نتنياهو يناور لابتلاع كاديما

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu (R) sits next to opposition leader and former foreign minister, Tzipi Livni (L), at the Knesset before a meeting of the Israeli parliament's Foreign Affairs and Defense Committee in Jerusalem on June 1, 2009

نتنياهو يدعو ليفني إلى الالتحاق بحكومته ويقوض حزبها تحت الطاولة (الفرنسية)
نتنياهو يدعو ليفني إلى الالتحاق بحكومته ويقوض حزبها تحت الطاولة (الفرنسية)
 
وديع عواودة-حيفا


يميل معلقون إسرائيليون كثر إلى اعتبار الدعوات المتكررة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية مجرد مناورة تهدف لتفتيت المعارضة، فيما يرجح آخرون أنها تهدف لمواجهة احتمال تصدع ائتلافه مستقبلا.
 
واعتبر معلق الشؤون الحزبية حنان كريستال أن دعوة نتنياهو ليفني إلى الانضمام لحكومته تندرج ضمن مناورته لتفتيت حزب كاديما الذي يشهد نقاشا داخليا علنيا بشأن دخوله الحكومة أو البقاء في المعارضة.
 
وأوضح كريستال للجزيرة نت أن مناورة نتنياهو فشلت هذه المرة بعدما أقنع ستة فقط من نواب كاديما بالانفصال وتشكيل حزب مستقل ينضم للحكومة في الوقت الذي ينص فيه القانون على ضرورة وجود سبعة نواب على الأقل شرطا للانفصال عن حزب كبير وتشكيل كتلة جديدة.
 

"
المعلق حنان كريستال: مناورة نتنياهو فشلت هذه المرة بعدما أقنع ستة فقط من نواب كاديما بالانفصال وتشكيل حزب مستقل ينضم للحكومة في الوقت الذي ينص فيه القانون على ضرورة وجود سبعة نواب
"

وأكد أن نتنياهو سيواصل مساعيه للإبقاء على النواب الستة الراغبين في الانفصال قريبين منه، راجيا أن يعثر على نائب سابع بغية توفير الفرصة لانقسام قانوني داخل كاديما، مرجحا أن تضاعف ليفني مساعيها المضادة للمحافظة عليهم معها.

 
وقال كريستال إن "حرص نتنياهو على بقاء حكومته موسعة مستقبلا في حال أدت المسيرة السياسية إلى مغادرة الأحزاب اليمينية الحكومة يبقى هدفا ثانويا لأنني لست متأكدا من أن نتنياهو سيخطو خطوات سياسية جدية في العلاقات مع الفلسطينيين".
 
كما أكد الخبير في الشؤون الحزبية يوسي فرطر أن دعوة نتنياهو إلى حكومة وحدة وطنية ليست سوى مناورة فاشلة وأنه سرعان ما سيكرر التجربة طمعا بنهش كاديما وسحب السجادة من تحت أقدام قائدته ليفني.
 
وأشار فرطر إلى أن نتنياهو أراد الإجهاز على المعارضة وتفتيت كاديما مراهنا على إمكانية ذلك لكونه حزبا يتكون من مركبات غير متجانسة سياسيا إضافة للخلافات الدائرة داخله على زعامة ليفني.
 
ومن جهته اعتبر وزير الدفاع الأسبق موشيه أرنز ما يجري بين كاديما والليكود فصلا جديدا في مسلسل "أكل لحم البشر" الجاري بين الأحزاب الإسرائيلية، مستبعدا وجود رغبة لدى نتنياهو في بناء ائتلاف جديد مستقبلا إذا تفككت حكومته.
 
لحوم البشر
وفي تصريح لإذاعة الجيش قال أرنز إن ظاهرة "أكل لحم البشر سياسيا" تكاد تكون غير موجودة في العالم الديمقراطي إلا في إسرائيل، وتابع انتقاده للفعاليات الحزبية، معتبرا أن حزب "كاديما كان البادئ حينما أسسه أرييل شارون عام 2005 مقتطعا أجزاء من حزبي الليكود والعمل".
 
وتوقع أرنز ذوبان كاديما مستقبلا لأنه "حزب مركب من نواب لا تربطهم أفكار مشتركة ويفتقرون إلى نواة مؤيدين صلبة بخلاف الأحزاب التقليدية".
 
وفي المقابل أكد المعلق السياسي في "هآرتس" عكيفا إلدار أن نتنياهو غير معني بتوسيع حكومته بسبب حرب وشيكة تهدد إسرائيل، بل يخشى من تهديدات المسيرة السياسية على سلامة حكومته، لاسيما أن هناك اتصالات جارية مع مصر والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية لهذا الغرض.
 

"
وزير الدفاع الأسبق موشيه أرنز اعتبر ما يجري بين كاديما والليكود فصلا جديدا في مسلسل "أكل لحم البشر" الجاري بين الأحزاب الإسرائيلية، مستبعدا وجود رغبة لدى نتنياهو في بناء ائتلاف جديد
"

وتابع أن "نتنياهو يريد ليفني لجانبه في الحكومة كي لا تستغل تداعي الائتلاف الحاكم وتسقطه من سدة الحكم، ومن يدري فليفني ربما تجدد تحالفها القديم مع زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان من خلف ظهر نتنياهو".

 
ويرجح إلدار عدم ضم نتنياهو أكبر حزب في إسرائيل لائتلافه الحاكم بدون منحه حقائب وزارية "ثقيلة" كالخارجية والأمن الداخلي، ووظيفة نائب رئيس الوزراء التي يشغلها وزراء من اليمين كانت وما زالت محفوظة لقادة كاديما.
 
كاديما رفض
يشار إلى أن حزب كاديما المعارض رفض بالإجماع دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إياه إلى الانضمام للائتلاف الحكومي مقابل حقيبتين وزاريتين واتهمه بعدم الجدية.
 
ومن جانبه اعتبر رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الكنيست حنا سويد للجزيرة نت أن رئيسة حزب كاديما أثبتت أنها لا تشكل بديلاً لنهج حكومة نتنياهو اليمينية.
المصدر : الجزيرة