسيات أن "وجود الآليات الأميركية في شوارع بغداد لا يعد خرقا للاتفاقية الأمنية وإنما لمساعدة القوات العراقية"، لكنه لم يعط مبررات معقولة لوجود تلك القوات وسط المدينة بعد شهر من الإعلان عن انسحابها.  
 
انسحاب وتجوال
ووصف العقيد في الجيش العراقي منعم مطر للجزيرة نت أوضاع الجنود الأميركيين بعد انسحابهم من المدن قائلا "لاحظنا خلال احتكاكنا بالجنود الأميركان بعد انسحابهم إلى المعسكرات في ضواحي المدن وتوقف دورياتهم بين الأحياء السكنية أنهم صاروا يبدون مشاعر من العدوانية شأنهم شأن  من وضع نفسه في قفص خائفين من المجهول لأنهم أصبحوا أهدافا مكشوفة لأعدائهم".
 
لكن مواطنين أبلغوا الجزيرة نت أن القوات الأميركية مستمرة في التجوال داخل المدن العراقية وخاصة بعد منتصف الليل دون أن يعرفوا تفسيرا لذلك.
 
وقال ضابط في الشرطة العراقية -طلب عدم الكشف عن اسمه- "بعد منتصف ليلة 8 يوليو/تموز الماضي قتلت القوات الأميركية وسط مدينة بغداد مواطنا لم يسمع التنبيه واستمر يقود سيارته قبل أن تطلق عليه قوة أميركية كانت تسير في الاتجاه المعاكس للشارع النار في منطقة شارع فلسطين حيث أصيب اثنان معه بجراح وقمنا بنقلهم بسيارات الشرطة إلى المستشفيات القريبة".
المصدر : الجزيرة