حملة المليون توقيع تسلط الضوء على وعد بلفور
عاطف دغلس-الضفة الغربية
سلطت مؤسسة شبابية فلسطينية الضوء مجددا على وعد بلفور, بإطلاق حملة لجمع مليون توقيع تمهيدا لرفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية لمطالبتها بتعويض الشعب الفلسطيني.
وأوضح رامي مشارقة رئيس مؤسسة وطننا التي أطلقت الحملة أن عريضة التوقيع تطالب باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمطالبة بريطانيا بتعويض الشعب الفلسطيني سياسيا ومعنويا وماديا عن المعاناة التي لحقت به إبان الانتداب ووعد بلفور وتداعياته حتى اليوم.
وذكر مشارقة للجزيرة نت أن الحملة بدأت بجامعات الضفة الغربية, مشيرا إلى جمع عشرة آلاف توقيع. كما قال إن دائرة العمل ستتسع لجمع التواقيع من المخيمات الفلسطينية المنتشرة بالضفة، ثم الانتقال إلى مخيمات الشتات في سوريا ولبنان والأردن.
ورغم أن الحملة أطلقت قبل عدة أشهر فإن تنفيذها بدأ الأحد بمناسبة مرور 91 عاما على إعطاء هذا الوعد. كما تتميز الحملة إضافة لجمع التواقيع بإطلاق موقع إلكتروني عالمي لاستقبال التواقيع عليه.
ويعد الأساس القانوني والتاريخ الشفوي الذي يرويه الفلسطينيون الذين عايشوا تلك الفترة التي كان فيها الانتداب البريطاني، أهم الوسائل التي يعتمد عليها القائمون على الحملة في مقاضاة بريطانيا.
وفي هذا الصدد يشير مشارقة إلى جمع الملفات والمستندات والاطلاع على القرارات والمواثيق المتعلقة بواقع القضية الفلسطينية, من خلال الاتصال بقانونيين فلسطينيين وعرب ودوليين لتجهيز الدعوى.
" الحملة أطلقت قبل عدة أشهر إلا أن تنفيذها بدأ الأحد بمناسبة مرور 91 عاما على وعد بلفور. ورافق الحملة إطلاق موقع إلكتروني عالمي لاستقبال التواقيع عليه " |
وفي هذا الإطار أيضا تم جمع شهادات حية تشير إلى تقصير بريطاني في تطبيق صك الانتداب والمساهمة في تشريد الشعب الفلسطيني والسماح للعصابات الإسرائيلية "الهاغاناه وشتيرن وإيتسل" بالسيطرة على الأرض وقتل سكانها وتسهيل عمليات جلب اليهود من الخارج إلى فلسطين.
مسؤولية بريطانيا
من جهته اعتبر خبير القانون الدولي وعميد كلية الحقوق بجامعة القدس محمد شلالدة أن مقاضاة بريطانيا تمثل جانبا قانونيا مهما للقضية الفلسطينية.
وقال شلالدة للجزيرة نت "بريطانيا ارتكبت جرائم تاريخية بفلسطين، تمثلت بوعد بلفور والانتداب الظالم، وتقسيم البلاد وجلب الاحتلال وحرب الإبادة".
ودعا لتحميل بريطانيا المسؤولية القانونية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، كما طالب بتحميلها مسؤولية جنائية فردية عن ما اقترفه ضباطها وعناصرها من جرائم وقتل مباشر للفلسطينيين في تلك الفترة.
كما اعتبر شلالدة أن التوافق الفلسطيني ضروري لإنجاح هذه الحملة, مشيرا إلى أهمية تكوين ثقافة قانونية لدى الشعب الفلسطيني بشأن القضية.
ودعا لحملة شعبية لتوثيق الانتهاكات بشهادات حية من الفلسطينيين الذين عايشوا الانتداب أو ما قبله. وطالب كذلك بتشكيل حملة مؤازرة من الخبراء الدوليين والقانونيين والحقوقيين بالعالم لطرح الوسائل الممكنة التي يمكن من خلالها مقاضاة بريطانيا.