اعتقالات في جامعة مكناس بالمغرب

صورة لطلاب بالقنيطرة يدعون إلى تأجيل الامتحانات
جامعات مغربية متعددة شهدت دعوات لتأجيل الامتحانات (الجزيرة نت)

الحسن سرات-المغرب
 
اعتقلت قوات الأمن المغربية أكثر من عشرين طالبا، بجامعة مكناس الثلاثاء الماضي حيث سيقدم سبعة منهم اليوم للمحاكمة بعد الإفراج عن الباقين ومن ضمنهم طالبة.
 
وشنت الاعتقالات بعد دعوة تيار "الطلبة القاعديين" ذي التوجهات اليسارية المتشددة، إلى تأجيل الامتحانات بكلية العلوم بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، شرق الرباط إلى موعد لاحق.
 
وقال أحمد صادقي عضو التيار الطلابي للجزيرة نت إن تلك الاعتقالات جاءت أيضا بعد تنظيم مسيرة احتجاجية داخل الكلية وخارجها.
 
وأضاف أن أعدادا كبيرة من أفراد أمن الجامعة وقوات أمنية رسمية انتشرت على أبواب الكلية وداخلها وأرغمت الطلاب على الدخول لإجراء الامتحانات، ومنعت الرافضين من دخولها.
 
وعزا الصادقي دواعي تأجيل الامتحانات الذي قدمه التيار ضمن ملف مطلبي لإدارة الكلية لـ"توفير مزيد من الوقت للمذاكرة والاستعداد الجيد".
 
ودان في هذا الصدد ما وصفه بأسلوب القمع الهمجي الذي اتبعته القوات الأمنية ونتج عنه إصابات وانهيارات نفسية في صفوف الطلاب والطالبات.
 
وكان من المقرر أن تبدأ امتحانات دورة الربيع الثلاثاء الماضي وفق جداول أعلنت عنها إدارة الكلية من قبل.
 
ووصف الداعون للتأجيل ما حدث "بمجزرة مكناس" معتبرين "أن ما وقع ليس مرتبطا بمشكل تأجيل الامتحان وإنما هو حقيقة الأمر توفير الأرضية المناسبة لتنزيل المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم".
 

عبد الرحيم كلي (يمين) عارض الدعوة لتأجيل الامتحانات (الجزيرة نت)
عبد الرحيم كلي (يمين) عارض الدعوة لتأجيل الامتحانات (الجزيرة نت)

فصائل معارضة
غير أن فصائل طلابية أخرى دانت الدعوة إلى التأجيل التي انفرد بها "طلاب النهج القاعدي" واتهمتهم بتوفير الشروط لعسكرة الجامعة.
 
وقال عبد الرحيم كلي، الكاتب العام للاتحاد الوطني لطلاب المغرب، الذي يتابع دراساته العليا بالكلية نفسها، إن الداعين إلى تأجيل الامتحانات تصرفوا منفردين دون استشارة باقي الفصائل، وإنهم يتحملون ما آل إليه الوضع بالكلية من "تحويلها إلى ثكنة عسكرية أحدثت هزات نفسية للطلاب الممتحنين".
 
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن منظمته تعارض "كل ممارسة نقابية غير مسؤولة ولأغراض سياسية" مؤكدا أنه "لا مقاطعة ولا تأجيل للامتحانات إلا لضرورة كافية وواضحة".
 
وخلص كلي إلى أن الاتحاد الوطني لطلاب المغرب "يرفض في آن واحد مقاربة الفوضى التي ينهجها تيار الطلبة القاعديين، ومقاربة العقلية الأمنية التي يتبعها المخزن" -حسب قوله- في إشارة إلى السلطة الحاكمة.
 
وبدورها أعلنت منظمة التجديد الطلابي في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه موقف الرفض والإدانة لمقاطعة الامتحانات.
 
وقال عبد الحق الإدريسي، عضو المنظمة بجامعة مكناس "إنا نرفض تهيئة الفرصة لعسكرة الجامعة بمثل تلك الأعمال الانفرادية" مشيرا إلى أن الامتحانات تجرى كما كان مقررا لها، لكن ظروفها النفسية محبطة للطلاب بسبب الجو المشحون المرافق لها.
 
وقف العنف
وكان الاتحاد الوطني لطلاب المغرب، قد دعا منذ أكثر من شهر إلى مبادرة لوقف العنف بالجامعات المغربية داعيا فيه إلى تفويت الفرصة على عنف السلطات الأمنية.
 
يذكر أن كليات وجامعات أخرى بالمغرب شهدت تأجيلا للامتحانات دون أحداث عنف مثل جامعة القنيطرة، شمال الرباط وجامعة أغادير بجنوب البلاد.
المصدر : الجزيرة