أطفال غزة يصبحون ويمسون بين القصف ورعب الكوابيس

أطفال يبكون هرباً من الصواريخ الإسرائيلي
أطفال يبكون هرباً من الصواريخ الإسرائيلية (الجزيرة نت)
 
ضياء الكحلوت-غزة
 
فشلت محاولات الحاج خليل أحمد (56 عاماً) من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة في إبعاد أحفاده الثلاثة (خليل وعدنان وأمير) عن مشاهدة التلفزيون لما يبث خلاله من صور مرعبة قد تؤثر على حياتهم في ظل نقلها مشاهد الدمار والقتل التي تجري في قطاع غزة منذ أسبوع بشكل مباشر.
 
وكلما أغلق أحمد التلفزيون يقوم أحفاده بالانتقال للغرفة المجاورة التي بها أيضاً جهاز آخر محاولين متابعة ما يجري رغم أن أعمارهم تتراوح بين أربع وثماني سنوات، وهو ما يؤدي إلى دب الرعب والخوف في قلوبهم.
 
وأفاد الحاج خليل للجزيرة نت بأنه يحاول إبعاد أحفاده عن مشاهدة الدمار والقتل وأشلاء الشهداء، التي تبثها الفضائيات كي لا يصاب الأطفال بأمراض نفسية وعضوية عقب خوفهم وتدمرهم مما يشاهدون.
 
وعلق "ما ذنب الأطفال أن يقتلوا، هل هم يقاتلون إسرائيل أم إن الاحتلال يريد أن يعاقب كل ما هو فلسطيني؟ هذا إجرام وحرام".
 
وبينّ الحاج الخمسيني أن الاحتلال لم يضع لنفسه محرماً خلال حربه على قطاع غزة حيث قتل الأطفال والنساء ودمر المساجد وبيوت الآمنين والجامعات والمقار الخدماتية للحكومة الفلسطينية، منبهاً إلى أن ما تقوم به إسرائيل جرائم حرب بامتياز.
 
وشرح خليل أن أحفاده يعانون كوابيس ليلية مما يشاهدونه على شاشات الفضائيات ومما يسمعونه من أصوات تصاحب إطلاق الطائرات الحربية الإسرائيلية صواريخها وقذائفها على الفلسطينيين، مبيناً أن اللغة السائدة على ألسنة الأطفال هي "يهود.. طخ .. نار.. شهيد".
 
الاعتداءات الإسرائلية على غزة قتلت أكثر من سبعين طفلا وجرحت المئات (الفرنسية)
الاعتداءات الإسرائلية على غزة قتلت أكثر من سبعين طفلا وجرحت المئات (الفرنسية)

قتل الأطفال
أما حفيده، خليل ذو الثمانية أعوام فأشار إلى أن الاحتلال يقتل الأطفال حتى يموت الشعب الفلسطيني، وقال "يقتلون الأطفال حتى نموت جميعاً ولا يبقى شعب فلسطين".

 
وأضاف خليل -الذي استشهد أحد أصدقائه بغارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لوكالة الغوث (أونروا)- "صاحبي قتلوه اليهود عشان يخلوا أهله يصيحوا (يبكوا)، وبدهمش (لا يريدون) يخلوا طفل في غزة عايش بدهم يموتونا كلنا".
 
وتشير جمعية حقوق الطفل الفلسطيني وأطباء إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى حتى اللحظة إلى مقتل ما يزيد عن السبعين طفلاً، وجرح المئات من الأطفال.
 
واتهمت الجمعية في نداء استغاثة وجهته إلى العالمين العربي والإسلامي، إسرائيل بالتعدي على حقوق الإنسان وحقوق الأطفال في القطاع واتخاذ الأطفال هدفاً ثابتاً للعدوان البربري على غزة.
 
وذكرت جمعية حقوق الطفل إنها تنظر بخطورة بالغة لاستمرار التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يعاني من أزمة خانقة في جميع مجالات الحياة وعدم توفير المواد الغذائية والوقود والمياه والكهرباء وهذا ما يحرم الأطفال وعائلاتهم من أبسط حقوقهم في الحياة.
 
ودعت الجمعية إلى إلزام الحكومة الإسرائيلية باحترام المواثيق والمعاهدات الدولية القاضية بحماية الأطفال وقت الحرب.
المصدر : الجزيرة