الزيتون الأردني بموائد إسرائيلية

زيتون معروض للبيع
شهد الشهر الماضي تصدير نحو 7630 طنا من الزيتون الأردني لإسرائيل (الجزيرة نت)

محمد النجار-عمان

 
تثير قضية تصدير الزيتون الأردني لإسرائيل موجة من الجدل بين الحكومة التي تتحدث عن عدم وجود موانع قانونية لمنعه، وتجار يتحدثون عن وكلاء مختصين بالتعامل لإسرائيل، وخبراء يتحدثون عن تحويل الزيتون الأردني لزيت يصدر على أنه من منتجات "الأرض المقدسة"، والمقصود بها هنا إسرائيل.
 
وتكشف إحصاءات رسمية أن الشهر الماضي شهد تصدير نحو 7630 طنا من الزيتون الأردني لإسرائيل، وبمعدل 250 إلى 300 طن يوميا، مع تأكيد أمين سر جمعية مصدري الفواكه والخضر الأردنية عبد الرحمن غيث أن التصدير مستمر حتى أمس الثلاثاء وبنفس الوتيرة السابقة.
 
ويؤكد غيث للجزيرة نت أن قضية تصدير الزيتون الأردني لإسرائيل لا ترتبط بحصول المزارع الأردني على سعر أفضل من السعر المحلي.
 
وأشار إلى رفض الغالبية الساحقة من التجار التعامل مع إسرائيل "لاعتبارات وطنية"، أهمها ما تلحقه مثل هذه العلاقة من ضرر مباشر بالمزارع الفلسطيني.
 
وتحدث غيث عن أن إسرائيل "تلجأ لتجريف المزارع في الضفة الغربية ومحاربة شجرة الزيتون، بينما تلجأ لتعويض النقص في أسواقها بمنتجات أردنية"، معتبرا أن البعض يساعد الإسرائيليين مساعدة غير مباشرة على الإضرار بـ"الإخوة والأشقاء الفلسطينيين".


"
هناك ثلاثة محاصيل رئيسة تصدرها إسرائيل للأردن، هي المانغو والجزر والكاكا، بينما يصدر الأردن للكيان الصهيوني بشكل ثابت الزيتون الحب خلال موسمه سنويا
"

محاصيل ثابتة

وأكد أن هناك بدائل كثيرة أمام التاجر والمزارع الأردني للتصدير إذا رغب بذلك "كون الزيت والزيتون الأردني من أجود أنواع الزيتون والزيت عالميا".
 
ويتراوح سعر كيلو محصول الزيتون في السوق المحلي بين دولار إلى ثلاثة دولارات، فيما يزيد سعر صفيحة زيت الزيتون (16 كغم) عن 100 دولار، وهو ما يعده تجار "سعرا عادلا للمزارعين والتجار على حد سواء".
 
ويؤكد عضو مجلس نقابة المهندسين الزراعيين السابق، الخبير في شؤون "التطبيع الزراعي" بين الأردن وإسرائيل المهندس محمد بيبرس أن هناك محاصيل باتت "ثابتة" في التبادل الثنائي منذ توقيع معاهدة السلام بينهما عام 1994.
 
وقال بيبرس للجزيرة نت "هناك ثلاثة محاصيل رئيسة تصدرها إسرائيل للأردن، هي المانجو والجزر والكاكا، بينما يصدر الأردن بشكل ثابت الزيتون الحب خلال موسمه سنويا للكيان الصهيوني"، ولفت إلى أن المنتجات الزراعية الإسرائيلية تصل للمستهلك الأردني "بعد طمس مصدرها".
 
وتابع "ما يساعد على ترويج هذه المنتجات خاصة المانجو بيعها للمستهلك الأردني بأسعار أقل أحيانا من السعر في الأسواق الإسرائيلية".
 
وكشف بيبرس عما وصفها "أساليب احتيال يمارسها متعهدون من عرب 1948 وتجار أردنيون تقوم على شراء محاصيل الزيتون وهي على أشجارها في وقت مبكر من الموسم الزراعي ما يدفع المزارعين للبيع دون معرفة أن الزيتون سيصدر في النهاية لدولة العدو".

سيدة ريفية أردنية تنتظر دورها لعصر زيت الزيتون (الجزيرة نت)
سيدة ريفية أردنية تنتظر دورها لعصر زيت الزيتون (الجزيرة نت)

الأرض المقدسة

وبرأي الخبير الزراعي يذهب الزيتون الأردني  لأكثر من مصدر في إسرائيل، فـ"هناك كميات تذهب لمصانع المخللات الإسرائيلية، وبعضه يذهب لمصانع تقوم بعصره وتصدره لأسواق الولايات المتحدة وأوروبا على أنه من منتجات الأرض المقدسة المسجلة في تلك الدول لشركات إسرائيلية".
 
ويعمل بيبرس مع خبراء آخرين على إجراء بحث عن وجود تمويل من جهات دولية كالبنك الدولي، وأخرى داخل الأردن وإسرائيل لدعم تبادل المنتجات الزراعية بين البلدين وبيعها بأسعار مدعومة "لتحقيق التطبيع وكسر الحاجز النفسي لدى الأردنيين في التعامل مع الإسرائيليين".
 
ويثير تصدير الزيتون الأردني احتجاجات معارضين وكتاب صحفيين طالبوا بإبعاد الزيتون الأردني "عن موائد المحتلين".
 
وكشفت وزارة الزراعة الأردنية مؤخرا في رد على سؤال لرئيس كتلة العمل الإسلامي في البرلمان حمزة منصورة أن الأردن استورد 2768 طنا من المنتجات الزراعية الإسرائيلية في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
 
ومن المقرر أن يبحث مؤتمر لمقاومة التطبيع يعقد في عمان في الثلث الأخير من الشهر الجاري في طرق مواجهة التطبيع الزراعي المتصاعد بين عمان وتل أبيب.
 
وقد كشف أحد منظمي المؤتمر للجزيرة نت أن التشهير بأسماء تجار ومزارعين يتعاملون مع إسرائيل وإعلانها للرأي العام سيكون أحد الخيارات "لفضح شركاء العدو التجاريين".
المصدر : الجزيرة