وفاة معتقل فلسطيني تفتح ملف التعذيب بسجون السلطة

AFP/Palestinian security forces loyal to Palestinian president Mahmud Abbas snatch an alleged Hamas member in the West Bank city of Jenin,

الشرطة الفلسطينية تعتقل أحد أنصار حماس في جنين منتصف يونيو/ حزيران الماضي (الفرنسية-أرشيف)


عوض الرجوب-الضفة الغربية
  
 
تفتح وفاة مجد البرغوثي (43 عاما) في سجن المخابرات الفلسطينية بمدينة رام الله بالضفة ملف الاعتقال السياسي في سجون السلطة.
 
ورغم الموقف الرسمي للسلطة برفضها تتواصل الاعتقالات وتنشر بين حين وآخر إفادات معتقلين "تعرضوا لتعذيب قاس".
 
المخابرات أكدت أن الوفاة طبيعية وقدمت التعازي لذوي الفقيد، وقالت إنه "اشتكى الأربعاء الماضي آلاما في البطن ونقل فورا إلى مشفى في رام الله وتبين أن حالته لا تستدعي البقاء".
 
عضلة القلب
ونقلت صحيفة الحياة الجديدة عن النيابة العامة قولها إنه تبين من التقرير الطبي القضائي "عدم وجود أي آثار لشدة خارجية أو عنف على جميع أنحاء الجثة"، وتبين "وجود تضخم بعضلة القلب" وقالت إن "سبب الوفاة طبيعي ذو منشأ مرضي".
 
لكن حماس تقول إن البرغوثي توفي تحت التعذيب. كما نفت عائلته إصابته بأي مرض, فهو لم يكن يراجع أي طبيب.
 
وطالبت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بتحقيق جدي، وقالت إن البرغوثي الذي أدخل إلى المستشفى قبل ثلاث أيام كان "يعانى من آلام حادة في المعدة، كما كانت تظهر علي جسده علامات تعذيب"، ومع ذلك أعيد إلى سجن جهاز المخابرات "رغم معارضة الأطباء لذلك".
 
نفي رسمي
وزير الداخلية عبد الرزاق اليحيى دافع عن الاعتقالات وقال إنها وفق القانون. وجدد رفضه استخدام التعذيب، فـ"لا نقبل به إطلاقا، وهناك تعليمات واضحة لكل الأجهزة الأمنية بعدم استخدام التعذيب".
 
وعن الوفاة قال للجزيرة نت إن تقرير الطبيب الشرعي واضح "ولم يتحدث عن آثار تعذيب أو كدمات، ومختلف الجهات المعنية أعلنت موقفها، كما أصدر الرئيس تعليمات للنائب العام بالتحقيق".
 
تقرير الطبيب الشرعي قال إن البرغوثي توفي بسبب تضخم بعضلة القلب (الجزيرة نت)
تقرير الطبيب الشرعي قال إن البرغوثي توفي بسبب تضخم بعضلة القلب (الجزيرة نت)

وقال اليحيي إن الاعتقالات تتم لفترة قصيرة جدا ولا يبقى المعتقلون لفترات طويلة إلا في حالات التحقيق وتحديدا مع من لديهم أسلحة أو وسائل قتالية ولديهم تعليمات بالقيام بأعمال معينة ضد السلطة.

 
لكن باحث المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فهمي شاهين يؤكد استمرار الاعتقال السياسي في سجون السلطة ووجود تعذيب.
 
وقال للجزيرة نت إن "عشرات المواطنين والنشطاء اعتقلوا بصورة مخالفة للقانون ولما تنص عليه اتفاقيات حقوق الإنسان", وحول عدد منهم للقضاء وتقرر الإفراج عنهم لعدم قانونية الاعتقال وعدم ثبوت التهم.
 
1500 معتقل
من جهته تحدث نائب حماس أيمن ضراغمة عن "استمرار الاعتقالات السياسية وحالات التعذيب في سجون السلطة"، وقال إن 1500 على الأقل دخلوا سجون السلطة، والعشرات ما زالوا رهن الاعتقال.
 
وأضاف أن السجون تشهد "حالات تعذيب قاسية جدا"، واستشهد بحالة معتقل من قرية سالم قرب نابلس "تعرض للضرب الشديد بواسطة مفكات في العمود الفقري ما سبب شلله".
 
وقال إن المعتقلين يُتهمون عادة بالانقلاب على الشرعية باعتبارهم جزءا من حماس، ويُسألون عما إذا كان لديهم سلاح يضغط عليهم لتسليمه، ويطلب منهم هيكلية حماس وتنظيمها في الضفة.
 
ومع ذلك تحدث ضراغمة عن اتصالات وجهود برلمانيين من مختلف الكتل مع الحكومة لوقف المخالفات، بينها لقاءات مع الرئيس ورئيس الوزراء لم تؤت ثمارها بعد.
 
وأعلن في مدينة رام الله عن تشكيل لجنة برلمانية تضم جميع الكتل باستثناء فتح وحماس، للتحقيق بحيادية في ظروف الوفاة، وزيارة سجون الضفة وغزة للاطلاع على أوضاع المعتقلين.
المصدر : الجزيرة