ضغوط وانتقادات واسعة لسياسات الرئيس الصومالي

AFP Somali President Abdullahi Yusuf Ahmed (R) and his Prime Minister Nur Hassan Hussein attend the funeral of General Abdi Kahiye Farah

الرئيس عبد الله يوسف (يمين) ورئيس الوزراء نور حسن حسين (الفرنسية-أرشيف)
مهدي على أحمد-مقديشو

يواجه الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد ضغوطا شعبية وإقليمية ودولية متزايدة منذ أن أعاد زعيم الحرب السابق محمد عمر حبيب إلى منصبه عمدة للعاصمة مقديشو بعد أن أقاله رئيس الوزراء.
 
فقد شجب مجلس قبائل الهويا في بيان له سياسات الرئيس، واعتبر أن قراره سيعيق المصالحة الوطنية وطالبه بعدم الانحياز لشخصيات لها تاريخ حافل بالجرائم.
 
كما انتقد وزراء وبرلمانيون سياسيات الرئيس عبد لله يوسف وقالوا إنه يسعى جاهدا لوقف التأييد الشعبي الذي تتلقاه اتفاقية جيبوتي باستخدام أوراق سياسية من قبيل رفضه أن تنضم للاتفاقية جميع الفصائل المعارضة للوجود الأجنبي مثل حركة شباب المجاهدين.
 
كما انتقدت تلك الشخصيات محاولات الرئيس المتكررة لإسقاط أي حكومة تباشر مفاوضات مع المعارضة وذلك رغبة منه بالدفع في اتجاه تطهير قبائل الهويا وتهجيرها عن مقديشو وضواحيها، حسب ما يعتقد مسؤول في مجلس قبائل الهويا طالب بعدم الكشف عن اسمه.
 

البعض يقول إن إثيوبيا بدأت تخطط لسحب قواتها من الصومال (الفرنسية-أرشيف)
البعض يقول إن إثيوبيا بدأت تخطط لسحب قواتها من الصومال (الفرنسية-أرشيف)

تراجع إثيوبي
من جهة أخرى يرى البعض أن إثيوبيا بدأت تتراجع عن مواقفها المؤيدة للرئيس الصومالي وبدأت تميل أحيانا لصالح رئيس الوزراء نور حسن حسين.
 
وعلمت الجزيرة نت من مصادر موثوقة أن القائد العام للقوات الإثيوبية المنتشرة بالصومال الجنرال قبري -الذي يقال إنه يحكم البلاد من وراء الكواليس- طالب الرئيس عبد لله يوسف بالخضوع لرغبة الشارع الصومالي للسلام وعدم تعطيل العملية السلمية.
 
وأضافت تلك المصادر أن الجنرال قبري طالب الرئيس الصومالي بالموافقة على قرار رئاسة الوزراء عزل عمدة مقديشو.
 
وحسب تلك المصادر فإن العسكري الإثيوبي ألمح للرئيس الصومالي إلى أن إثيوبيا ستضطر إلى تغييره بشخصية تجد قبولا ودعما شعبيا وتأييدا دوليا وإقليميا إذا استمر في نهجه الحالي.
 
وترى المعارضة وقبائل الهويا أن رئيس البلاد أكبر عقبة في الوقت الراهن أمام تنفيذ اتفاقية جيبوتي، وتعتبره شرائح عدة في المجتمع الصومالي رجلا متعصبا يريد تنفيذ أجندة قبلية خاصة وتسخير القوات الإثيوبية في ذلك الاتجاه.
 
ويرى البعض أن إثيوبيا أدركت أخيرا أنه يجب عليها نهج سياسة مرنة مع جميع القبائل الصومالية لتسهيل الانسحاب مع تحقيق أدنى ما كانت تتمناه وهو الخروج من الصومال دون هزيمة.
 
ودعا رئيس مجلس قبائل الهويا أحمد حسن حاد المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الرئيس عبد الله يوسف لأن الأمور ستزداد تدهورا إذا لم يضغطوا من أجل عدم التضييق على صلاحيات الحكومة.
 

قوات حكومية صومالية في أحد مراكز الشرطة بالعاصمة (الجزيرة نت)
قوات حكومية صومالية في أحد مراكز الشرطة بالعاصمة (الجزيرة نت)

حشد قوات
وأضاف حاد في حديث مع الجزيرة نت أن رئيس البلاد يحشد يوميا قوات إثيوبية جديدة بمقديشو فيما يبحث رئيس الوزراء عن أرضية جديدة لانسحاب القوات الإثيوبية، واعتبر ذلك بمثابة ناقوس خطر.
وفي هذا الإطار، فقد وصلت إلى مقديشو قوات شرطة وقوات مسلحة صومالية تم تدريبها حديثا في إثيوبيا وكانت هدفا لعملية تفجيرية أسفرت عن مقتل خمسة من أفرادها وإصابة عدد آخر.
 
وفي تطور آخر شهدت مدينة أفقوي بولاية شبيلي مواجهات دامية بين قوات حكومية وقوات تابعة لمسؤولين في الولاية رفضوا التنحي من مناصبهم بعد أن أصدر الرئيس الصومالي الأسبوع الماضي مرسوما يقضي بعزلهم.
وأفاد شهود عيان بأنه تم العثور صباح اليوم على ثلاث جثث في زي مدني في مدينة أفقوي الواقعة على بعد 30 كيلومترا غربي مقديشو.
المصدر : الجزيرة