استياء صربي وترحيب بوسني بقرار أوروبا بشأن سربرنيتشا

رفات ضحايا سربرينتسا تم الكشف في الاحتفال بالذكرى ال13 (الجزيرة نت)
مجموعة من رفات ضحايا سربرنيتشا تم الكشف عنها في الذكرى الـ13 للمجزرة (الجزيرة نت)
                                                   
إبراهيم القديمي-سراييفو
 
أثار قرار البرلمان الأوربي الخاص بإحياء ذكرى مجزرة سربرنيتشا في دول الاتحاد الأوروبي واعتبارها ذكرى سنوية، ارتياحا بالغا بالأوساط السياسية والشعبية وأهالي الضحايا بالبوسنة في حين خلف غضبا ورفضا لدى الأوساط الصربية.
 
وكان أعضاء البرلمان صوتوا الخميس بأغلبية 556 صوتا على إحياء الذكرى السنوية لمجزرة سربرنيتشا واعتبارالـ11 من يوليو/ تموز من كل عام يوم حزن بدول المنظومة الأوروبية تضامنا مع أسر الضحايا، وجاء القرار بناء على طلب رسمي تقدمت به البوسنة في وقت سابق.
 
واعتبر رئيس العلماء ومفتي عام البوسنة مصطفى تسيريتش القرار اعترافا ضمنيا من أوروبا بخطئها في التعاطي مع المجزرة التي راح ضحيتها ثمانية آلاف مسلم، وتمنى أن يؤدي القرار إلى الصلح بين العرقيات وتحقيق العدل وعدم تكرار مثل تلك الجرائم البشعة في المستقبل.
 
غسل الضمير

مصطفى تسيرتش اعتبر القرار اعترافا ضمنيا من أوروبا بخطئها (الجزيرة نت)
مصطفى تسيرتش اعتبر القرار اعترافا ضمنيا من أوروبا بخطئها (الجزيرة نت)

وقال تسيريتش للجزيرة نت إن تصويت  المجموعة الأوربية فتح الأمل للناس في البوسنة للعيش في سلام "ولن يطارد بعضهم بعضا لأسباب عرقية أو دينية". كما أشار إلى أن مسؤولية مذبحة سربرنيتشا لا تقع على عاتق الشعب الصربي بأكمله وإنما على من ارتكبوها. 

من جهتها أشادت رئيسة جمعية أمهات سربرنيتشا وجابا منيرة سوبشتش بالقرار الأوروبي واعتبرته احتراما لأمهات الضحايا.

 
وقالت سوبشتش في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن أوربا غسلت ضميرها من موقفها الخاطئ تجاه سربرنيتشا حينما صمتت عن المجزرة آنئذ، ولم تهتم بسربرنيتشا رغم أنها كانت منطقة آمنة بقرار صادر عن مجلس الأمن عام 1993.
 
كما انتقدت الذين يشككون بحدوث المجزرة موضحة أن بعض مسؤولي صرب البوسنة  أظهروا من خلال تصريحاتهم وقوفهم وراء المجزرة، وافتخارهم بأعمال القائد الميداني السابق راتكو ملاديتش الذي أشرف على عمليات القتل الجماعية التي تمت بسربرنيتشا تحت سمع وبصر القوات الهولندية.
قرار باطل
وعلى الجانب الأوروبي، أثار قرار إحياء الذكرى السنوية لمجزرة سربرنيتشا حفيظة رئيس وزراء جمهورية صرب البوسنة الذي اعتبره قرارا خاطئا وغير ملزم للجمهورية.
 
وقال ميلوراد دودك بمؤتمر صحفي إن الدول الأوروبية أعطت اهتماما لضحايا المسلمين البوسنيين، وتجاهلت ضحايا الحرب من العرقيات الأخرى والبالغ عددهم 96 ألفا.
 
لكن عددا من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية بالعاصمة
بانيالوكا أيدت القرار واعترفت بالمجزرة، وناشدت حكومة صرب البوسنة احترام قرار البرلمان الأوروبي وتخصيص الـ11 من يوليو/ تموز يوم حزن وحداد.
المصدر : الجزيرة