لينين يعود بتمثال جديد يثير جدلا في أوكرانيا

تمثال لينين الجديد في أوكرانيا

أحد تماثيل لينين المنتشرة في أوكرانيا (الجزيرة نت)

محمد صفوان جولاق-كييف

بعد مرور 16 عاماً على استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي، لا يزال الحزب الشيوعي حاضراً في الأعياد التي تعيشها البلاد في مايو/ أيار من كل عام، والتي تبدأ بعيد العمال في غرة هذا الشهر وتستمر حتى اليوم التاسع الذي يوافق عيد النصر على القوات النازية في الحرب العالمية الثانية.


وعلى عكس الأعوام السابقة، أراد الحزب هذا العام أن يغير من طبيعة حضوره ومشاركته في هذه الأعياد، والتي كانت تتجسد بالمعزوفات الموسيقية والأناشيد الوطنية التي اشتهرت في زمن الاتحاد السوفياتي. وكانت المفاجأة التي أعدها الحزب في عيد العمال، عبارة عن تمثال للزعيم الشيوعي السوفياتي الراحل لينين، وضع مكان آخر كان قد فصل رأسه عن جسمه من قبل جهات لم تعرف في مدينة بالتافا شرقي البلاد.

وجرى حفل الكشف عن التمثال بحضور نائب زعيم الحزب وعدة شخصيات حزبية ونواب برلمانيين وعشرات الشيوعيين من داخل وخارج المدينة، الأمر الذي اعتبره البعض خطوة لإثبات الوجود وتحديا جريئا للقوى والأحزاب التي لا تزال تعارض وجود تماثيل للينين وستالين وتعتبرهما رمزين لمرحلة دكتاتورية مرت بها البلاد.

الحقبة اللينية
وتعليقا على هذه الخطوة قال القائد الأعلى السابق لاتحاد المنظمات القومية الأوكرانية أناتولي أفاناسيفيتش للجزيرة نت "لا أظن أن عاقلاً يرغب في رؤية تماثيل لشخصيات من أكلة لحوم البشر استعبدوا العامل والفلاح استعباداً باسم الوطن والاشتراكية.. هذا التمثال يرمز إلى فترة كان فيها الإنسان آلة بكل معنى الكلمة مجرداً من معظم حقوقه، حتى من الكلام".

أناتولي أفاناسيفيتش (الجزيرة نت)
أناتولي أفاناسيفيتش (الجزيرة نت)

من جهته اعتبر بيريساديو فاسيلي نائب زعيم الحزب في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن وجود هذا التمثال له مؤشرات ودلالات أخرى، "إننا اليوم نشعر أننا بحاجة ماسة إلى شخصية كشخصية لينين تخرج البلاد مما هي عليه من ضعف وتمزق.. نحن بحاجة إلى زعيم صارم واضح التوجه، كلمته تمهد لفعله.. وجود هذا التمثال يرمز إلى حقبة كنا فيها الأعظم والأقوى في العالم".

الجدير بالذكر أن بعضاً من تماثيل ستالين ولينين وبعض الشخصيات المؤسسة للفكر الشيوعي كالمفكر كارل ماركس والتي يقدر عددها في أوكرانيا بنحو سبعة آلاف، تعرض بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واستقلال أوكرانيا عام 1991 للعبث والإساءة، فكسر بعضها ولون بعض آخر وسكب الدهان على بعض ثالث وكتبت عبارات ساخرة على العديد منها.

المصدر : الجزيرة