ذكرى رحيل عرفات ساحة مواجهة بين الفرقاء الفلسطينيين

ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات في رام الله - الجزيرة نت
ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات برام الله (الجزيرة نت)
ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات برام الله (الجزيرة نت)
 
عوض الرجوب-رام الله
 
تحولت الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى ساحة مواجهة إعلامية وميدانية بين الفرقاء الفلسطينيين، وتحديدا بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس).
 
وخلافا لدعوات الوحدة والحوار التي يتغنى بها الجميع زاد الانقسام تعمقا، وتبادل الفرقاء الاتهامات بزعزعة الأمن وتهديد المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، ففي غزة لم يتمكن أنصار فتح من إحياء ذكرى وفاة عرفات، وفي الضفة لا يتمكن أنصار حماس من إقامة أي فعاليات جماهيرية.
 
وفيما صبت قيادات فلسطينية بينها الرئيس الفلسطيني محمود عباس غضبها على حركة حماس في مهرجان إحياء ذكرى رحيل عرفات برام الله، اتهمت الحكومة المقالة التي تديرها حماس قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله بالعمل على زعزعة الاستقرار في قطاع غزة.
 
وفي ظل تبادل الاتهامات واستمرار "الردح والقدح" بين الفلسطينيين، حتى في المهرجانات الجماهيرية الحزينة، يرى مراقبون أن إنهاء الانقسام الفلسطيني لم يعد قريبا وأن الديمقراطية التي تغنى بها الفلسطينيون أفلت.
 
منع الاحتفالات
في خطابه أمام مهرجان إحياء ذكرى رحيل عرفات برام الله هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس، ونفى وجود اعتقالات سياسية في الضفة الغربية. وعد ذلك بمنزلة ادعاءات "تمثل استمرارا لنهج الإقصاء والتكفير والتخوين والسيطرة، والإصرار على توظيف السلاح في قضايا الخلاف الداخلي".
 
إياد البرغوثي (الجزيرة نت)
إياد البرغوثي (الجزيرة نت)

من جهته عبر رئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الفلسطيني في مدينة رام الله، يحيى يخلف عن صدمته "إزاء قرار حماس بمنع إقامة احتفالات إحياء الذكرى الرابعة لرحيل القائد الرمز أبو عمار في قطاع غزة". مضيفا أن "قرار حماس جاء متزامنا مع قرارها بالانسحاب من اجتماع الحوار الوطني في القاهرة".

 
وقد سارعت حركة حماس وفي تصريح صحفي للناطق باسمها فوزي برهوم تلقت الجزيرة نت نسخة منه إلى وصف خطاب عباس بأنه "حزبي مقيت وهجومي على حماس ومليء بالمتناقضات ويكشف عن سوء نواياه".
 
كما اتهمت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة عناصر من حركة فتح الفلسطينية بتلقي "أوامر من جهات رسمية في رام الله للقيام بمحاولات لإعادة الفوضى والفلتان للقطاع بأشكال متعددة في الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس ياسر عرفات".
 
ونفى الناطق باسم الوزارة إيهاب الغصين في بيان صحفي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه أن تكون هناك أي جهة تقدمت بطلب لإحياء الذكرى الرابعة لرحيل أبو عمار، مضيفا أن هناك إجراءات قانونية نصت عليها القوانين لمثل هذه الفعاليات.
 
أفول الديمقراطية
الحالة القائمة لا تبشر بقرب الوفاق الفلسطيني، وما يجري على الأرض من توتر وتحريض إعلامي وتصرفات ميدانية واعتقالات تمهد لمزيد من الانشقاق، وفق ما يراه منسق الشبكة العربية للتسامح الدكتور إياد البرغوثي.
 
وفي هذه الأجواء شكك بأن يكون الاحتلال هو العدو الأساسي للفلسطينيين، مضيفا أن القوى المحلية والدولية المعنية بالحوار أكثر ضعفا من تلك القوى المحلية والدولية المعنية باستمرار الانقسام.
 
وأكد البرغوثي أن الديمقراطية الفلسطينية كانت أفضل في الوقت الذي كان فيه الاحتلال هو العدو الأساسي لكل الفلسطينيين، لكنها الآن في طريقها للأفول، معبرا عن قلقه لتحول الحريات العامة لميدان استعراض النفوذ بين الفرقاء.
 
ووصف منع التجمعات الجماهيرية وملاحقة المواطنين على أساس الانتماء السياسي في الضفة وغزة بأنه "انتهاك للتقاليد والأصول والمبادئ الفلسطينية التي كانت مطبقة لعشرات السنين".
 
وقال إن وصول الخلاف لهذا الحد من الانتهاكات "دليل على أن المتصارعين لا يراعون وجهات نظر الجماهير فيما يجري وأصبح الصراع هو سيد الموقف"، موضحا أن القانون يعطي للمواطنين حق التجمع مع إعلام الجهات المعنية "وليس أخذ تصاريح منها لإقامة هذه التجمعات".
المصدر : الجزيرة