"زلة لسان" نتنياهو تسبب ردود فعل واسعة بإسرائيل

binyamen natayaho...2 وديع عواودة - حيفا
تصريحات نتنياهو اعتبرها البعض زلة لسان تم تضخيمها لأغراض سياسية (الجزيرة نت)

وديع عووادة-حيفا

 
تواصلت النقاشات وردود الفعل الإسرائيلية حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو في تعليقه على العملية العسكرية ضد سوريا في السادس من الشهر الحالي، وما إذا كانت هذه العملية قد ساهمت في ترميم قوة الردع الإسرائيلية وجدوى الصمت الرسمي حيالها.
 
وكان نتنياهو كشف في لقاء مباشر أجرته معه القناة الإسرائيلية الأولى ليلة الأربعاء أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت أبلغه مسبقاً بالعملية العسكرية ضد سوريا وأنه قدم الدعم له.
 
واعتبرت أوساط سياسية إسرائيلية واسعة أن تصريح نتنياهو يشكل خطوة غير مسؤولة تمس "أمن إسرائيل"، بينما اعتبرته أوساط أخرى "زلة لسان" مضرة.
 
عاصفة في فنجان
أحد هذه الردود جاء من الأمين العام لحزب العمل إيتان كابل الذي وصف تصريح نتنياهو بأنه "ينم عن غباء" و"قلة مسؤولية" ويعد "تجاوزاً فظاً"، وأضاف في حديثه لإذاعة الجيش الإسرائيلية "لا أعرف ما إن كان رغب في سرقة المجد، ولكن ببساطة هذا تصرف خطير من قبل رجل غير جدير بالحكم".
 
أوفير بينيس (الجزيرة نت)
أوفير بينيس (الجزيرة نت)

كما قال النائب أوفير بينيس من حزب العمل إن الرغبة المنفلتة لدى نتنياهو دفعته لأن ينسب لنفسه "إنجازات"، مشيراً إلى أن ذلك يبرهن على قيامه بتقديم مصلحته الشخصية على مصلحة الدولة.

 
من جهة ثانية اتهمت النائبة ليمور ليفنانت من حزب الليكود ديوان رئيس الحكومة بإثارة موجة الانتقادات الواسعة لتصريح نتنياهو بغية التضليل وإزاحة أنظار الإسرائيليين عن مساعي أولمرت لتقسيم مدينة القدس والتنازل عن منطقة الحرم القدسي.
 
أما رئيس لجنة الخارجية والأمن سابقاً النائب يوفال شطاينتس من حزب الليكود فقد اعترف بأن تصريح نتنياهو "غير موفق" لكنه لم يسبب أي "مضار أمنية" وأضاف أنه "عاصفة في فنجان".

 
استطلاعات الرأي
وفي استطلاع أسبوعي للرأي أجرته الإذاعة الإسرائيلية العامة الخميس تبين أن 36% من الإسرائيليين يعتقدون أن "الأحداث الأمنية" الأخيرة لم تمكن إسرائيل من استعادة قوة الردع، بينما قال 32% عكس ذلك، فيما لم يعلن 32% عن رأيهم.
 
كما عبر 53% من المستجوبين عن موافقتهم على أن سياسة الصمت الإسرائيلية حيال سوريا "مبررة" مقابل 22% قالوا العكس، فيما أدلى 25% بإجابات أخرى.
 
إحراج دمشق
وتواصل النقاش بين أوساط الخبراء والمعلقين حول مدى مساهمة تلك العملية ضد سوريا في ترميم قوة الردع الإسرائيلية التي تضررت منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان، فبعضهم أولاها أهمية إستراتيجية والبعض الآخر قلل من شأنها، إلا أنهم جميعاً اتفقوا على حيوية الصمت إزاء عمليات من هذا القبيل.
 
فقد أكد الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب شلومو بروم أن انتهاك الأجواء السورية قد سبب المزيد من رجحان كفة إسرائيل في "ميزان الرعب" بينها وبين سوريا.
 
ولفت بروم في تصريح للجزيرة نت النظر إلى أن العملية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا جسّدت تعاظم قوة سلاح الجو وقدرته على المساس بأهداف مركبة ومحمية جيدا في الليل وفي كل حالة طقس بعكس الماضي.
 
ورجح بروم أن نتنياهو وقع في "زلة لسان" وأن أوساطا سياسية ضخمتها لغايات خاصة، موضحا أن رئيس المعارضة لم يكشف تفاصيل رغم أنه قدم اعترافا غير مباشر بالعملية.
 
وعن أسباب عدم الكشف عن تفاصيل العملية الإٍسرائيلية في سوريا قال بروم  إن إسرائيل تخشى من أن يؤدي كشف المزيد من التفاصيل إلى الضغط على سوريا ودفعها للرد ثأراً لكرامتها خاصة أن الأمر سيحرجها.
 
وأشار بروم إلى أن ذلك سيضع بيد دمشق مبررا للرد "أما إذا كانت مجرد عملية اختراق أجواء فهذا أمر شائع في الشرق الأوسط".
المصدر : الجزيرة