العنف بالصومال.. إلى أين؟
4/12/2009
جبريل يوسف علي-مقديشو
فتحت التفجيرات الأخيرة والعنف المتواصل بالصومال الباب أمام التساؤلات حول المدى الذي يمكن أن تصل إليه, فيما شبه البعض الوضع هناك بما يجري في العراق وأفغانستان.
ومع غموض الموقف بشأن التفجير الذي أسفر عن مقتل ثلاثة وزراء, أخذ البعض فرضية حركة شباب المجاهدين بأن العملية تم التدبير لها من داخل الحكومة بمحمل الجد، لكن آخرين تساءلوا عن كيفية إقناع منفذ العملية بتفجير نفسه.
ووضعت العملية أيضا تساؤلات حول مغزاها والمكان الذي حدثت فيها وتوقيتها. وفي هذا الصدد قال أحمد علي وهو أحد أقارب الأستاذ الجامعي حسين قوري الذي قتل بالانفجار للجزيرة نت إنه يعتقد أن العملية تحمل في طياتها أهدافا سياسية وانتقامية في الوقت نفسه.
كما لم يستبعد وجود ما سماه تقاطع مصالح بين جهات داخل الحكومة وخارجها, قائلا "إن الأبرياء الذين أصبحوا ضحية التفجير وهم طلاب وأطباء وأساتذة دليل على أن السياسة في الصومال أصبحت تطغى على دماء الأبرياء مهما كان وزنهم ولونهم ودرجتهم".
عنف متواصل
كانت مقديشو قد شهدت مؤخرا عملية كبيرة استهدف موقعا كان لمسؤولي أمن في الحكومة والقوات الأفريقية داخل مطار مقديشو في سبتمبر/أيلول الماضي, حيث قتل قائد القوات البورندية و17 آخرون من بينهم قائد الاستخبارات في الحكومة جنرال غبري مايو.
وقبل هذا الهجوم, شهدت مدينة بلدوين في يوليو/تموز الماضي تفجيرا قتل فيه وزير الأمن بالصومال عمر حاشي مالن وعدد كبير من وجهاء قبائل إقليم هيران وسط الصومال.
وقد تزامنت العمليات السابقة مع سعي حكومي لاتخاذ إجراءات عسكرية هدفها إزاحة المعارضة المسلحة من العاصمة وأقاليم أخرى في البلاد.
أما العملية الأخيرة فقد جاءت وسط أنباء عن عزم الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد عزل قائد الشرطة الصومالية عبدي قيبديد وقائد القوات المسلحة يوسف طومال.
وأبدت أوساط حكومية ترحيبها لموقف الرئيس, بيد أن أنصار قيبديد خرجوا إلى شوارع مقديشو أمس منددين بقرار الرئيس وقام البعض منهم برشق الحجارة على المحال التجارية والسيارات المدنية وأغلقوا الطرقات.
المصدر : الجزيرة