صناعة الفخار حرفة تتوارثها عائلة الفاخوري بالخليل

صناعة الفخار متوارثة في عائلة الفاخوري منذ عئرات السنين الجزيرة نت

صناعة الفخار متوارثة في عائلة الفاخوري منذ عئرات السنين (الجزيرة نت)
 

عوض الرجوب–الضفة الغربية
 
ما إن تذكر صناعة الفخار في مدينة الخليل الفلسطينية حتى تقفز للذاكرة عائلة الفاخوري التي امتهنت هذه الحرفة، وتوارثتها أبا عن جد منذ عشرات السنين.
 
وتعتبر هذه العائلة مصدرا مهما لأجود أنواع الفخار محلي الصنع، وأصبحت منتجاتهم تصل إلى الأسواق القريبة والبعيدة رغم كثرة العوائق التي تعترضهم نتيجة الاحتلال وظروف الحياة الصعبة.
 
وبعد إجراءات الاحتلال المشددة في البلدة القديمة من مدينة الخليل، اضطرت عائلة الفاخوري للانتقال بمهنتها التراثية إلى المنطقة الصناعية بالمدينة لتواصل من هناك العمل بمهنة الأجداد والآباء.
 
ويقول أصحاب الحرفة إنهم اشتهروا بمصنوعاتهم بالبلدة القديمة من الخليل وبجوار الحرم الإبراهيمي الشريف حيث كانت الأسواق مفتوحة، والزوار يأتون من كل مكان ويشترون أجمل التحف.
 

المصنوعات تحرق في أفران حرارتها ألف درجة مئوية (الجزيرة نت)
المصنوعات تحرق في أفران حرارتها ألف درجة مئوية (الجزيرة نت)

الاشتهار بالحرفة


وحسب صلاح الفاخوري أحد الوارثين لهذه المهنة فإنهم تواتروا الحرفة وتعلموها من أجدادهم الذين بدؤوها قبل نحو ثلاثمائة عام، حتى أصبح للعائلة الآن سبعة معامل ومصانع للفخار اليدوي يشتغل فيها أكثر من مائة شخص من مختلف الأعمار.
 
وحول طبيعة التغير بالمهنة بين الماضي والحاضر، ذكر الرجل أن دخول التكنولوجيا وتحديدا الكهرباء ساعد على تقصير وقت الإنتاج موضحا أن طبيعة المنتجات أيضا تغيرت حيث توقفوا عن صناعة أباريق الفخار والصحون وأواني الطعام والطبخ وتوجهوا للصناعات السياحية كصناعة التحف والمناظر الطبيعية وأحواض الورود وغيرها.
 
وعن مراحل إنتاج المصنوعات الفخارية، قال الفاخوري إنها تبدأ بإحضار تراب من نوع "غلالة" الذي يخلط بتراب أحمر عادي وبعض الرمل والمياه بنسب معينة ويترك لمدة شهر ثم يجفف تحت أشعة الشمس لمدة عشرة أيام، ويخزن بالظل لفترات قد تصل إلى العام، لكن بعد عشرين يوما تبدأ عملية خلط الطين مجددا والتصنيع من قبل الحرفيين.

 
وبعد إنجاز المصنوعات الفخارية بأنواعها أشار إلى أنها تترك يوما واحدا بالشمس ثم يومين بالظل، وبعد ذلك تحرق في فرن درجة حرارته حوالي 1000 درجة مئوية لمدة يوم كامل. بعدها يحمل المنتج لونا أقرب إلى الحمرة إلا إذا أضيف إليه شيء من الملح فإنه يكون أقرب إلى الأبيض، وبعدها يصبح صالحا للتسويق والاستخدام وعصيا على الكسر.
 
وحول سوق الفخار، ذكر الفاخوري أنه يتجاوز الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل ودول الجوار إلى دول أوروبية وأميركا التي تستورد كثيرا من منتجات الزينة وخاصة المصنوعات ذات الأحجام الصغيرة منها.
 
صناعة متجددة
من جهته أوضح عبد السلام الفاخوري الذي يشتغل بهذه المهنة منذ 25 عاما أنه توارث الصناعة عن والده وأجداده، مشيرا إلى تراجع نسبة المبيعات بالسوق مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل سبع سنوات.
 
عبد السلام يعمل بصناعة الفخار منذ 25 عاما (الجزيرة نت)
عبد السلام يعمل بصناعة الفخار منذ 25 عاما (الجزيرة نت)
كما ذكر أنه يحرص على التجديد بمنتجاته ويخترع أشكالا جديدة من المصنوعات الفخارية ويدخلها إلى السوق لكنه يشتكي من تراجع كمية المبيعات إلى أكثر من النصف، في وقت ارتفعت فيه تكاليف الإنتاج والتسويق بشكل ملحوظ.
 
وفيما إذا كانت الصناعة قد أثرت عليه خاصة على اليدين لكثرة استخدام الطين، أكد عبد السلام أنه لا يعاني من أية مشكلة مشيرا إلى أن صناعة الفخار تعتمد على الطبيعة وتحديدا التراب مائة بالمائة وتخلو من أية مواد كيمياوية أو ضارة.
 
ولا يبدو عبد السلام الفاخوري قلقا على مستقبل هذه المهنة سيما وأن أكثر من مائة شخص بالعائلة يشتغلون فيها، لكنه قال إنها تحتاج إلى هواة ومهرة وتشجيع لاستمرارها.
المصدر : الجزيرة