جنوب الصومال.. تغير لافت

الملعب الرياضي، هو الاستديو الوحيد في كيسمايو
الملعب الرياضي الوحيد في كيسمايو تحول لساحة لإقامة الحدود الشرعية (الجزيرة نت)
 
عبد الرحمن سهل-كيسمايو
شهدت بعض المظاهر الاجتماعية في معظم مناطق جنوب  الصومال تغيرا لافتا بعد أن خضعت لسيطرة حركة الشباب المجاهدين.
 
التغييرات التي وصفت بأنها جوهرية شملت عادات راسخة ذات صلة بالطرق الصوفية، والسحر والشعوذة، إضافة إلى مظاهر إسلامية صارمة فرضت على النساء، فضلا عن اختفاء الفرق الرياضية عن الأنظار، ومشاهدة كرة القدم، وإغلاق دور السينما، ومنع تداول أشرطة الغناء.
 
يقول الشيخ حسين شيخ علي فيدو مسؤول الدائرة السياسية لحركة الشباب المجاهدين للجزيرة نت "بفضل الله تم تدمير وإزالة المعابد الخاصة للطرق الصوفية في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة الولايات الإسلامية التابعة لحركة الشباب المجاهدين".
 
وأضاف "من أهدافنا الرئيسة تصحيح الانحرافات العقدية التي انتشرت في الصومال، وإنشاء إمارة إسلامية".
 
كما تحدث عن عدم إهمال الجوانب الأخرى، مثل "إزالة مئات الحواجز التي كانت منصوبة لقطاع الطرق واللصوص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة، وإصلاح ذات البين بين القبائل الصومالية، ونشر فكرة الاعتماد على النفس في أوساط الشعب".
 
صنيعة إثيوبية
كما شن الشيخ حسين شيخ علي فيدو هجوما على جماعة أهل السنة والجماعة, ووصفها بأنها "صنيعة إثيوبيا". كما اتهم الجماعة بخوض ما سماها حربا بالوكالة "ضد المجاهدين وسط الصومال".
 
ويرى الكاتب والمحلل الصومالي عبد النور معلم أن إثيوبيا استثمرت العلاقات المتوترة بين التيار الجهادي السلفي الصومالي والطرق الصوفية. وتوقع تراجع دورها في جنوب الصومال نتيجة سيطرة السلفيين.
 

حسين شيخ علي فيدو: نجحنا بتغيير عادات مخالفة للشريعة (الجزيرة نت)
حسين شيخ علي فيدو: نجحنا بتغيير عادات مخالفة للشريعة (الجزيرة نت)

ظاهرة الحجاب

وفيما يتعلق بالحجاب, قال حسين شيخ للجزيرة نت إن الظاهرة كانت منتشرة في أوساط النساء الصوماليات منذ ما قبل الحكومة المركزية المنهارة عام 1991. وأضاف "ما قمنا به الآن مطالبة النساء اللائي لا يرتدين الجلباب بستر أجسادهن بالحجاب الشرعي".
 
كما رفض ما صدر عن الرئيس شريف شيخ أحمد الذي اتهم الإسلاميين بفرض "زي غير معروف على النساء، لجني شركات تجارية موالية للإسلاميين أرباحا طائلة". ووصف الاتهام بأنه عار عن الصحة.
 
صنيعة يهودية
أما الملاعب الرياضية فقد تحولت ساحاتها إلى أماكن لإقامة الحدود الشرعية وأداء الشعائر الدينية, حيث غابت الفرق الرياضية مع عدم وجود ملاعب صالحة للاستخدام، وعدم وجود مؤسسات رياضية أهلية تشجع النشاط الرياضي فيها.
 
وفي هذا السياق يقول الشيخ حسين للجزيرة نت "نعتقد أن كرة القدم جزء من مؤامرات أعداء الإسلام، وهي صنيعة يهودية، لهدر طاقات الشباب المسلم، وصده عن الاعتزاز بدينه، والدفاع عن الإسلام عبر الجهاد".
 
كما اعتبر أن كرة القدم "تنشر الأفكار غير الإسلامية في أوساط الشباب، وتربط أجيال الشباب بمشاهير كرة القدم، وتواريخهم، وتبعهدهم عن تاريخهم الإسلامي المجيد". كما قال إن اللعبة "تتعارض مع الحياء".
 
وأشار في هذا السياق أيضا إلى إغلاق حركة الشباب المجاهدين دور العرض للسينما، ومنع تجارة آلات اللهو والموسيقى، إضافة إلى التصدي لظاهرة السحر والشعوذة التي كانت منتشرة بصورة واسعة بالجنوب.
المصدر : الجزيرة