حملة بالمغرب ضد إغلاق أكثر من خمسين دارا للقرآن

دار القرآن بالرباط لم تتعرض للإغلاق لأنها تابعة لوزارة الأوقاف
دار "القرآن والسنة" لحظة إغلاقها ونزع اللافتة عن الواجهة (الجزيرة نت)
لم يخطر ببال مسؤولي دور القرآن بالمغرب أن تتداعى قضية زواج فتاة في التاسعة من عمرها، وتصل شظاياها إلى جمعيات بعيدة عن الشيخ المغراوي صاحب الفتوى، فتقوم السلطات المغربية بإغلاق أكثر من خمسين جمعية بقرار إداري غير معلل ولا مكتوب، حسب زكريا الساطع مدير جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش.
 
وكانت السلطات المغربية قد أغلقت الجمعية المذكورة في العشر الأواخر من رمضان الماضي، بعد صدور بيان المجلس العلمي الأعلى حول فتوى المغراوي بجواز زواج الفتاة القاصرة، ثم امتدت الحملة إلى عدة مدن بمختلف جهات المغرب، وهي الحملة التي وصفها الساطع بأنها حملة ظالمة ومتعسفة.
 
من جهته أوضح عبد الإله بن عبد السلام نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن قرار السلطات المغربية بغلق دور القرآن غير قانوني، لأنه لم يصدر بناء على حكم قضائي ولا قرار إداري مكتوب ومعلل.
 
وأضاف بن عبد السلام في تصريح للجزيرة نت أن تلك الجمعيات في وضعية قانونية سليمة، وإذا كان الشيخ المغراوي قد أخطأ في فتواه وأدين بسببها، فما ذنب دور القرآن وما علاقتها بذلك؟
 
الساطع أوضح للجزيرة نت أن "13 دارا للقرآن من مجموع 57 دارا أغلقت، هي التي لها علاقة بجمعيتنا، فلماذا تغلق الأخرى التي لا علاقة لها بنا؟"، مضيفا أن الشريعة تقول إنه "لا تزر وازرة وزر أخرى" فماذا جنت جمعياتنا والجمعيات الأخرى حتى تغلق بطريقة سريعة ومهينة في أيام مباركة؟".

 

مولاي عمر بن حماد وعن يساره محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح (الجزيرة نت)
مولاي عمر بن حماد وعن يساره محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح (الجزيرة نت)

لا مخالفات


كما أكد الدكتور مولاي عمر بن حماد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، للجزيرة نت أن دور القرآن المغلقة لم ترتكب أي مخالفة أو جنحة، وأنها فتحت وفق قانون الحريات العامة بالمغرب وفي ضوء النهار وبعلم القاصي والداني، فلماذا تعاقب بما لم ترتكبه؟
 
وتساءل بن حماد "إلى أين سيذهب ألوف الرواد من النساء والأطفال والفتيان وحتى الشيوخ الذين كانوا يتلون فيها كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم".
 
اتصالات وعريضة
من جانبه ذكر الساطع أن جمعيته وفروعها والجمعيات الأخرى تقوم بعدة  خطوات، منها اتصالات بنواب برلمانيين من حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية، وقد أكدت بسيمة الحقاوي النائبة البرلمانية بالعدالة والتنمية أن فريقها توصل فعلا بهذه القضية وهو ينظر فيها حاليا، مضيفة أن أسئلة شفوية وكتابية سيرفعها الفريق إلى وزارة الداخلية للاستفسار عن الموضوع.
 
وكان الفريق قد أشار في بلاغ صادر عنه إلى "‘الإغلاق المتعسف لمجموعة من دور القرآن" واصفا الإجراء بأنه "بدون مبرر مقبول". 
 
زكريا الساطع ذكر كذلك أن مجموعة من المتعاطفين والأعضاء خاصة من النساء، ينظمون حملة وطنية لنصرة دور القرآن المغربية تحت شعار "لا لإغلاق دور القرآن بالمغرب"، وقد أنشؤوا موقعا إلكترونيا وضعوا فيه عريضة بعنوان "حملة المليون توقيع" للمطالبة بإعادة فتح المقرات المغلقة.
 
وأهاب نداء النصرة "بكل غيور على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضم صوته للمطالبة بإعادة فتح هذه الدور المباركة لتتمكن من أداء واجبها نحو دينها وبلدها".
 
وكان الدكتور محمد المغراوي رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، قد وجه رسالة إلى رئيس المجلس العلمي الجهوي بمراكش ينبهه فيها إلى "أن برنامج دار القرآن، تمت المصادقة عليه من لدن المجلس قبل الشروع في تنفيذه". كما أن المناهج المتبعة اطلعت عليها السلطات المحلية يوم 25 مارس/آذار 1998.
المصدر : الجزيرة