أهالي مفقودين سياسيين ينظمون وقفة احتجاجية بليبيا

الاحتجاج جاء بعد طلب دفاع الدولة تأجيل النظر في القضية إلى سبتمبر القادم مما اعتبره الأهالي مزيداً من المشاكل الاجتماعية والصحية والنفسية(الجزيرة نت).

الأهالي طالبوا السلطات بالكشف عن مصير ذويهم (الجزيرة نت)

خالد المهير-بنغازي

نظم عشرات من أهالي من يسمون بالمفقودين السياسيين في الجماهيرية الليبية وقفة احتجاجية أمام محكمة شمال بنغازي الابتدائية حيث تتداول المحكمة دعاوى قضائية تطالب فيها أكثر من 130 عائلة بالكشف عن مصير ذويهم وتحديد أماكنهم أو تبليغهم رسميا بوفاتهم وتسليم رفاتهم، إلى جانب تسليم المستندات والوثائق التي تفيد بوفاتهم.

وجاء احتجاج الأهالي بعد طلب دفاع الدولة تأجيل النظر في إحدى الدعاوى المرفوعة أمام المحكمة إلى 3/9/2008 لتزويد هيئة المحكمة بقوائم المفقودين.

منذ 12 عاما
ويطالب الأهالي السلطات بسرعة التحرك لتحديد أماكن وجود ذويهم بعد تعذر كافة سبل ووسائل الاتصال بهم منذ يونيو/ حزيران 1996، وما ترتب على عمليات الاعتقال والاختفاء القسري من تداعيات قانونية واجتماعية خاصة فيما يتعلق بالإجراءات والمستندات الرسمية.

ويأتي هذا الاحتجاج بعد أسبوع على قرار نفس المحكمة إلزام السلطات المعنية بضرورة الكشف عن مصير ما يقارب مائة معتقل سياسي من بين (1200) أغلبهم من ذوي التوجهات الإسلامية، تقول منظمات حقوقية ليبية في الخارج إن "السلطات قضت عليهم في حادثة قتل جماعي بسجن أبو سليم في مدينة طرابلس في يونيو/ حزيران 1996".

ورفعت زوجات وأطفال وأمهات السجناء صور المفقودين وسط هتافات تنادي بضرورة تدخل الزعيم معمر القذافي لإنهاء أبرز ملف حقوقي في الجماهيرية.

فتحي تربل (الجزيرة نت)
فتحي تربل (الجزيرة نت)

من جانبها تعاملت السلطات الأمنية وقوات الأمن المركزي بهدوء مع الأهالي، ونجحت مساعيهم بفض الاحتجاج دون وقوع مصادمات.

حكايات إنسانية
وفي حديث مع الجزيرة نت قال شقيق السجين السياسي إسماعيل تربل، وصهر السجين جمال مفتاح الربع، وابن عم المفقود خالد أبو راوي إن شقيقه اعتقل بتاريخ 18/1 /1989.

ووصف المحامي فتحي تربل طريقة اعتقال شقيقه بالمروعة، مشيراً إلى أنه تزامن مع قدوم ابنته الصغيرة التي تعاني حالياً مع مرض السكري.

وقال إنه بعد غياب طويل لشقيقه عن طفلته الصغيرة وزوجته تدهورت أوضاع الأسرة الصحية والنفسية حيث أصيبت زوجته بعدة أمراض منها السكري والضغط والذبحة الصدرية وانفصال في الشبكية، وأجريت لها ثلاثة علميات في القلب قبل أن تتوفى العام الماضي لتترك طفلة يتيمة الأم ومحرومة من الأب.

شقيق السجين السياسي عبد الله بن سعود (الجزيرة نت)
شقيق السجين السياسي عبد الله بن سعود (الجزيرة نت)

أما عادل شقيق السجين السياسي عبد الله بن سعود فقال للجزيرة نت إن شقيقه كان يعمل مهندساً بالشركة العامة للكهرباء، وأصدرت الجهات الرسمية قرار إيفاده في دورات إلى ألمانيا وسويسرا، وذهب على حسابه الخاص إلى بريطانيا وأثناء عودته إلى البلاد قبض عليه في الحدود الليبية التونسية عام 1995، وانقطعت أخباره منذ يونيو/ حزيران 1996.

وتحدث فؤاد بن عمران للجزيرة نت عن قضية شقيق زوجته توفيق بن عمران الذي قام بتسليم نفسه إلى البحث الجنائي في مدينة بنغازي بتاريخ 1/7/1995 "ومنذ ذلك التاريخ لا نعلم إن كان على قيد الحياة أو توفي في حادثة القتل الجماعي في بو سليم".

وأضاف "لا نعلم جريمته حتى اليوم، رغم أنه كان من خيرة المهندسين الليبيين في جهاز النهر الصناعي، ولم يحمل السلاح ضد الثورة".

المصدر : الجزيرة