مشاريع الصرف الصحي المؤقتة تهدد بغرق مناطق بغزة
16/12/2008
تسبب توقف مشاريع البنى التحتية جراء رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الخام اللازمة لاستكمال هذه المشاريع ومعالجة وتصريف مياه الصرف الصحي في تردي الوضع البيئي والحياتي لسكان قطاع غزة.
ويخشى وقوع كارثة إنسانية وبيئية خطيرة بفعل تسرب المياه العادمة وتضرر المناطق الزراعية والسكنية المجاورة لها بفعل استمرار ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة صوب أحواض التجميع المؤقتة التي حفرت في السنة ونصف السنة الأخيرة في مناطق شمال وجنوب غرب القطاع للتغلب على المشكلة.
وتشكل مدينة خان يونس -ثاني كبرى مدن قطاع غزة- نموذجا صارخا لحالة التردي التي وصل إليها سكان غزة بفعل استمرار الحصار وتوقف مشاريع التنمية الممولة من الدول المانحة منذ أكثر من عامين.
فنتيجة لتوقف مشروع المجاري الذي أتيح البدء به لأول مرة منذ احتلال المدينة عام 1976، اضطرت البلدية إلى ضخ مياه المجاري في أحواض كبيرة غرب المدنية لحين العودة إلى استكمال مشروع تجميع ومعالجة مياه الصرف.
تخوف شديد
لكن أهالي منطقة المواصي القريبة من شاطئ البحر يبدون تخوفهم الشديد من خطر فيضان تلك الأحواض وغرق منطقتهم الزراعية والسكنية بالكامل على غرار فيضان أحواض الصرف الصحي المجاورة لقرية أم النصر شمال القطاع العام الماضي، وتسببها في مقتل خمسة مواطنين وإصابة المئات وتشريد المئات.
لكن أهالي منطقة المواصي القريبة من شاطئ البحر يبدون تخوفهم الشديد من خطر فيضان تلك الأحواض وغرق منطقتهم الزراعية والسكنية بالكامل على غرار فيضان أحواض الصرف الصحي المجاورة لقرية أم النصر شمال القطاع العام الماضي، وتسببها في مقتل خمسة مواطنين وإصابة المئات وتشريد المئات.
الحاج محمد المجايدة أحد سكان المواصي عبر للجزيرة نت عن تخوفه الشديد من تسرب مياه الصرف من أحد أحواض تجميع الأربعة قبل نحو شهر.
وأشار إلى أن مبعث رعب السكان هو تسرب المياه العادمة إلى مياه الراي التي يروون بها مزروعاتهم لاقتراب المياه الجوفية من سطح الأرض كونها لا تبعد سوى بضعة مئات الأمتار من شاطئ البحر.
وأضاف أن ما يزيد من تخوف ستة آلاف مواطن من سكان المنطقة هو الخشية من أن تتسبب مياه الأمطار في كسر أحد الأحواض وغرق منطقتهم التي هي أقل انخفاضا من منسوب الأحواض.
الخيار الأصعب
غير أن رئيس بلدية خان يونس المهندس محمد الفرا قلل من مخاوف سكان المواصي عبر تأكيده على سلامة ما تقوم به البلدية من ضخ للمياه العادمة للأحواض وضمان وعدم تسربها لأراضي المواطنين أو المياه الجوفية وفق فحوصات التربة والمياه التي أجرتها البلدية.
وذكر للجزيرة نت أن ضخ المياه للأحواض غرب المدينة كان الخيار الأصعب في ظل عرقلة الحصار عمل البلدية ومنع الاحتلال الإسرائيلي دخول المواد الخام للعام الثاني على التوالي.
وأضاف الفرا أنهم أجبروا على حفر أحواض الصرف الصحي بمساعدة الصليب الأحمر في الوقت الذي كانت فيه شوارع خان يونس تغرق في مستنقع من مياه الصرف الصحي.
من جانبه أبدى مسؤول المياه والصرف الصحي بجمعية أنصار البيئة عزام أبو حبيب تخوفه من خطورة استمرار الصليب الأحمر وبلديات قطاع غزة في مشروع استكمال أحواض المياه العادمة لما يترتب عنه من كارثة إنسانية وبيئية.
المصدر : الجزيرة