مستشفى كيسمايو الصومالي.. عنوان مأساة شعب بأكمله

المستشفى العام في كيسمايو.- تقر ير من كيسمايو
المستشفى العام في كيسمايو من الخارج (الجزيرة نت)

عبد الرحمن سهل يوسف-كيسمايو

 
يواجه سكان مدينة كيسمايو الواقعة جنوبي الصومال والمناطق المجاورة لها مخاطر صحية حقيقية نتيجة غياب مستشفيات عامة أو متخصصة تقدم الخدمات الطبية اللازمة للمرضى في الوقت المناسب.
 
أما المستشفى الوحيد في المدينة الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1931 بتمويل من بعثة تبشيرية إيطالية إبان الاستعمار الإيطالي لجنوب الصومال، فيعكس معاناة المرضى الصوماليين في المحافظة بعدم وجود كادر طبي قادر على معالجتهم.
 
وتبدو في وجوه أغلب المترددين على المستشفى الحيرة بسبب ضيق اليد لإنقاذ حياة فلذات أكبادهم وأحبائهم وقليل منهم من يذهب إلى كينيا للعلاج إذا قدر الله لهم الوصول إلى نيروبي بسلام، حسبما قال مدير المستشفى الدكتور علي حسن أحمد للجزيرة نت.
 
تقدر المساحة الكلية لمستشفى كيسمايو بنحو ألف متر مربع ويضم 91 غرفة موزعة على عدة أقسام يعمل منها فقط حاليا قسما الطوارئ والجراحة.
 

الدكتور علي حسن أحمد (يمين) أثناء عملية صغيرة في غرفة العمليات (الجزيرة نت)
الدكتور علي حسن أحمد (يمين) أثناء عملية صغيرة في غرفة العمليات (الجزيرة نت)

إمكانيات محدودة


يقول حسن أحمد إن إمكانيات المستشفى محدودة جدا نتيجة قلة الإمكانيات المادية والطبية، ورغم اتساعه لـ300 سرير فإن المتاح الآن لا يتجاوز 50 سريرا لضعف الإمكانيات المادية.
 
وأضاف أن إدارة المستشفى تستقبل يوميا معدل 15 شخصا أغلبهم في قسم الطوارئ، وكان من المفترض أن يستقبل أعدادا أكبر من ذلك، غير أن النقص الحاد في الكادر الطبي والأدوية والمعدات الطبية إضافة إلى انتشار الفقر بين سكان مدينة كسمايو وما حولها، أدى إلى أن يصبح الناس فريسة للأمراض المعدية التي تقضي على حياتهم رويدا رويدا.
 
ويتلقى المرضى العلاج أحيانا بطرق تقليدية كالطفل هاند سليمان الذي لا يتجاوز عمره 6 أشهر، في حين يصارع البعض الآخر المرض خارج غرف المستشفى وتحت الأشجار في الداخل بسبب ارتفاع مستوى الحرارة في الغرف التي تفتقر هي الأخرى إلى أبسط وسائل العناية.
 
مستشفى كيسمايو العام هو الوحيد في محافظة جوبا السفلى التي يقدر عدد سكانها بنحو 700 ألف نسمة.
 
وقال الدكتور أحمد "تتلقى إدارة المستشفى من الإدارة الإسلامية في كيسمايو مساعدات مالية للوقود ورواتب العاملين البالغ عددهم 57 شخصا، حيث يتراوح الراتب ما بين 40 إلى 50 دولارا.
 
وأشار إلى أن تلك المساعدات القليلة موجهة إلى العاملين، حيث لا تستطيع إدارة المستشفى شراء المعدات الطبية والأدوية وجلب الكوادر الطبية من الخارج أو من المناطق الصومالية الأخرى.

الطفل المريض هاند سليمان وبجانبه والدته (الجزيرة نت)
الطفل المريض هاند سليمان وبجانبه والدته (الجزيرة نت)

ظروف قاسية

ويعمل المستشفى في ظل ظروف قاسية وحرجة للغاية، حيث يعمل طبيب واحد هو مدير المستشفى نفسه، وهو متخصص في الجراحة العامة، وقد تخرج من كلية الطب بالجامعة الوطنية قبل انهيار الحكومة الصومالية عام 1991، ومساعدوه أربعة فقط، ومستواهم التعليمي لا يتجاوز الثانوية العامة.
 
وأضاف الدكتور أحمد "يوجد الآن في كيسمايو وحولها أكثر من 300 حالة خطيرة -أغلبها من النساء- يعيش أصحابها في ظروف إنسانية خطيرة، وإذا لم يتم إنقاذهم بإجراء عمليات جراحية في الوقت المناسب فإن مصيرهم الموت المحتوم".
 
وتابع "لا نستطيع تقديم المساعدة الطبية لهؤلاء المرضى بسبب عدم وجود الكادر الطبي المتخصص في إجراء العمليات الجراحية المعقدة التي تتطلب تخصصا وخبرة ومعدات طبية حديثة، ومن هذه الحالات أمراض النساء الناجمة في أغلب الأحيان عن الولادة".
 
نداء
ووجه مدير المستشفى الدكتور علي حسن أحمد نداء عاجلا عبر الجزيرة نت إلى العالم لإنقاذ المستشفى العام في كيسمايو من الانهيار بتقديم مساعدات عاجلة، وخاصة الكادر الطبي والمعدات الطبية والأدوية وغيرها.
المصدر : الجزيرة