"الصحافة الإلكترونية" بالمغرب تحاول كسب اعتراف الحكومة

مقر وزارة الاتصال بالمغرب - الجزيرة نت

صحفيو المواقع الإلكترونية يحاولون كسب اعتراف وزارة الاتصال بالمغرب (الجزيرة نت)

الحسن سرات-الرباط

تجري الاستعدادات على قدم وساق بالمغرب لإنشاء نقابة وطنية للصحافة الإلكترونية، ويقوم بهذا المسعى عدد من كتاب المواقع الإلكترونية المغربية والمدونات الشخصية.

الهدف الأول لهؤلاء هو كسب الاعتراف وتحقيق موطئ قدم بالمشهد الإعلامي المغربي، حسبما أوضحه للجزيرة نت منسق اللجنة التحضيرية للنقابة المرتقبة عبد الله ساورة، مضيفا أن "أهم ما نعانيه كصحافيين إلكترونيين هو غياب الصفة القانونية مما يضعنا أمام صعوبات في الولوج إلى الخبر في ظل غياب الثقة في هؤلاء الصحافيين من طرف الجهات الرسمية".

شبه اعتراف
وحسب ساورة، فإن عدد المواقع الإلكترونية الإخبارية المغربية يتجاوز المائة كما أن هناك آلافا من المدونات الشخصية.

وأضاف أنه لم يتمكن من الحصول على بطاقة الاعتراف من وزارة الاتصال إلا "بعض"الأشخاص، في حين أن الغالبية العظمى من الصحفيين بالمواقع الإلكترونية المغربية والمدونين لا يتوفرون على بطاقة وزارة الاتصال وغير معترف بهم ويتم تجاهلهم بالكامل في المهرجانات الوطنية".

وتعترف وزارة الاتصال بالمغرب بالصحافة الإلكترونية عبر منحها بطاقة الصحفي المهني لمراسلي بعض المواقع، لكنه اعتراف ليست له معايير واضحة، إذ لم تسلم إلا عددا محدودا من البطاقات لم يتجاوز 24 بطاقة من بين 2548 بطاقة ممنوحة للصحفيين عام 2006، كما أنها أدرجت جائزة الصحافة الإلكترونية ضمن مسابقة "الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة".

وينتقد ساورة النقابة الوطنية للصحافة لأنها "لا تدافع عن الصحافي الإلكتروني المغربي رغم حضوره منذ سنيين مضت بل في غالب الأحيان تعتمد الصحافة الورقية في أخبارها على الكثير مما تنجزه المواقع الإلكترونية المغربية"، كما أن المتابعات القضائية التي تعرض لها بعض المدونين ومراسلي مواقع إلكترونية أسباب مهمة أخرى دفعتهم لرص الصفوف.

عبد الوهاب الرامي: إرهاصات لصحافة إلكترونية بالمغرب (الجزيرة نت)
عبد الوهاب الرامي: إرهاصات لصحافة إلكترونية بالمغرب (الجزيرة نت)

إرهاصات ولكن
ومن جانبه يرى الأستاذ بالمعهد العالي للاتصال والإعلام عبد الوهاب الرامي أن هناك إرهاصات لصحافة إلكترونية بالمغرب. وإذا ما استثنينا بعض التجارب الجادة التي تحتاج للتطوير الكمي والنوعي فإن الصحافيين الإلكترونيين لا يزالون يشتغلون بعقلية الصحافة الورقية التي تربوا عليها قبل أن تتلقفهم خيوط الشبكة العنكبوتية، لكن دون صرامة الاشتغال التي هي وليدة هرمية مهنية ضامنة لمعايير الجودة.

ويلاحظ الرامي أنه بمجرد ذكر الإنترنت فإن الأمور مرشحة للاشتباه، إذ ليست هناك هيئات رسمية معترف بأهليتها تمنح الاعتراف بأن ما ينجز على الإنترنت هو من قبيل الصحافة أو لا، مضيفا أن النشر الإلكتروني لا يخضع لتصريح أو إشعار بالصدور، مما يجعل حضوره افتراضيا في مجتمع لم يتشبع بعد بهذا النمط من الاستهلاك ولا بجديته في الرصد الجاد للواقع.

ويخلص المتحدث إلى أن إنشاء نقابة وطنية للصحافة الإلكترونية يمكن أن يغذي جشع بعض كتاب الخواطر ومحبري الاستيهامات لكسب الاعتراف فقط، غير أن انخراط الصحافيين الإلكترونيين الجادين والمهنيين في النقابة الوطنية للصحافة المغربية قد يكون ميسرا لمسألة الضبط الذاتي للمهنة حفاظا عليها من العبث ومزيد من التشرذم.

المصدر : الجزيرة